كشف المواطن أمجد أبو شعبان، عن تفاصيل مؤسفة ومؤلمة تعرضت لها طفلته ريماس في اللحظات الأخيرة من عمرها قبل مفارقتها الحياة نتيجة ما وصفه بـ"الإهمال الطبي" والاستهتار بحياة المرضى من قبل بعض الأطباء.
وتوفيت الطفلة ريماس بعد عدة أيام من المعاناة بين المنزل والمستشفى، وفقا لرواية أبيها، الذي قال إن الأطباء في مجمع فلسطين الطبي برام الله أعطوها أدوية دون إجراء أي فحوصات أو تحاليل للدم لمعرفة حالتها المرضية والآلام التي كانت تعاني منها، وطلبوا من والدها إعطاءها المحلول وإبقائها داخل المنزل وعدم العودة بها للمستشفى إلا إذا تدهورت الحالة ووصلت لمرحلة الإغماء، على حد قوله.
وأضاف الوالد في بيان على حسابه في فيسبوك، "آنا المكلوم والد الطفله ريماس ابو شعبان اوضح لابناء شعبي ولاخوتي في الكادر الطبي الذين يخافون الله واكن لهم كل الاحترام واكتب كلماتي بدموع تحرق وجنتي اكتب لكم والقلب ينزف دما على مصابنا ولكن لا اقول الا ما يرضي ربي انا لله وانا اليه راجعون والله على ما اقول شهيد".
وتابع: "ذهبت بابنتي لمجمع فلسطين الطبي اول مرة بتاريخ 28/9/2022 وبالتحديد لطوارئ مستشفى الاطفال الساعه الثانية عشر ظهرا وبقيت لبعد صلاة العشاء وكانت المرحومة تشكو من تقيء مستمر وكان في الطوارىء الدكتورة ابرار والدكتور حسن المصري ووضعوها على السرير وقاموا باعطائها ادوية بالوريد لاكثر من عبوة وقاموا باعطاء والدتها رشتة دواء نحضرها من خارج المستشفى وهو دواء عبارة عن بودرة قاموا بتحليله ووضعه بالوريد وقاموا باعطاءنا رشتة دواء اخرى لمحلول يشابه الاكوسال وبالفعل ذهبت وقمت بشرائه".
وأكد أن "جميع ما سبق من تعامل مع ابنتي كان بدون تشخيص حيث انهم لم يقوموا بسحب عينة دم ولم يقوموا بأخذ عينه من البول ولم يقوموا بتصويرها اشعاعيا وتوجهت زوجتي للدكتور لتطلب منه اجراء فحوصات لها واخذ عينة دم او بول للوقوف على سبب التقيء الذي معها فقال الدكتور لزوجتي تعالي اقعدي محلي وعلمينا الشغل بالحرف الواحد انتو شعب بس للفلسفة".
واستكمل: "انا في هذه اللحظة كنت خارج الطوارئ بطريقي للصيدليه لاحضار الدواء الذي طلبوه مني وحين عودتي توجهت للدكتوره ابرار وقلت لها بالحرف الواحد اترجاكي بان تعملي لابنتي فحوصات طبيه لها وقومي بسحب دم لها لتشخيصها، فردت علي الدكتورة ابرار بكل برووووووود اعصاب اخي الكريم نحن شخصنا حالة ابنتك وتبين معها التهاب معوي حااااااااد وليس هناك اي تدخل او اجراء طبي نعمله لها".
وزاد: "وقامت بعمل خروج لابنتي وقالت لي ابقيها على المحلول وستبقى تتقيأ وسوف يصبح عندها اسهال شديد لا تخف ولا تقلق ولا تقوم بارجاعها الا في حالة عدم الاستجابه فقلت لها ماذا تقصدين بعدم الاستجابة فقالت لي يعني اذا فقدت الوعي وقمت بهزها ولم تستجب لك ارجعها للطوارئ، بالفعل حملت ابنتي وذهبت ألى البيت برفقة زوجتي وبالطريق تقيأت ابنتي خمس مرات واصابها هزلااان شديد، ادخلتها للبيت وقامت والدتهاباطعامها بطاطا مسلوقة بناء على تعليمات الدكتورة باطعامها خضروات مسلوقة".
واستدرك: "في تمام الساعه ٢:٣٠ ليلًا (صباحًا) زاد الامر سوءًا مع ابنتي فقلت لها شو مالك يا روحي حكتلي بابا تعبانه كثير ومش عارفة انام عضهري فقمت برفعها ووضعت خلف ضهرها ثلاث مخدات وقالت لي هيك احسن بابا، وفي الصباح قمنا بارجاعها للمستشفى ووضعت سيارتي خلف المستشفى ومشينا قرابة الالف متر لطوراىء الاطفال، وضعوها على السرير وقامت ممرضة بوضع جهاز قياس الضغط ونبضات القلب حينها بدات القراءات تتوضح لهم فقالت الدكتورة على ما يبدو الجهاز لا يقرأ بشكل صحيح وتبين لهم بعد عدة محاولات لقياس الضغط بان عندها هبوط بالضغط وبالتنفس وقاموا بوضع ادوية لها بالوريد وعلقوا لها ابرتان بالوريد باليد اليمنى واليد اليسرى وقاموا بوضع جهاز التنفس في قسم الطوارئ".
وقال: "بعدها اتت دكتورة انعاش وقالت لي يجب ادخال ابنتك لقسم الانعاش فقلت لها وانا منهار وجسمي لا يقوى على الوقوف من هول الصدمة شو في يا دكتورة من شان الله فهميني، فقالت لي ضغط ابنتك هابط ومش راضي يرتفع ونفسها واطي وهي بحاجة لنقلها لقسم الانعاش وسنقوم بعمل تخدير كامل لها للتعامل معها فقلت لها اعملي اللازم يا دكتورة من شان الله بدي بنتي".
وزاد: "قمنا بنقلها لقسم الانعاش وكنت بجانب ابنتي وكانت المرحومة خائفة فقلت لها بابا لا تخافي هيني واقف على الباب وهذول الدكاترة زي عمامك ما في شي بخوف وبالفعل هدأت من روعها وخرجت خارج الغرفة وجلست امام الباب فقاموا بوضع جهاز التنفس الاصطناعي لها وبعدها بخمس دقايق خرجت دكتورة لتقول من مع ريماس ابو شعبان فقلت لها انا والدها فقالت لي ابنتك مخطرة ادعيلها فدخلت لقسم الانعاش وانا بحالة هيستيرية لارى ابنتي وكانوا قد ادخلو جهاز التنفس داخل رأتها وقبل دخولي بثواني قاموا بسحبه فوجدت ابنتي ممدة جثه هامدة وكانوا يعملون لها انعاش يدوي فقلت لهم ليش قتلتوها ليش تحطولها البربيج الاصطناعي ليش هيك اعملتو مع بنتي فقال لي دكتور الانعاش بالحرف الواحد حققك في قسم الطوارئ جابولنا بنتك جاهزة".
وأكمل المواطن أبو شعبان، "أقسم بالله العظيم على كل حرف كتبته بدماء ودموع عيني، فتوسلت الطبيب بان يقوم بانعاشها مرة اخرة فقال لي بنتك ماتت الله يرحمها، كتبت لكم اخوتي لان هناك من يريد ان يحرف التقصير والاهمال في مجمع فلسطين الطبي ويريد التغطية على الجرائم التي تحدث داخل المجمع، لكن اقولها باني سابقى احارب لاسترداد حق ابنتي وستكون روح ابنتي لعنة تطارد كل متقاعس ومزهق للارواح ولاحمي ارواحا قد تاتي بعد طفلتي، ومن هذا المنبر ادعوا كل حر وكل شريف وكل اب وام ان يكونوا منابر لايصال رسالة الوجع والقهر التي المت حالات اخرى لم يتجرأو بالكتابه لايصال وجعهم، هناك بعض التعليقات من دكاترة احترمهم واكن لهم الاحترام ولكن اخي الكريم الذي حصل معي فاجعه عمرها ساعات عشت فيها ارجوا خالقها بان تكون بيننا ولكن لله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار ولا اقول سوى انا لله وانا اليه راجعون وحسبي الله ونعم الوكيل والحمد والشكر لله على كل اقداره".
واختتم حديثه بالقول: "بالختام عنواين القهر وكل الايادي التي تقاعست وكانت سبب في قتل ابنتي معروفة لدي وانا ذهبت ولجأت للقانون واخذت اصعب قرار في حياتي وهو قرار تشريح جثمان طفلتي البريئة للوقوف على الحقيقة ولابرهن لابناء شعبي بانهم قاموا بقتل طفلتي، ورسالتي للقانون لا تفقدوا ثقة الشارع الفلسطيني وانا ابن هذه الايقونه وكل امل بالله اولا وبكم ثانيًا بانكم ستقولون كلمة حق في وجه سلطان جائر".
وردًا عل ذلك، صدر بيان طبي لتوضيح ما حدث وجاء فيه:
لا يوجد فاجعة في الحياة اصعب من فقد الابن، ولكن الاصعب ان تعتقد ان الموت جاء نتيجة تقصير معين فتصبح الحسرة حسرتين ،ان وفاة الطفلة المرحومة لم يكن نتيجة خطأ طبي ولا يوجد حتى اشتباه بذلك ، كما انها لم تدخل لعمل فحوصات دورية كما تذكر بعض المصادر ، الصور الاشعاعية والعلامات الحيوية والفحوصات تدل على حرج وصعوبة الحالة واستعصاء علاجها من لحظة دخولها العناية المكثفة ونحن بانتظار نتيجة التقرير العدلي المفصل لمعرفة المسبب لهذه الحالة الحرجة التي لن اذكر تفاصيلها حفاظا على خصوصية المرحومة.
الانسان بطبعه يبحث دائما عن تفسير او حدث يلومه حتى يستوعب اي مصاب جلل كهذا فيبحث عن حادث او اهمال او خطأ طبي لان المصاب اكبر من ان يتقبله الانسان كقضاء وقدر.
لكن ما اؤكده أن طاقم قسم وانعاش الاطفال بقي في عملية انعاش الطفلة لمدة ثلاث ساعات متواصلة منذ اللحظة التي وصلت فيها الى المستشفى على نفس واحد وتم تقديم كل الادوية والعلاجات الممكنة على اسس علمية ومهنية.
لقد كانت وفاتها فاجعة لنا ايضا فنحن لا نتعامل مع ارواح الناس وخاصة الاطفال بسهولة كما يدعي البعض، ان موقف التعامل مع مسألة حياة او موت خاصة لطفل لا يعاني من امراض سابقة وهو قرة عين لوالديه ليس بالأمر الهين لا على الطبيب ولا الممرضين ولا اي شخص اخر.
عادة ما يقف الاطباء صامتون في كل مرة تذكر مسألة الخطأ الطبي معتبرين ان هذه ضريبة الطب، حتى ظن البعض ان هذا الصمت هو قبول بالذنب ، لكني اخترت اليوم ان اخرج عن هذا الصمت، ففكرة ان تتهم طاقم طبي كامل يعالج يوميا مئات الحالات من الأطفال باختلاف صعوبتها بقتل طفلة بهذه البساطة وبدون اثبات حقيقي وعلى كافة المواقع ليس بالأمر المقبول ولا يمكن ان يسكت عنه
اننا في قسم الاطفال في مجمع فلسطين الطبي نعالج يوميا العديد من الحالات المصابة بامراض مزمنة ومستعصية وذوي اعاقات شديدة والبعض ممن تخلى عنهم اهلهم ونقدم لهم العلاج الطبي الكامل وحتى اخر رمق فكيف بطفلة جاءت تمشي على رجليها كما ذكرتم ، رغم ان هذا لا ينفي انها كانت بحالة حرجة جدا فبعض الحالات المرضية تتدهور خلال دقائق وقد لا يظهر على الشخص اي اعراض سابقة.
ان مسؤوليتنا اتجاه مرضانا وذويهم واتجاه الطفلة المرحومة ريماس هو ان لا نسكت على ادعاء مغرض كهذا.
انا لا اتحدث عن الوضع الصحي في مستشفياتنا او اي مضاعفات او قضايا سابقة ، انا اتحدث عن هذه القضية بالذات لاني كنت احد افراد طاقم الانعاش ،لذا اتمنى من الناس على صفحات التواصل ان لا يستسهلوا القاء التهم جزافا ودون اثبات او وجه حق، فعند الله تجتمع الخصوم.
نصيحتي لأهل المرحومة ان يبحثوا ويستقصوا الحقيقة بكل تفاصيلها ويستشيروا اطباء وذوي اختصاص حتى من خارج البلاد بالحالة حتى لا تبقى الغصة والحسرة والشك في قلوبهم.
لم يقتل احد ابنتكم بل فعلنا اقصى ما نستطيع في محاولة انقاذها لكن قضاء الله كان هو الأقوى.
الرحمة والمغفرة للطفلة ريماس ولذويها الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون