نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نبأ" توثق إعجاب الأهالي وحاجتهم لتوسعتها..

" ممر المشاه والدراجات" تجربة تستهوي المواطنين وتحث الخطى لإنشاء المزيد

نبأ – رام الله – رنيم علوي

على مدخل مدينة رام الله إلى اليسار حيث قصر رام الله الثقافي، داخل إحدى الشوارع المزدحمة بدخان السيارات، تربّعت طريقٌ خالية من المركبات أطلق عليها " ممر للمشاة وركوب الدراجات"، لتستقبل المواطنين الراغبين بممارسة المشي وركوب الدراجة بعيداً عن ضوضاء الشارع الرئيسي.

على صدى ضحكات الأطفال، وصوت الرياح وهي تسابق الدراجات، وأمان الأمهات رسّخت هذه الطريق حياة خاصة للمواطن بعيداً عن العالم الخارجي، التي باتت كالأم الكبيرة التي تعطي الأمان لكل من لمس قلبها.

3  ساعاتٍ متواصلة يَقضيها المواطن طارق زيدان ( 22 عاماً) في ممر السعادة، ولكنه ليس وحده بل مع دراجته التي تحمله على ظهرها، وتفعل جرس التمرد الموجود أعلى يسار مقود الدراجة عند عبور الشارع للوصول إلى المشاة.

في حوارٍ بدأته وكالة " نبأ" مع طارق حول ما الدافع وراء ذهابه إلى ممر المشاة، قال" إن هذا المكان مُناسب لممارسة الرياضة وبالتحديد رياضة المشي".

وعلى مساريين يحملان خطوطاً بيضاء أحدهما لركوب الدراجات والآخر للمشي، بالإضافة إلى وجود بعض الأجهزة الرياضية للرياضة المفتوحة يوجد طارق، حيث المكان الهادئ بعيداً عن ضوضاء السيارات.

يقول طارق، إن الأمن والهدوء والرياضة جعلتنا نذهب إلى مثل هذه الأماكن، إذ أنه من الأماكن القليلة في رام الله والتي تهتم في أن يفرغ المواطن طاقته بشكلٍ صحي.

تركز هذه الطرق على المواطن وراحته النفسية وتجعله يشعر وهو في أحضانها بالأمان، انطلاقاً من رؤية بلدية رام الله حاجة المواطنين إلى مثل تلك الشوارع بسبب انتشار الأزمات على الممرات الرئيسية والتي تكتظ بالمواطنين والسيارات.

عضو بلدية رام الله سابقاً وهو أحد المشرفين على بناء " ممر للمشاه والدراجات"، يشير إلى أن الفكرة جاءت من ترجمة لحالة المواطنين.

ويقول عمر عساف لِـوكالة " نبأ": " رام الله شارع رئيسي ومع ذلك هي حافلة بالبشر، وجاءت فكرة " ممر المشاه" بعد دراسة حاجة الناس، وبالتالي بدأ البحث عن مكان من الممكن أن تتوفر فيه إمكانيات تغطي ما يشبع المواطن".

ويشير عساف إلى الأمان الذي كان الهدف الأسمى في عملية التخطيط، بالإضافة إلى راحة الأمهات والأطفال بوجودهم في مكان آمن.

ويردف أن " المشروع لاقى إقبالاً وترحيباً كبيراً وواسعاً من المواطنين، إذ أنهم يطالبون بوجود مسار ثالث، إلا أنه أشار إلى ضعف الإمكانيات".

المعيقات

وفي الحديث عن الإمكانيات، يكمل عساف : " مساحة الممر نسبياً تقع ضمن الإمكانيات، ونحن دوماً نطمح للأكثر والأوسع ولكن بين طموحنا وبين الواقع مضطرون لأن نتكيف مع الواقع وأن نجعل طموحاتنا في سياق الواقع".

وبعد هذا، ما يجعلنا نسأله أنه هل قلّة الإمكانيات تقع ضمن أن المشروع لم يتلقى أياً من الدعم المالي الخارجي؟ متردداً بين النفي والتأكيد يجيب عساف: " اعتقد أني لا اريد أن انفي أو أؤكد، ولكنّي أعتقد أن تمويله كان من الوجود المجتمعي ومساهمة بعض الأصدقاء".

إضافة إلى ذلك، يشير عضو بلدية رام الله سابقاً، أن هذا المشروع لم يكلف الكثير وربما بضع مئات آلاف الشواقل، وأن معيقات بمعنى معيقات لم يكن إلا في الحقيقة في فترة الكورونا فقد تأخر المشروع قليلاً، لأن إمكانيات البلدية باتت أقل.

ويختم : " المشاريع توضع وفق الامكانيات، وهذا المشروع قبل أن ينجح كان قيّد الدراسة لفترة طويلة " سنتين تقريباً".

وكالة الصحافة الوطنية