قد يبدو لكثير من الناس أن استعمال أدوية التخسيس للتخلص من السمنة يساعد في خسارة الوزن بشكل أسرع وأسهل، لكن هؤلاء لا يعلمون كم المخاطر المرتبطة بتناول هذه الأدوية خاصة مجهولة المصادر وكم المعلومات المغلوطة المكتوبة على العبوات وفي الإعلانات.
وأدوية التخسيس كثيرة ومتنوعة وثبت أن جلّها تسبب مشاكل صحية، وما هي إلا إهدار للمال وتجارة بآمال الناس وأحلامهم بقوام رشيق.
وتعطي أدوية وأعشاب التخسيس النباتية إيحاءً بالاطمئنان لأنها نباتية أيضًا، وهذا مجرد خدع لترويج هذه الأصناف.
ووفق حديث إحدى أخصائيات التغذية ، فإن أغلب هذه الأدوية تستورد بشكل غير قانوني وغير مصرح باستخدامها من السلطات القانونية مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، خاصة أنها لا تحتوي على بطاقة تعريفية صحيحة ولا يوجد قائمة بمكوناتها وكمياتها، وهي أصناف تجارية غير قابلة للاستخدام نهائيًا وأخطارها أكثر من فوائدها، فضلًا عن أنه لم يتم بعد إثبات فعاليتها وأمانها على البشر.
وتقول الأخصائية إنه تم الموافقة على أربعة عقاقير لإنقاص الوزن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام وتستخدم بوصفات طبية وهي: ليراجلوتايد (ساكسندا)، بوبروبيون-نالتريكسون (كونتريف)، فينترمين - توبيراميت (كسيميا)، أورليستات (زينيكال)، لافتة إلى أن هذه الأدوية يفترض أن تصرف عن طريق طبيب أو أخصائي تغذية.
كما توضح أن من آليات عمل هذه الأدوية أنها تحد من الشهية، وتزيد الشعور بالامتلاء عن طريق التأثير على الجهاز العصبي المركزي، إذ تؤثر على النّواقل العصبية الكيميائية الموجودة في الدّماغ، فيعطي شعورًا كاذبًا بالشّبع وعدم الحاجة للأكل.
"أورليستات"
يعمل عن تثبيط امتصاص الدهون سواء الضارة أو النافعة، ويؤدي الى نقص الفيتامينات الذائبة في الدهون.
"ليراجلوتايد" (Liraglutide)
يُؤخَذ على شكل حُقن لتثبيط الشهية، ويقلل من الشعور بالجوع عن طريق تأثيره على هرمون معين في الأمعاء، وهو أحدث دواء وافقت عليه منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه كدواء مثبط للشهية إلى جانب استخدامه الرئيسي في علاج مرض السكر".
بوبروبيون-نالتريكسون:Bupropion-naltrexone
يؤثر على غدة تحت المهاد التي تعمل على تنظيم الشّهية، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وغيرها من الوظائف، وبالتالي قد يساعد هذا الدواء في الحدّ من رغبة الشخص في تناول الطعام.
والدواء عبارة عن مكونين: النالتريكسون لعلاج إدمان الكحول والمواد الأفيونية، و"البوبروبيون" المضاد للاكتئاب والمساعد في الإقلاع عن التدخين، لكن من الممكن أن يؤدي إلى الانتحار.
فنترمين (Phentermine):
علاج يساعد على تقليل الوزن، وذلك بزيادة الفترات التي يشعر الشخص فيها بالشبع، ويقلل الإحساس بالجوع، لكنه قد يسبب الإدمان، وآثار جانبية أخرى.
ويُستخدم هذا الدواء لإنقاص الوزن إلى جانب الالتزام بممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظامٍ غذائي صحي، ولكنه غير مناسبٍ لمرضى ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب أو فرط نشاط في الغدة الدرقية، أو النساء الحوامل، أو المرضعات.
ويوجد أنواع أخرى من الأدوية من الممكن صرفها بدون الحاجة لوصفة طبية ومن أشهرها: شيتوكال- ابل لايت – كروماكس- دواء ربيد باور- دواء ليبو- دواء فات لوس - دواء فات اوت للتخسيس - كوبالين - حبوب القهوة الخضراء، وهي أصناف لم تأخذ موافقة منظمة الغذاء والدواء لاستخدامها في إنقاص الوزن ولم يثبت جدواها أو أمانها بالنسبة للمستهلك ويعتبر استعمالها هدرًا للأموال ومجازفة بالصحة.
أضرار أدوية التخسيس
في ديسمبر 2015 سحبت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية 12 نوعًا من منتجات التخسيس التي تحتوي على سيبوترامين و فينولفثالين بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، بما فيها الآثار الجانبية على صحة القلب والسرطان أيضا.
وتختلف أضرار أدوية التخسيس حسب مكوناتها مثل ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب والإمساك وجفاف الفم والإسهال واضطرابات القولون، وبعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب وغيرها.
وغالباً ما تحتوي الأعشاب الملينة المزعوم قدرتها على التخسيس مكونات عدة من النباتات المجهولة، وهذه الأعشاب الملينة لا يتم تحضيرها بجرعات صحيحة، لذا فإنه لا يمكن ضبط جرعاتها للحماية من خطر الجرعة الزائدة للملينات.
وتضيف خبيرة التغذية "هذه الأعشاب يمكن أن تتحول داخل جسم الإنسان إلى مركبات كيميائية سامة تسبب تضرر الكلى والكبد، ولا يوجد دراسات كافية حول فاعليتها وأمانها في التأثير على حركة الأمعاء".
ومن المخاطر الكامنة التي تم اكتشافها في أدوية التخسيس احتواؤها على "فينيل بروبانول أمين"، ووجدت الدراسات أن هذه المادة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ومنها ما تحتوي على مادة "السيبوترامين" وهي مادة محظورة دوليا تعمل على النواقل الكيميائية والعصبية في المخ بهدف كبح الشهية لكنها تؤدي إلى الاكتئاب والإدمان وتقلبات حادة في المزاج.
وتتابع "يوجد أنواع تحتوي أيضا مادة الكافيين بتركيزات عالية مما يجعلها خطرا على مرضى الضغط والسكر وحدوث تسارع وعدم انتظام في دقات القلب، وقد يحدث رعشة بالأطراف مع ارق وتوتر".
وتؤثر أدوية التخسيس تأثيرا سلبيا على هرمونات الجسم مما يؤدي لحدوث خلل في المستوى الطبيعي لإفرازها، خاصة الهرمونات الأنثوية وهرمون الغدة الدرقية وما يتبع ذلك من عدم انتظام الطمث والتبويض وحدوث تكيسات المبايض، واضطراب وظائف الكبد بشكل قد يعوقه عن أداء وظائفه نتيجة تراكم السموم في الجسم.
كما أن عملية ذوبان الدهون المتراكمة في مختلف أجزاء الجسم بصورة غير طبيعية، قد تؤدي إلى إذابة الدهون المحيطة بالكلى وتؤدي إلى تفاقم هذه الحالة الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي.
أيضا، قد تتسبب بأمراض سوء التغذية وضعف المناعة وأعراض نقص الفيتامينات مثل الأنيميا والضعف العام وشحوب البشرة وتساقط الشعر وغيرها نتيجة عدم استفادة الجسم من بعض أجزاء الغذاء التي تقوم بتحويله إلى طاقة.
وتكمل "ما تحدثه تلك الأدوية من نزول سريع في الوزن يؤدي لفقدان تدريجي للكتلة العضلية، مما يؤدي لحدوث وهن وضعف عند أداء النشاطات اليومية المعتادة وكذلك حدوث ترهلات شديدة، والإصابة بقرحة المعدة نظرا لعدم قدرة المعدة على تحمل هذا العبء الإضافي لتلك الأدوية".
وتشير إلى أن "الوزن الذي يتم خسارته عن طريق تناول الأدوية يتم استرجاعه بصورة سريعة بعد التوقف عن تناولها في كثير من الحالات، إذ يقوم الجسم بردة فعل عكسية فيزيد هرمون الشهية بشكل كبير في محاولة من الجسم لتعويض الفيتامينات والمعادن التي خسرها، فضلا عن تعطيل آلية الحرق الطبيعية للجسم مما يجعل المحاولات اللاحقة لخسارة الوزن أكثر صعوبة".
وتوجد أيضا عقاقير دودية تلتهم الطعام مسببة تناقص سريع في الوزن، وتؤدي لانتشار الديدان في الأمعاء وصولا إلى الكبد، وسُجلت بعض حالات وفاة جراء تعاطي ذلك النوع.
في النهاية، حتى وإن أعطتنا هذه الأدوية نتائج في إنقاص الوزن، ولكن تظل أضرارها ومخاطرها المجهولة والمعلومة مقلقة جدًا.
كما تنصح بعدم الانسياق وراء تجارب الآخرين ممن تناولوا تلك الأدوية، وعدم تصديق كل ما ينشر بهذا الخصوص على وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الإلكترونية أو المحطات التلفزيونية.
وتؤكد أن اتباع نمط غذائي صحي متوازن قائم على حساب السعرات الحرارية حسب العمر والجنس والوزن والطول والنشاط البدني، وكذلك زيادة معدل النشاط البدني مثل 30 دقيقة من الحركة اليومية، "يمكننا من خفض الوزن بطريقة مضمونة ودون الحاجة لتناول أي أدوية مجهولة المصدر وغير مضمونة العواقب".
طريقتان للتخسيس بشكل صحي أن
وأثبتت دراسات أن هناك طريقتان فقط لتخسيس الوزن بشكل صحي وآمن هما:
١. نمط الحياة الصحي بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة مع تغيير أسلوب الحياة.
٢. جراحات تغيير مسار الجهاز الهضمي في حالات السمنة المفرطة.
وتنصح باستشارة الطبيب والصيدلي أو أخصائي التغذية قبل تناول أي علاج أيًا كان مصدره