نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

المحلل السياسي علاء الريماوي لـ"نبأ":

توسع ساحة المواجهة في الضفة تنبئ بانتفاضة فلسطينية ثالثة

جنين - نبأ - علا مرشود:

تتسارع الأحداث في الضفة الغربية وتتصاعد وتيرتها على نحو ملحوظ، الأمر الذي يضع الاحتلال في مأزق يسعى لإنهائه بشتى الطرق، ولكن دون جدوى، فالساحة الفلسطينية تشهد في كل يوم عمليات مقاومة جديدة وشهداء جدد، كان آخرها عملية إطلاق نار في الجلمة قتل خلالها ضابط إسرائيلي واستشهاد شابين فلسطينيين نفذا العملية، بالإضافة لشهيد ثالث برصاص الاحتلال في جنين.

وفي خضم هذه الأحداث، نشر الصحفي الإسرائيلي إيال زيسر قبل أيام مقالا ورد فيه أن الانتفاضة الثالثة على الأبواب بالإشارة إلى تزايد المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال وتحولها من التنقيط إلى الفيضان. على حد قوله

وفي هذا الصدد قمنا في "نبأ" بإجراء حوار مع المحلل السياسي والمختص بالشؤون الإسرائيلية علاء الريماوي الذي أكد على ضرورة عدم تضخيم ما يقوله الصحفيون الإسرائيليون.

وفي سياق التحليل العام لوضع الضفة الغربية ذكر الريماوي أننا أمام تحولات جذرية تشهدها الضفة نشأت أولا مع الحرب على غزة عام 2021 والتي شكلت حالة تتعلق بقدرة الفلسطيني على إحداث الأثر الذي يتمثل بالقدرة على هزيمة الإسرائيلي على الأقل في بُعد الصورة والبُعد التأثيري وعدم قدرة الاحتلال على ردع الحالة الفلسطينية.

وأضاف: "حرب سيف القدس شكلت منعطفا مهما في قناعة الشباب بأن شكل المواجهة مع الاحتلال يجب أن يرسم مسار يقوم على القوة" 

وذكر الريماوي مجموعة من العوامل التي أثرت في بيئة المقاومة في الضفة الغربية خاصة في معركة "سيف القدس" والتي تعلقت في منع أجواء الكيان من السير في خطوطها وعدم قدرة الاحتلال على السيطرة على الداخل الفلسطيني المحتل والقدرة التي أبدتها المقاومة والحماس الذي أبداه الشبان المقاتلون في قطاع غزة. 

وأشار الريماوي إلى جنين كنموذج ناتج عن تلك الحالة والذي أضحى بشكل عام نموذج تأثيري بشكل واضح كما بات حالة تقليدية في الضفة الغربية انتقل الى نابلس وبدأت فصوله تظهر رويدا رويدا في مناطق مختلفة في الضفة.

ولكن، بحسب الريماوي، فإن هذا النموذج بات يتجذر على شكل حضور مقاوم بدأ ينضج سواء في تشكيله أو في أدواته بناء على ذلك هذا الشكل بات يؤثر في فكر الشباب وقال: "أنت اليوم أمام قناعة لدى تيار واسع من الشباب الفلسطيني بأن مرور خمسة وعشرين عام على أوسلو لم يعد في ذهن الشباب هذا المصطلح وإنما في ذهن الشباب نموذج يقوم على فكر المقاومة مثل نموذج النابلسي والحصري وغيرهم من النماذج الشابة التي أعطت تحولات لدى فكر الشباب". 

وفيما يخص السيناريوهات المستقبلية هو هذه الحالة وهل ستتعاظم أم لا، أكد الريماوي أن هذه الحالة أصبحت معضلة لدى الاحتلال الفلسطيني في جنين ونابلس ولا يفكر الاحتلال في التعاطي معها الا من خلال القمع والملاحقة. 

وأردف: "الآن هل هذا يخيف الشباب؟ نحن أمام نماذج تتمدد ولا تتراجع ويمكن أن تصبح في الضفة الغربية حالة عامة ولكن نحن أمام وقت وأمام شكل تعاطي الإسرائيلي مع هذا السلوك". 

وعرج الريماوي على ما ذكره إعلام الاحتلال عن طائرات مسيرة يمكن أن تقوم باغتيال الشبان في بعض مناطق الضفة وشدد على أن الاحتلال يدرك أن العنفية المطلقة في مواجهة الشعب الفلسطيني تفضي إلى حالة مواجهة متسعة وهذا الذي يخشاه الاحتلال من مسألة العنفية.

وقال: "نحن بلا شك أمام -ما بعد انتفاضة الاقصى- هذا النموذج الأوسع الاكثر متانة وحضورا والقابل للتطور والانفجار".
 
ونفى المختص الريماوي ما يقال حول أن الاحتلال يلجأ للوسطاء خشية من ثورة في الضفة للدخول في تهدئة، وذكر أن الاحتلال لا يريد الدخول في تهدئة بالضفة الغربية وإنما يسعى لاستئصال الفكرة.

ولفت إلى أن الاحتلال لا يذهب للوسطاء للحديث عن تهدئة وإنما يذهب للوسطاء لدفع السلطة لممارسة عملية اعتقالات وملاحقة واسعة للمطاردين والمسلحين في الضفة، الأمر الذي يطرح تساؤلا بات كبيرا ومطروحا في الضفة على حد قوله أنه لأي مدى ستتحمل السلطة الضغوط لمواجهة هذا النموذج الجديد الذي نشأ في الضفة الغربية؟.

وأوضح الريماوي أنه في حال قامت السلطة في محاصرة هذا النموذج فإنها ستقع أمام سخط شعبي كبير وستتحول بنظر الشعب إلى "سلطة لحد"، لأن النموذج الآن في الضفة نشأ ردا على فشل المسارات السياسية المتعلقة في القضية الفلسطينية والتفاوض مع الاحتلال.

ومن جهة أخرى أصيب 29 إسرائيليا في أكثر من 100 مواجهة في الضفة خلال أسبوع كما تشهد الساحة في الضفة توسعاً في شكل المواجهة من خلال أكثر من 192 عملية إطلاق نار منذ بداية السنة وأكثر من 390 عملية إلقاء زجاجات حارقة، ومتوسط 15 نقطة مواجهة يوميًا في الضفة.

وتعقيبًا على هذه الأحداث قال الريماوي: "المهم هو كيف يمكن أن نبني سياسياً من حالة المواجهة خصوصا في مسار الوحدة، وأن يكون هناك تغيرات بالتعامل مع الاحتلال، الرئيس كان قد وعد بمهلة الـ 100 يوم، نحن بانتظارالأيام القريبة القادمة وكيف سيكون مسار التعامل الجديد ومخرجات القرارات الجديدة في شكل التعاطي مع الأحداث عبر وحدة فلسطينية يتحد فيها الجميع في مواجهة واحدة".

وكالة الصحافة الوطنية