نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

حذر من مخططات الاحتلال لتهويده وتقسيمه..

مختص لِـ"نبأ": هذا العام الأشد خطورة على المسجد الأقصى المبارك والمرابطين فيه

نبأ - رام الله - رنيم علوي

ما زالت جماعات "الهيكل" المزعوم تستغل الأعياد اليهودية لإقامة مخططاتها في المسجد الأقصى المبارك، وتحويله إلى مكان تُقام فيه الصلوات اليهودية المقدسة ومنع المسلمين من الوصول إليه.

ودعت جماعات يمينية متطرفة المستوطنين للمشاركة الحاشدة في أداء الصلاة علناً وإقامة الطقوس التوراتية داخل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى محاولة إدخال الأبواق معهم خلال الاقتحام بمناسبة "رأس السنة"، وأن يحاولوا النفخ في البوق بشكلٍ جماعي.

فما هي الجماعات المتطرفة؟ وما هي خطتهم المستقبلية؟ وصولاً إلى معرفة ما مدى الخطر الذي يشكلونه على المسجد الأقصى؟

المختص المقدسي ناصر الهدمي لا يرى أن ما يجري من أحداث في المسجد الأقصى المُبارك من تنظيم جماعات "الهيكل المتطرف"، وإنما من تنظيم حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وتنفذ هذه الجماعات فعاليتها كـَ إحدى أذرع الحكومة.

سيناريوهات الاقتحام

ويرى الهدمي أن الأحداث القادمة والتي تتمثل في بؤرة الاقتحامات من الممكن أن تقود إلى ثلاثِ سيناريوهات، أولها أن تسمح سُلطات الاحتلال للمرابطين الفلسطينيين بالوصول إلى المسجد الأقصى بشرط أن تكون الأعداد القليلة؛ وذلك لإشعال المواجهة داخل ساحات المسجد من أجل إحداث " مذبحة" تستغلها سُلطات الاحتلال من أجل فرض واقعٍ جديد، كما المسجد الإبراهيمي.

وفي سيناريو آخر، هو محاولة منع سلطات الاحتلال دخول الفلسطيني من البلدة القديمة وصولاً إلى المسجد الأقصى مع السماح لأعداد قليلة بالدخول؛ وهذا بدوره سيقود إلى خلق حالة من توتر الأوضاع في البلدة القديمة.

وأضاف الهدمي لِـوكالة "نبأ" أنها من الممكن أن تمتد لِـتصل إلى الضفة الغربية وفلسطين الدخل حتى تضع النقاط على عملياتٍ فدائية رداً على الأحداث، منوهاً إلى الأمر يوعز على جرأة سلطات الاحتلال في تنفيذها لهذا السيناريو.

ويعتقد الهدمي أن سلطات الاحتلال تسعى إلى تمرير إجراءات جديدة داخل المسجد الأقصة المبارك من خلال " جماعات الهكيل" المتطرف، ذاكراً بدأ ظهور حالة من التحدي بين سلطات الاحتلال والشعب الفلسطيني فيما يتعلق بالمسجد الأقصى.

وعلّق الهدمي على السيناريو الثالث قبل الحديث عنه بأنه "يتمنى أن لا يحدث"، وهو أن تمر الأحداث بشكلٍ سلس، ويُقتحم المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة من المتطرفين؛ دون وجود أي رد فعل فلسطيني يعبّر عن الموقف الذي يجب أن يتخذ حيال هذا الأمر.

خطر الجماعات المتطرفة

وفي حديث الهدمي عن الخطر الذي تشكله جماعات " الهيكل المتطرف" وصفه بأنه "أشد الأعوام خطورة"؛ مجيباً أن خطورة هذا العام تكمن خلف العام المنصرم الذي استطاعت فيه سلطات الاحتلال وضع أسس تبني عليها ما تتصرفه هذه الأيام.

وذكر أهم الأسس وهي أن محكمة الاحتلال سمحت بأداء الصلوات التلمودية، والسماح بالنفخ في البوق واقعياً وليس عبر تسجيل في الجهة الشرقية من خارج المسجد الأقصى "بالقرب من مقبرة الرحمة"، بالإضافة إلى زيادة أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى لِـهذا العام؛ لتدعي وجود أعداد كبيرة ترغب في الصلاة وهي بحاجة إلى وجود مكان مخصص لذلك.

ووفق الديانة الإبراهمية أو ما تعرف بِـ " الأبرهم" فإن سُلطات الاحتلال مُجبرة على تأمين مكان ضمن حرية العبادة، وهذا ما يعتبر أن الفلسطيني أمام عامٍ يشكل نقلة نوعية خطِرة، تسير باتجاه المزيد من التدنيس للمسجد الأقصى المُبارك، بحسب الهدمي.

دعوات مقدسية وفلسطينية

وبالتزامن مع الدعوات المتطرفة، تتواصل الدعوات المقدسية والفلسطينية لاستمرار الحشد والرباط في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه، للتصدي لمخططات الاحتلال الاستيطانية واقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم، خلال الأعياد اليهودية.

وأكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب أن نفخ البوق في المسجد الأقصى وغيره من الشعائر والطقوس الدينية التوراتية، هو في الحقيقة نفخ على جمر ونار حريق كبير سيشتعل في كل المنطقة بفعل هذه الممارسات العنصرية والحمقاء.

ومن الجدير ذكره، أن "جماعات الهيكل" المزعوم تستعد لتنفيذ سلسلة من البرامج التهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة موسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر الجاري، ويستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر القادم.

كما يستعد المستوطنون، في 5 تشرين الأول/أكتوبر القادم، الذي يوافق "عيد الغفران" العبري، لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة وأداء طقوس تلمودية، تشمل "النفخ بالبوق" والرقص في الكنيس القريب من المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للمسجد.

وتوافق الأيام بين 10 و17 من ذات الشهر ما يسمى بـ"عيد العُرُش" التوراتي، حيث يحرص المستوطنون خلاله على إدخال القرابين النباتية إلى "الأقصى"، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها.

 

 

 

وكالة الصحافة الوطنية