نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

عملية الأغوار.. ضربة أمنية كبيرة أدخلت ساحة جديدة إلى العمل المقاوم في الضفة الغربية

الأغوار - خاص نبأ:

شكّلت عمليّة الأغوار التي وقعت ظهر الأحد، واستهدفت حافلة للجنود، ضربةً أمنيةً كبيرةً، للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصةّ وأنها وقعت في وقتٍ يستنفر فيه جيش الاحتلال قواته بشكلٍ كبير، خشية وقوع عمليات للمقاومة، مع تصاعد الغليان في الضفة المحتلة.

واعترف جيش الاحتلال بإصابة 6 جنود، ومستوطن، في عملية إطلاق النار على الحافلة الإسرائيلية، وقد وصفت جروح أحد المصابين بالخطيرة.

ونُفذت العملية من خلال مركبة مسرعة، حيث استهدف مقاومون الحافلة بوابل من الرصاص، ما أدى لانحرافها عن مسارها، واصطدامها بحاجز جبلي، بجانب الطريق، فيما انسحب المنفذون من المكان.

وخلال انسحابهم، اندلعت النار في مركبة المنفذين، فجأة، نتيجة اشتعال –ما يبدو- أنها زجاجات حارقة كانت في صندوق المركبة الخلفيّ، بعد مئات الأمتار من مكان الهجوم ما أدّى لإصابة اثنين بحروقٍ بالغة، فيما أعلن جيش الاحتلال عن اعتقالهما.

وأعلنت مصادر محلية أن منفذيْ العملية، الذين اعتقلهما جيش الاحتلال، هما محمد ووليد تركمان من جنين.

وفي هذا السياق، أجمع محللون على جرأة العملية ومنفذيها، مُشيرين إلى التوقيت الحسّاس الذي وقعت فيه .

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، في معرض تعليقه إنّ عملية الأغوار التي وقعت في وضح النهار، جريئة، كما أنّ منفذيها جريئون جداً، ولم يعيروا اهتماماً لجغرافيا المنطقة، الخالية من المباني السكنية، التي قد يلجأ إليها منفذو العمليات في هكذا حالات للتخفي عن الأنظار.

واعتبر "بشارات" أنّ العملية أدخلت ساحة جديدة إلى العمل المقاوم في الضفة الغربية، وهو تطور نوعي ما سيخلق حالة من التطور العمودي للمقاومة، بمعنى أنّها ستخلق رموز للمقاومين في الفترة القادمة، إذا بقيت الأمور على هذا الحال.

وقال إنّ العملية تدل على أن هناك شباناً جريئين جداً لديهم الاستعداد لتنفيذ عمليات في وضح النهار، وفي منطقة مكشوفة، ومليئة بالمستوطنات، ومنطقة تدريب عسكرية.

وأضاف أنّ العملية "وضعت إصبعين في عين جيش الاحتلال"، الذي يتفاخر يومياً بعملية "كاسر الأمواج" التي أطلقها لمنع وقوع عمليات للمقاومة منذ 4 أشهر.

وبيّن أنّ اعتقال المنفذين جاء نتيجة خلل في المركبة، حيث اشتعلت مواد حارقة (زجاجات حارقة) كانت معهم، وليس كما يروج الاحتلال عن قصاصي أثر قادوا للوصول إليهم.

واتفق المحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية عادل شديد، مع ما ذهب إليه "بشارات"، بشأن جرأة العملية، وقال إن وقوع العملية في هذا التوقيت مع تباهي الاحتلال بتحقيق ما يسميها "إنجازات" في الأسابيع الماضية، بالضفة الغربية، من خلال اغتيال مقاومين واعتقال آخرين، تدلل على أن عمليات المقاومة قادرة على أن تتطور وتتكيف مع البيئة العسكرية التي أوجدها الاحتلال.

 

ورأى أنّ الدوائر الإسرائيلية المختصة بعد هذه العملية النوعيّة، التي استهدفت حافلةً للجنود، ستتعامل بشكل مختلف، وقد تؤدي الى نسف كل مخططات جيش الاحتلال، والذهاب نحو تكتيكات عسكرية وأمنية أُخرى، خاصةً في ظل قُرب الانتخابات الإسرائيلية.

وقال إن غباء رئيس وزراء الاحتلال الحالي يائير لابيد وجهله الأمني والعسكري سيدخل المنطقة في مواجهة لن تتم من خلال كسر إرادة الفلسطينيين وإنهاء المقاومة، كما أنّها لن تخدم توجهاته الانتخابية.

وقبل أسبوعين، نفّذ مقاومون فلسطينيون، عملية إطلاق نار على حافلة إسرائيلية قرب بلدة سلواد شرق رام الله، دون وقوع إصابات.

وجاءت العملية وسط تحريض وسائل إعلام عبرية على مدينتي جنين ونابلس، وسط حديث عن أنّ جيش الاحتلال وجهاز “الشاباك”، سيعمّقان أنشطة الاعتقالات في مناطق الضفة الغربية، لمنع وقوع عمليات أخرى .

ونُقِلَ عن ضباط في جيش الاحتلال قولهم إنه إذا كان هناك مسعًى لمنع حدوث عمليات في تل أبيب أو بني براك أو إلعاد، فيجب الدخول إلى نابلس وجنين، أي على المدى القريب من المتوقَّع أن يكون هناك تعمّقًا لنشاط الجيش والشاباك في الضفة الغربية.

وكالة الصحافة الوطنية