نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

عن خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة

سياسي لِـ " نبأ": "الخطاب شَمل مواقف هزيلة تُعبر عن الاستسلام للواقع وإملاءات الاحتلال"

رام الله-نبأ-رنيم علوي:

الخامسة والنصف من مساء يوم الجمعة ظَهر الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة لإلقاءِ خطابٍ ظنّه البعض أنه سيكشل نقلة نوعية للانتقال من حالة سلطة الحكم الذاتي تحت الاحتلال إلى دولة تحت الاحتلال وخصوصاً أنه هدد بذلك أكثر من مرة.

فكيف علّق المحللون السياسيون على الخطاب؟ وأين القدس؟ وكيف تناول الإعلام العبري الخطاب، وبما وصفوه؟

" محمود عباس منفصل عن الواقع الفلسطيني"

السياسي المقدسي ناصر الهدمي أشار إلى أنه لم يكن يوجد توقعات من خطابات "محمود عباس"؛ وذلك لأنه منفصل منذ فترة عن الواقع الفلسطيني وبعيداً عن طموحات أبناء شعبه بشكل عام والقدس بشكلٍ خاص والتي شكلت أول طعنةٍ بإستنثاء أوسلو لها؛ بإبعادها عن أولويات منظمة التحرير وقيادته.

ويرى الهدمي أن الخطاب لا يرقى بأن يُشكل الحد الأدنى من طموح المواطن الفلسطيني، بالإضافة إلى أنه مُكرر بالأحداث، وفارغ من المضمون العملي.

وأشار لِـوكالة " نبأ" أنه في أكثر من موقف شهد الخطاب نوع من الإستجداء في إظهار الضعف والركون إلى اليأس، مع اختلاف الواقع الفلسطيني، فعلى سبيل مثال أهالي مدينة القدس في صراع مستمر بمعنوياتٍ مرتفعة ومتحدية للاحتلال.

" خطاب هزيل"

وتأسف قائلاً: "أن مثل هذا الخطاب شَمل مواقف هزيلة تُعبر عن الاستسلام للواقع وإملاءات الاحتلال".

ولفت الهدمي إلى أن خطاب أبو مازن لا يخدم مدينة القدس، واصفه بِـ " الضعيف"، مشيراً إلى أن أهالي مدينة القدس يعيشون مرحلة الإعداد لمواجهة مع الاحتلال فيما يخص المسجد الأقصى المُبارك، فإنهم يتجهزون للرباط والثبات وهم أحوجت إلى أن القيادة الفلسطينية من خلفهم داعمين لهم؛ إلا أن الخطاب لم يقدم هذا النوع من المؤازة.

وأشار بأن مدينة القدس بحاجة إلى قيادة سويّة مستعدة للوقوف في وجه الاحتلال.

وفي ذات السياق، انتقد سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة "جلعاد أردان"، كلمة الرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبراً أنها كانت "بعيدة" عن الواقع.

موقف الإعلام العبري من الخطاب

وقال أردان، في تغريدة: "أثبت أبو مازن "محمود عباس" مرة أخرى أن وقته قد ولى، خطابه كان مليئاً بالأكاذيب وبعيدة عن الواقع".

وعلّق المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور على ذلك، قائلاً: أن الإعلام الإسرائيلي اعتبر الخطاب تحريضي؛ وذلك لأنه أي فلسطيني يطرح مظلوميته وينقض رواية الاحتلال في محاولة كشف زيف الإدعاءات، وأن يقال عنه بأنه مليئ بالأكاذيب هو طبيعي اتجاه كل فلسطيني.

وأشار منصور لِـوكالة " نبأ" مثالاً عند ذكر لابيد حلّ الدولتين تنصّل منه السياسيين اعتباراص بأنه أظهر الضعف، وتابع متساءلاً، فكيف إذا ظهر الرئيس وتحدث عن الأسرى والشهداء؟

ويعتقد منصور أن ما وصفه جلعاد أردان هو رد فعل متوقع؛ ليظهر للعالم من عبر أهم منصة تتابعها كل شعوب العالم أن ما قيل هو تشويه صورة فقط، وأن " إسرائيل" دولة متقدمة وتسعى للسلام.

" الخطاب محاولة لِـ " صمت" الأحقية التاريخية"

ومن جهته، قال المحلل السياسي فارس الصرفندي إن الخطاب محاولة لِـ صمت الأحقية التاريخية من خلال سرد لوقائع فلسطينية حدثت مُنذ عام 1948 وحتى اليوم، وبالتالي كان جيّد أن يذكر هذا التسلسل بشكل دائم.

ويعتقد الصرفندي أنه من الجيد إصرار الرئيس الفلسطيني على حق الفلسطيني بدولة له، في محاولة للذهاب إلى قرار التقسيم " 181" الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947.

وفي رأي الصرفندي لِـوكالة " نبأ" أن اتجاه الخطاب كان استجدائي مختل الموازين، يكال بمكايل مختلفة.

توقع بِحل السلطة الفلسطينية

وتوقع من الرئيس محمود عباس أن يلوح بموضوع حلّ السلطة الفلسطينية ولو كان غير واقعي؛ وذلك لأن إنشاءها جاء إلى دولة فلسطينية، واليوم يجد الفلسطيني نفسه أمام متاهة السلطة الفلسطينية التي لا تملك مقومات بل على العكس أنها تحت الاحتلال.

وأشار الصرفندي إلى وجود معضلة في بعض المصطلحات التي استخدمها الرئيس في الخطاب ولم تكن مقصودة، كـ وصفه للأسير ناصر أبو حميد بأنه نفذ جريمة؛ واسترسل يقول: " اعتقد أنها غير مقصودة ف الرئيس أبو مازن يعلم أن ناصر أبو حميد مقاوم ويقاوم من أجل الحرية".

وأنهى الصرفندي حديثه بنعت الخطاب بأنه أفضل من الخطابات السابقة؛ لكنه لم يصل إلى المستوى المطلوب في مخاطبة العالم الذي يعرف لغة القوة.

ومن الجدير ذكره أن الرئيس محمود عباس قال في كلمته أمام الأمم المتحدة يوم 24 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، "إن أمام سلطات الاحتلال عام واحد لتنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وفي حال عدم تحقيق ذلك فلماذا يبقى الاعترافُ "بإسرائيل" قائماً على أساس حدود عام 1967؟".

وكالة الصحافة الوطنية