نابلس-نبأ-شوق منصور:
لا شيءَ يقفُ عاجزاً أمام أحلامِ الطموحين، رُبما تكونُ العوائقُ كبيرةً لكنها تُأخر الوصول لا تمنعه، فالإصرارُ يصنَع ما يظنه البعض صعب المنال، أحلام سليمان من بلدة جماعين جنوب نابلس، ورغم أن سنها تجاوزَ الثالثة والخمسين إلا أنها سَعت لتتخطى مرحلة الثانوية العامة بدورتها الثانية لتؤكد بذلك أهمية السعي لتحقيق الآمال. حيث برهنت لعائلتها وللناس أجمع بأن العمر ليس سوى مجرد أرقام وأنَّ الإرادةَ تكسِر كل عائقٍ يحول دون النجاح.
وتقول سليمان في حديث لها مع "نبأ" إن فرحة الانتصار وفرحة الإنجاز ليس لها عمراً معيناً، ففي أي عمر تحقق إنجازا تشعر بالفرحة والسعادة، ولكن اجتيازي الثانوية العامة بعد انقطاع دام 39 عاماً عن مقاعد الدراسة كان انتصاراً عظيماً وانجازاً كبيراً لي حتى ولو لم يكن بمعدل مرتفع".
وتضيف سليمان: "في الدورة الأولى ورغم أنني لم أنجح إلا أنني شعرت بالفرحة لانني استطعت التقدم للامتحانات بمجهودي دون مساعدة أحد ودون الذهاب إلى المدرسة، أو مراكز تعليمية خاصة".
وأشارت سليمان إلى أن الإنسان هو من يختار طريقة، فهي اختارت وكانت في الصف التاسع ان تترك المدرسة وأن لا تكمل مسيرتها التعليمية، نتيجة لبعض الظرروف، وهي نفسها التي قررت بعد 39 عاماً العودة للدراسة ومن ثم التحق بالجامعة.
وأوضحت سليمان أن ما دفعها للالتحاق بالثانوية العامة هي فترة الكورونا، حيث كانت تعمل في عدة مجالات وتشارك بعدة انشطة، واعمال تطوعية ولديها مشاريعها، ولكن في جائحة كورونا اضطرت أحلام للجلوس في المنزل دون عمل أو القيام بأي نشاط، وبسبب اجتهادها ورغبتها منذ الصغر بالنجاح وتحقيق الإنجازات قررت العودة للدراسة.
وتضيف سليمان كنت أدرس كأي طالبة ثانوية ومنزلنا كأي منزل لديه طالبة توجيهي، فكنت أقضي أغلب الوقت في الدراسة، وعائلتي هيئة لي الظروف المناسبة للدراسة، ولكنني رسبت في الدورة الأولى في مادة الرياضيات، فقد كنت استصعب دراستها، بسبب عدم اجتياز للصف العاشر واول ثانوي.
وتضيف سليمان " مشواري لم ينتهِ بعد، بل بدأ من جديد، فقد قررت الالتحاق في جامعة القدس المفتوحة تخصص قضاء وسياسات شرعية".
وتوجه سليمان رسالة أن كل شخص لديه طموح، وأحلام يجب السعي وراء تحقيقها، دون النظر إلى العمر، وحتى ولو كان تحقيق هذه الحلم صعباً وليس سهل ولكن لن يكون مستحيلاً.
وتؤكد أن بنجاحها بالثانوية العامة استطاعت أن توصل رسالة بأن العمر لم يقف حاجزاً أمام طموحاتها وأن مسيرة العلم تستمر مع العمر، فكل ما تحتاجه هو فقط الإرادة والعزيمة القوية.