رام الله – خاصّ نبأ:
بعمليةٍ مباغتة، وبعد 4 أيام من حالة توتر شديدة عاشها آلاف المستوطنين في مستوطنات غلاف غزة، تحسباً لعملية قد تنفّذها المقاومة الفلسطينية، اغتالت طائرات الاحتلال القيادي الكبير في سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تيسير الجعبري، مُعلناً بدء عدوانٍ جديد على القطاع.
وحتّى ساعة إعداد "نبأ" لهذا التقرير، ارتفع عدد الشهداء في اليوم الثاني من العدوان الاسرائيليّ إلى 12 مواطنا، بينهم طفلة (5 أعوام) وسيدة، فيما أصيب أكثر من 80 آخرون، بينهم 23 طفلاً و13 سيدة.
وبينما تتواصل الغارات التي يشنّها سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي على أهداف في قطاع غزة، تضمّنت تدمير عدد من المنازل، والمنشآت المدنية والزراعية، تواصل المقاومة الرد على العدوان، بإطلاق رشقات صاروخية متتالية، باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وصولاً إلى استهداف مدينة "تل أبيب".
وحول هذا العدوان، يرى المحلل والمختص في الشأن الإسرائيليّ، ياسر منّاع، أنّ الاحتلال أراد أن يعيد ما يُسميه "قوة الردع" ويُرممها، إضافة لإعادة امتلاك زمام المبادرة في القطاع، لكن الأمور غير واضحة إلى أين تتجه.
ويوضح "منّاع" أن جولة المواجهة الحالية لا يمكن توقع مآلاتها، مبيناً أنه من الممكن أن تكون هناك ضربة للمقاومة تقلب المشهد، ومن الممكن أيضاً أن يرتكب الاحتلال حماقات ويغير المشهد برمته، لكن هذا التصعيد يمكن القول انه مضبوط حتى الان.
وقال إنّ كل طرف من الاطراف ينظر الى ردة فعل الطرف الآخر، وبالتالي إلى الآن يمكن القول إن هذا التصعيد مسيطر عليه نوعاً ما.
وشدد على أنّ المقاومة الفلسطينية بعد معركة "سيف القدس" منضبطة، ولا تتعامل مع ردود الأفعال، ولاحظنا ذلك، يوم أمس بعد اغتيال القائد تيسير الجعبري، حيث تم بدء القصف والرد بعد ساعات، كما أن بيان غرفة العمليات المشتركة كان واضحاً ما يعني ان هناك تنسيقاً عالياً لجهة رد مدروس.
وفيما يتعلّق بادعاء الاحتلال أن عدوانه على القطاع، يستهدف حركة الجهاد الإسلامي فقط، قال "منّاع" إن الاحتلال يحاول ان يفصل بين الضفة وغزة، ثم التفريق بين الفصائل الفلسطينية، وهو يدّعي أنه يستهدف الجهاد الإسلامي، وهذا فقط من الناحية الاعلامية، لكن على أرض الواقع فإن المستهدف كل الشعب الفلسطيني، وبالتالي يدرك الاحتلال أن غرفة العمليات المشتركة والحالة في غزة هي حالة تنسيق كامل بين الفصائل.
وحذّر من أن الاحتلال يحاول أن يخلق في الوعي الفلسطيني شيئا من هذا الفصل، مضيفاً أنّ البعض انجّر خلف هذه المزاعم الاسرائيلية التي يروج لها عن استهداف الجهاد الاسلامي فقط.
وأضاف: "شهدنا خلال الجولات السابقة أن كل الفصائل على قلب رجل واحد، وبالتالي يحاول الاحتلال ان يكسر هذه المعادلة، حيث إن اخطر ما رآه الاحتلال في الحرب الماضية وحدة الترابط بين الداخل المحتل والضفة وغزة، بمعن ىأن هذه الساحات الثلاث تؤثر على بعضها البعض، وهو يحاول التفريق بينها".
وأطلقت سرايا القدس عملية "وحدة الساحات" للرد على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وأعلنت ظهر اليوم السبت قصف "تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت" بـ 60 صاروخ".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال مسمى " الفجر الصادق" على عدوانه، مبيناً أن الأسم "لتأكيد التركيز على حركة الجهاد التي تتخذ اللون الأسود شعارا".وفق التعبير الاسرائيليّ
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن المجلس الأمني الوزاري المصغر "الكابينت" سيجتمع الليلة لتدارس التصعيد في غزة، مع تواصل القصف الإسرائيلي والرد عليه من قبل المقاومة.