نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

" مياه الظربان".. سلاح إسرائيلي يضر أجساد المقدسيين واقتصادهم

نبأ-القدس- رنيم علوي:

رائحة كريهة، تلتصق بالملابس والجلد البشري، تنتقل مع عجلات السيارة إلى شتى المناطق، تدوم عدة أيام على الرغم من الاستحمام والتنظيف، إنها " مياه الظربان" خليط ترشه قوات الاحتلال الإسرائيلية في شرقي القدس على المتظاهرين والوقفات الاحتجاجية مما يجعل من المستحيل تنفس الهواء في بعض الأحياء.

المحامي المقدسي مدحت ديبة عرّفها بأنها مادة كيميائية نافذة في البشرة والملابس، وتلتصق في عجلات السيارة؛ بحيث يتم نقلها من مدينة إلى أخرى عند تنقل صاحب السيارة إلى مدن الضفة الغربية مثلاً، مشيراً أن هذه الرائحة تدوم عدة أيام على الرغم من الاستخدام المستمر لأدوات التنظيف.

واسترسل ديبة التعريف بأن لها مصطلح آخر يطلق عليها بِـ " المكتز" وهي المياه التي يتم ضخها بالرذاذ من خلال الخراطيم، والتي يعود أصلها إلى الصناعة الأمريكية التي تم استيرادها ضمن سلاح " الجيش الإسرائيلي".

أنواع المياه

وعن أنواع هذه المياه تحدث قائلاً: " إن لها عدة أنواع منها العادمة ذات اللون العادي المُشابه للمياه وعادة ما تُرش على المتظاهرين الفلسطينيين، أما المياه الملونة هي نظيفة يذهب لونها فور التنظيف وتستخدم ضد المتظاهرين اليهود".

وأشار إلى أن خليط المياه العادمة يشبه رائحة الحيوانات، ويتم إنتاجها اليوم في شركاتٍ إسرائيلية.

وأوضح ديبة لِـوكالة " نبأ" أن هذا النوع من المياه منافي للقوانين الدولية، وهذا ما يشير إلى أن استخدامها ضد الفلسطيني ليس قانونياً ولا يوجد حق في استخدمه، واسترسل القول متسائلاً: " لماذا يتم استخدامها ضد الفلسطيني بالمقابل أن ما يستخدم ضد اليهود مياه ملونة ونقية؟".

شروط لاستخدامها

وقال، قُدم طلب إلى المفتش العام لحكومة الاحتلال؛ لمراقبة الأعمال الميدانية كهذه في الـ 21/ أكتوبر من العام الماضي، ووضح في الطلب طريقة استخدام هذه المضخات بشكل غير أخلاقي، في ظل أنها تسلط على الأماكن الحساسة كالعين والرأس؛ وتسبب الأضرار الصحية.

وأشار أيضاً، إلى وجود ما يسمى " باللجنة الداخلية" قامت بوضع شروط لاستخدام مثل هذه الأدوات من أجل تفريق المتظاهرين؛ حتى باتت لا ترش إلا عن بعد 25 متراً، ولا تُسلط على الأجزاء العلوية من الجسم.

مواطنة وصحفية مستهدفة

وفي ذات السياق، المواطنة الصحفية براءة أبو رموز، تحدثت لِـوكالة " نبأ" في البداية كمواطنة وبالرجوع إلى عام 2021، واصفة رمضان العام المنصرم بأنه من أشد الأيام صعوبةً، وقالت: "إن الرائحة التي تنفسناها غير محتلمة أبداً والتي كانت مختلفة عن سابقها في مجرد أن لامست الجسم بقيت ملتصة فيه قرابة الشهر، ناهيك عن محاولتنا عدم لمس الطرقات كي لا تعلق الرائحة بنا".

وأشارت أبو رموز إلى أن اقتصاد البلدة القديمة يتضرر في حالة رشّ " مياه الظربان" فقد كان أهالي البلدة لا يخرجون من منازلهم من شدة كراهية الرائحة.

وكصحفية، تحدثت قائلة بأن جيش الاحتلال يحاول في كثير من الأحيان استهداف الصحفيين المقدسيين بالمياه العادمة، واسترسلت الحديث عن إحدى المواقف الميدانية: " في إحدى المرات كنّا في تغطية معينة وكان الطاقم الصحفي أمام ناظريه " الضابط الإسرائيلي" كي لا يؤمر بالرش على الطاقم، ولكن ما حدث عكس ذلك قام بأمر من يقود المركبة بالرشِ بشكل مباشر على الطاقم" .

تقرير منظمة " بتسليم"

ووفقا لتقرير لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، فـإن "الجيش الإسرائيلي" يستخدم ما يعرف بـ"بماء الظربان" وهو عبارة عن مزيج خاص من المياه العادمة المضاف لها مواد كيميائية في قمع التظاهرات السلمية المناهضة للاستيطان في الضفة الغربية، وهو على ما يبدو السائل ذاته الذي استخدمته القوات الإسرائيلية ضد المتظاهرين في قطاع غزة.

وذكر التقرير أن الماء سمي كذلك نسبة لحيوان الظربان المعروف برائحته القذرة. وهو أيضا اسم المادة المستخدمة التي أنتجتها الشركات الإسرائيلية.

وبحسب هذا التقرير فإن المادة تتكون من الماس والخميرة وبيكربونات الصوديوم وتفاعل الخميرة والبيكربونات كيميائيا هو الذي يعطي هذه الرائحة النفاذة.

وتقول منظمة "بتسليم" إن ماء الظربان قد استخدم لأول مرة عام 2008 أثناء مظاهرة فلسطينية على مصادرة أراض في قرية نعلين وتوضع هذه المادة في خزانات سيارات متطورة ترش ضد المتظاهرين الذين يتجمعون بانتظام في الضفة الغربية والقدس.

وعلى الرغم من انكار "إسرائيل" بأن هذه المياه تشكل أي خطورة صحية، إلا أن حالات كثيرة أصيبت بالتقيؤ والغثيان بسببها.

 

وكالة الصحافة الوطنية