نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

خلال ملاحقتهم له ..

"ريان" .. الطفل الشهيد الذي مات خوفاً من جنود الاحتلال!

بيت لحم – خاصّ نبأ: 

"ماتَ من الخوف"، عبارة كثيراً ما تترد على الألسُن تعبيراً عن شدّة الخوف من موقف ما، لكنّ الموت من الخوف وقع بالفعل، مع الطفل ريان ياسر سليمان ذو الـسبع سنوات من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم . 

يقول والد الشهيد إن نجله "ريان" مات من الخوف حينما لاحق جنود الاحتلال الإسرائيلي، طلبة المدارس خلال مغادرتهم مدارسهم في بلدة تقوع، إلى أن وصل الجنود منزلهم، وهناك طالبوه بإنزال أبنائه، لاعتقالهم. 

وتابع الأبُ المكلوم، أنّه في البداية، رفضَ الإنصياع لأوامر الجنود المتواجدين على باب منزله، بإحضار أبنائه لهم ليقوموا باعتقالهم، ولاحقاً اضطر لذلك، فأنزلهم، لكنّ "ريان" لخوفه من اعتقال الجنود له، هرب من بابٍ آخر، فلاحقه الجنود في فناء المنزل، ليسقط من الرعب والخوف من جنود الاحتلال شهيداً. 

يؤكد والد الشهيد "ريان" أنّ ابنه لم يُصب بالرصاص، ولم ينزف أيّ قطرة دم بعد سقوطه مغشياً عليه خوفاً من الجنود الذين كانوا يلاحقونه، لكنّه استفرغ الدماء خلال نقله بالسيارة إلى المستشفى، قبل أن يُعلن الأطباء عن استشهاده.

ويصف والد الشهيد ابنه بالذكيّ والمجتهد في دروسه، ويكشف عن موقف لنجله بعد استشهاد 4 مقاومين في مخيم جنين صباح الأربعاء، حيث جاء إليه وأخبره أنه تم تعطيل الدراسة حداداً على الشهداء الأربعة، مضيفاً أنه قال له: "احنا مش احسن منهم" .

أما والدة الطفل الشهيد، فاحتضنت حقيبته، واخرجت منها كتبه المدرسيّة، واخذت تُقلّب صفحاتها، وترى اجاباته، وتقول إنّه كان يسأل عن موعد حصة الرياضة، كونه يحبّها . 

وأعلنت وزارة الصحة أن الطفل سليمان وصل إلى قسم الطوارئ في مستشفى بيت جالا الحكومي، وكان قلبه متوقفا، وان جميع محاولات الأطباء لإنعاشه لم تنجح.

وذكرت "الصحة" أن 35 طفلا استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية العام الجاري، 19 منهم في الضفة، و16 في قطاع غزة.

في حين قالت وزارة التربية والتعليم، إ الطفل ريان  طالب في الصف الثاني بمدرسة الخنساء في تقوع، مطالبةً المؤسسات الدولية ودول العالم بمحاسبة الاحتلال على جرائمه.

في السياق، دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى إجراء تحقيق في استشهاد الطفل ريان ياسر سليمان، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل "إن بلاده حزينة بعد تلقيها نبأ وفاة طفل فلسطيني بريء".

من جانبه، قال الناشط في بلدة تقوع، محمد البدن، تعليقاً على ذلك: "إنّ  الخروج بتصريحات عبر اعلام الاحتلال والغرب حول تشكيل لجان تحقيق في ارتقاء الطفل ريان سليمان ما هو الا هروب من الاعتراف بهذه الجريمة ومحاولة الالتفاف على هذه القضية واظهار الطابع الانساني (المعدوم) لدى هذا العالم المنافق الذي يتساوق مع رواية الاحتلال ويتبناها".

وأضاف: "اياكم والتعويل الا على ذاكرتكم التي يجب ان لا تمحى منها جريمة مات فيها طفل خوفا من جيش مدجج بالسلاح كان يطارد الاطفال بالسلاح والصراخ، هذا هو وجه الاحتلال والعالم الحقيقي".

وعلى الدوام، تتعرض بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال، وقطعان المستوطنين، وعادةً ما يتمّ استهداف طلبة المدارس، ومطاردتهم، وإطلاق القنابل الصوتية والغازية داخل ساحات تلك المدارس.

وكالة الصحافة الوطنية