نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

خطف وضرب وهروب من الطابق السادس وغسيل أدمغة..

معركة بين أب وبناته تتصدر مواقع التواصل برعاية منظمات "حقوقية"

نبأ - خاص

أثارت قضية غريبة من نوعها في قطاع غزة، حالة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، بعد خلاف حاد ونادر بين أب وابنتيه اللتين تحاولان السفر إلى الخارج بمساعدة مؤسسات توصف بأنها حقوقية وآخرون يقولون إنها تابعة لجهات أجنبية لها أجندات غير واضحة. 

الحادثة ناتجة عن تراكمات وخلافات حادة بين الأب وابنتيه على مدى سنوات، وفق مقربين، حيث يرفض الأب سفر بناته إلى الخارج بدعم من جهات يقول الأب إنها مرتبطة بأجهزة لدى الاحتلال ودول أخرى تحاول النيل منه شخصيًا ومن تاريخه النضالي عبر اختطاف بناته وأخذهن منه إلى الخارج بعد "غسل أدمغتهن"، بينما ترى الفتيات أن لهن حق السفر والتعلم سواء وافق الأب أو لا. 

جهات حقوقية متهمة بدعم الفتيات وتشجيعهن على عصيان والدهن وتقديم تسهيلات للسفر دون موافقته، من أهمها حصولهن على عدم ممانعة من المخابرات الأردنية في أقل من أسبوع، وهي مدة قياسية لم يسبق تسجيلها لأي فلسطيني يريد السفر إلى الأردن وفق لرواية الأب الذي حمّل أجهزة الأمن في غزة المسؤولية عن سفر بناته دون موافقته. 

تطور الخلاف ووصل وفق رواية البنتين إلى محاولة الأب منعهن من السفر بأي وسيلة، حتى أنه قام بضربهن وحبسهن داخل غرفة في الطابق السادس من المنزل، هناك ووفق رواية البنتين فإنهما تمكنتا من الهرب عبر النزول من نافذة الطابق السادس إلى الخامس ومغادرة المنزل عبر ربط الستائر ببعضها والنزول عليها.

وظهرت الفتاتان لاحقا، بمقطع فيديو ينفي ما نشره الأب حول اختطافهما من المنزل على يد عصابات قامت بغسل أدمغتهما وتقديم تسهيلات لسفرهما إلى الخارج، وقالتا إنهما بخير وفي مكان آمن ولم تتعرضا للاختطاف.

أثار مقطع الفيديو، عاصفة من الجدل، الطرف الأول فيه الفتاة وشقيقتها والعديد من زميلاتهن اللائي دافعن عنهن بعبارات الحرية والحق في التعلم والسفر؛ علمًا بأن إحداهما محامية شرعية وتخرجت من الجامعة الإسلامية، فيما الطرف الثاني وهم أقارب الأب وأصدقاؤه وجيرانه الذين دافعوا عن شخصه وأخلاقه وتعامله الطيب مع بناته وأهل حارته. 

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا زال الغموض يكتنف مصير الفتاتين وموقع تواجدهما بعد هروبهما من المنزل، وتبذل الجهات الأمنية والعديد من الوجهاء محاولات لرأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها. 

إحدى صديقات الفتاة ويتضح من حسابها على فيسبوك أن مقر إقامتها في الجزائر، نشرت الآتي: "هذه الفتاة معروفة بيننا بأنها دايمًا مخفية بسبب ظروفها العائلية الصعبة اللي منعها فيها والدها من التواصل مع الناس، وقطع فيها علاقتها مع صاحباتها وزرع فيها الخوف من أي حركة، وصفت وسام لبعضنا أفعال والدها الوحشية بحقها وبحق العيلة كلها، رجعلهم بعد ما يقارب ال١٣ سنة خارج البلاد، انسجن خلالها في ثلاث دول، وعلى حسب كلام وسام وأختها فاطمة أنه قال "الدار هاد سجني وأنا السجان"، نجح أبوها في صناعة هذا السجن لبناته، كان يمنعهم من الطلعة و لمشاوير حتى الحرج منها زي موعد الطبيب مثلاً أو امتحانٍ في الجامعة، لأسباب غير منطقية واتهامات دائمة للبنات، واحترف بصنع السجن لما حبس وسام وأختها فاطمة في غرف منفصلة على الطابق السادس في عمارتهم في عام ٢٠١٩ لمدة ٣٥ يوم، عرضهم خلالها للتجويع (كان يرميلهن الأكل زي اللكلاب مرتين أو ثلاث بالأسبوع) والحرمان من الاستحمام أو دخول الحمام وبالطبع ممنوع رؤية أي فرد من العائلة، كان يمارس أساليب عنيفة في التحقيق مع بناته كإنهن مسجونات بجرايم حقيقية، (اضاءة معتمة وجلسات بتضل ساعات من دون أي رحمة)، طلّعهن من الحبس يوم ميلاد وسام (قلبه حنيّن) وضلّت ما يزيد على الشهرين بعدها محبوسة في البيت مع العائلة، بدون أي خبر عنها، وكمان تعرضن لضرب بآثاث المنزل وتكسيره عليهن ومن ضمنها تلفزيون البيت وتعنيف مستمر، اللي يعرف وسام قبل يوم حبسها، بقدرش يعرفها بعده، خسارة بشعة في الوزن ومشاكل صحية في المعدة والقولون، عدا عن التأثير النفسي القاسي، وهاد اللي شفتاه على أختها فطوم أيضاً، بالإضافة لأوجاع مستمرة في جسمها، اللي أثر كمان على تحصيل فطوم التعليمي في التوجيهي، ولا أستطيع نسيان قصة محاولات تواصل الأختان عن طريق الضرب على الجدران اللي بيذكرنا بقصص الأسرى في سجون الاحتلال، والجدير بالذكر أنه لم تفلح أي جهات رسمية أو عائلية في إطلاق سراحهم"، وفق قولها. 

وتابعت صديقة الفتاة: "السنوات التي ورا هذه الحادثة مرت عليهن كإنها جحيم، معرفتش البنات فيهن إحساس الأمان أبداً، وسط تهديدات بالقتل وممارسات عنف مستمرة لكل فرد بالعيلة، حكولنا البنات أكتر من مرة عن امتلاكه سلاح غير مرخص (ظاهر في أحد فيديوهات البث المباشر عنده)، وعن أساليبه المشبوهة في تحقيق غاياته، وغير إنه بيطُب فجأة عغرفهن وجوالاتهن يفتش، حرمان من الجوالات والانترنت، حرمان من الطلعة والدوام أحياناً كما ذكرنامسبقاً، بالإضافة لأنه تم اختراق حسابات وسام وفطوم اكتر من مرة وانتهاك خصوصياتهن من قبل والدهم، وملاحقتهن بأي طريقة، حاربت فيه الصبيتين كل الظروف عشان يشقوا طريقهم في الحياة ويحافظوا على عيلتهم، وكما نعلم جميعاً إنه وسام تتحمل مسؤولية البيت مسؤولية كاملة من ايام مكان والدها مسافر".

وأشارت إلى أن "الفتاة وشقيقتها طموحات لأبعد الحدود، قدراتهن تم إطفاءها من ممارسات العنف من أب تعلم أساليب التعذيب من سجون العالم، بتقول في أحد كتاباتها: "ما يحدث معي كل يوم منذ ٤سنوات محاولة، محاولة مزقت قلبي، أتساءل هل بدأتُ غمار الراحة أم أجّلها عقلي لحين الخروج من الزنزانة؟"، للأسف بيوقفش ذكر الزنازنة على نصوصها، بل بيصير واقع مرة أخرى في بداية هذا الشهر، ورغم تواصلهما مع الجهات المعنية المختصة في البلد إلا إنه تم حلها بشكل "ودي" وراه فوراً حبس جديد توعد فيه الأب بإخفاء البنتين عن الوجود، بحيث إنه خيّرهم بين فتح أنبوبة الغاز الموجودة في الغرفة ليموتوا منتحرات أو أنه يستنوا مصيرهم المحتوم وهو الاختفاء والقتل، بنقدرش في هاد الرسالة نسرد كل أساليب التعذيب ولا الحكي عن عدد المرات اللي فكرنا أننا فقدنا صحباتنا للأبد، لكننا بنقدر نحكي عن هاد المرة التي قررن فيها النجاة بأقسى الطرق، خاطروا بحياتهم وبكل ما بيملكو ليحصلو على أمان بيستحقوه، من حق وسام وفاطمة وغيرهن حماية كافية ليستمروا بحياتهم ويحققوا أحلامهم بشكل طبيعي، بدون ما يكونوا ضحايا لعنف والدهم وحرمانه طول العمر، الآن فرصة لمساعدتهم وهن أحياء، مش لازم ننتظر نشوفهن مقتولات".

من الجانب الآخر، قال معارف وجيران الوالد، أنه "ابن المخيم..الرجل الشهم، وصاحب المواقف التي يعلمها الصغير قبل الكبير، هو من تحدى كل الظروف من أجل المبادئ، وصانع تغيير بكل ثقة، وحاول الكثير النيل منه ..القريب قبل البعيد، وحرك القطاع بأكمله حينما رفض قرار الإعدام بحق العطار وابو شمالة، ووقف في وجه السلطة والحكومات المتعاقبة متمترساً من أجل رفح مرات ومرات، ومر بظروف لم يتحملها أحد ،لربما أخطأ وربما أصاب ..لكنه بالتأكيد لن يكن نكرة ولا رجل سيء السيط .. هو صاحب قول وفعل .. بناته من خيرة البنات ..طيبات الأصل، وأعطاهم الحرية بكل ثقة ..نعلم حرصه عليهم من دوائر مقربة تأكد وبشدة، ووالدتهم سيدة ملتزمة وفاضلة، ويبدو أن احدى المؤسسات التحريضية عبثت بعقول فاطمة ووسام من أجل اقناعهم بالسفر دون علم والدهم أو على الاقل بدون موافقته".

وأضافوا: "حدث سجال مع بناته وحتى لو حدث هناك ضرب وأنا ضده ..أرفض أن يؤدي ذلك للهروب من البيت بطريقة هولوودية واستخدام السوشيال ميديا من أجل انكار كل ما فعله الوالد عماد العاصي من أجلهم طيلة سنوات حياته.. ما أدعوهم به هو العودة لرشدهم وبيتهم نحن نعرف حكمة عماد جيدا وأخواته الكرماء ..فلن يكون لكم إلا كل الخير والأمان بضمانة مواقف عماد ..ثم كل كما يريدونه، والدكم جار عليه الزمن فلا تقسوا عليه انتم أيضاً". 

الشاعرة والكاتبة إلهام أبو ظاهر، كان لها تعقيب على هذه الحالة، إذ قالت: "(السوشيال ميديا) سلاح ذو حدين خصوصآ بيد الأطفال والمراهقين .. هذه القضية ناقوس خطر حقيقي لكل العوائل والنسيج الاجتماعي .. للأسف هناك فتيات ونساء يقعن في وهم (التحرر القحطاني) ان جاز التعبير اي نموذج (هند القحطاني) التي هربت من اض.طهاد اسري لا اعرف مدى صحته إلى بلاد (العم سام ) وبدأت تنشر حياة البذخ والغنى والتحرر التي أصبحت تعيشها وكأنها مظاهر السعادة والتوزان والحرية التي كانت تبحث عنها".

وأضافت أبو ظاهر: "غالبآ هذه الصورة لها جانب آخر تعيس ومتعب جدآ لا تُظهره (كاميرا) هند خصوصآ ضريبة هذا التحوّل الجذري على حياتها وحياة اولادها وأظن انها قاسية جدآ قد تكون أعلى بكثير من ضريبة تعنيف الأهل المزعوم، وهناك نموذج نسائي آخر أخذ الجانب الأكثر تعبآ وفائدة معآ كتطوير الذات من لغات وتكنولوجيا وتعامل اسري ورياضة ..الخ  هذا النموذج استفاد ماديآ وبنفس الوقت حافظ على استقراره الأسري وترابطه . هذه القضية يبدو انها قضية مفتعلة لتطبيق النموذج (القحطاني) عندنا لم اقتنع يومآ بمنظمة حقوق إنسان اجنبية او حتى عربية  فهي تستنفر ماديآ واعلاميآ  لمساعدة فتاة (عربية) على عصيان اهلها وتصمت لمق.تل آلاف من الإحتلال وغيره".

واستكملت: "تحليلي لشخصية الوالد انها شخصية مثقفة ومتزنة حتى لو كان مضطربا الى حد ما اثناء حديثه ربما بسبب الحدث     فالأب له حق القسوة واللين مع اولاده وكله بحسبان وتوازن على  قاعدة لا ضرر ولا ضرار، وبناته للأسف يبدو ان كلامهن وعقولهن تُدار من جهات خبيثة دست السم بافكارهن واظن ان الاعلام طرف، انا مع جمع الطرفين من قبل الأهل والأصدقاء وإزالة اي سوء فهم وإصلاح ذات البين .. أما تسفيرهن رغمآ عن ابوهن الذي  (رباهن) و  اكيد خروجهن من عنده كخروج الروح من الجسد  فهذا هو العنف بحد ذاته". 

وكالة الصحافة الوطنية