جنين – نبأ – علا مرشود
عام وأكثر مضى على معركة سيف القدس التي أسست لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال وخلقت رادعًا يجعل الاحتلال يفكر أكثر من مرة قبل افتعال حرب مع غزة، واليوم يطلق جيش الاحتلال على عدوانه على غزة مسمى "الفجر الصادق".
ولقراءة تداعيات هذا العدوان وانعكاساته على الشارع والقضية الفلسيطينية أجرينا في نبأ حوارًا خاصًا مع المحلل السياسي ياسين عز الدين، والذي أكد على أن التصعيد ما زال في بدايته ومن المبكر معرفة كيف سينتهي وإلى أي مدى سيتطور، إلا أن ضربات الاحتلال المادية محدودة حتى الآن، الأمر الذي يلفت الأنظار إلى كونها ضربة معنوية حسب عز الدين.
وأشار عزالدين إلى محاولة الاحتلال استغلال الوضع المعيشي الصعب في غزة وتدهور الوضع الاقتصادي من أجل توجيه ضربة للمقاومة، مع بقاء الاحتمال قائمًا لتطورها إلى عملية واسعة مخطط لها مسبقًا تهدف للإضرار بالبنية التحتية للمقاومة.
وأضاف: "الأمر يعتمد أيضًا على المقاومة كيف سترد والأوراق التي بيدها، وهل سيدخل لبنان على الخط أم لا".
أما عن انعكاسات هذا العدوان على الضفة والداخل فقال عز الدين أنه "في سيف القدس العام الماضي، أدت المواجهة إلى الإضرار بشكل كبير بالقبضة الأمنية للسلطة على الضفة الغربية"
ويعني هذا حسب عز الدين أنه في حال استمرت الأوضاع الحالية بالتدحرج ونظرًا للوضع الحالي في جنين ونابلس، فقد تفقد السلطة السيطرة نهائيًا وسيجد الاحتلال نفسه أمام ساحة مواجهة عنيفة في الضفة، وكلما طال أمد المواجهة كلما اقتربنا من تلك اللحظة.
وأضاف: "أما بالنسبة للداخل المحتل فلا شك أن هنالك عقلية وروح جديدة بعد أحداث سيف القدس، واستمرار المواجهة الحالية ستعززها بشكل كبير وإضافي".
وبطبيعة الحال فإن الضفة هي جزء من المعادلة وتلعب دورًا مهمة في أي معركة ومواجهة مع الاحتلال، ولهذا شدد عز الدين على ضرورة الضغط على الاحتلال خارج غزة من أجل دفعه وإجباره على التخفيف من حدة عدوانه على غزة.
الأمر الذي يتطلب حسب المحلل السياسي عز الدين انخراطًا أعلى في المواجهات على خطوط التماس واستهداف المستوطنين في الطرق الالتفافية، فضلًا عن النشاطات والمسيرات الجماهيرية.
وعقب: "سيسعى الاحتلال إلى ممارسة الضغط على المقاومة في غزة من خلال استهداف الأبراج السكنية والمدنيين العزل، والمدنيون هم نقطة ضعف المقاومة، والاستنزاف المتواصل لهم سيجعل الخسائر مضاعفة، لذا من الضروري الضغط على الاحتلال خارج غزة من أجل دفعه وإجباره على التخفيف من حدة عدوانه عليها".
أما عن ما يرد في الاعلام العبري فيؤكد المحلل السياسي أن جيش الاحتلال والناطق العسكري قاموا بتوجيه الصحفيين الصهاينة في اتجاهات معينة كما هي عادتهم في كل حرب، وأن هنالك محاولة لإظهار أنها مشكلة بين حركة الجهاد وجيش الاحتلال.
ويشير أيضًا إلى أن ما قبل سيف القدس ليس مثل ما بعده ويقول: "وحدة الساحات أو ما أسماه بن يشاي بربط غزة مع الضفة، هو هدف فلسطيني مجمع عليه وليس هدف فصيل ونعم هم يريدون إفشال تجربة جنين والتي بدأت تتمدد في الضفة، بل ربما كان هذا الدافع الرئيسي للعدوان الحالي.
ومن ناحية أخرى يؤكد عزالدين أنه يجب أن ندرك أننا أمام عملية عسكرية لها جانب نفسي يسعى الاحتلال لإيجاد شرخ داخل المجتمع الفلسطيني ودفع الناس في غزة للتمرد على المقاومة نتيجة تدهور الوضع المعيشي، وأيضًا شرخ بين فصائل المقاومة حيث أن التنسيق العالي بينها يقلق الاحتلال بشكل كبير.