نابلس- نبأ- علا مرشود
في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث الانقسام الأسود عام 2007، وما شهده من نزاعات واقتتالات أشبه ما تكون بالحرب الأهلية، حيث عم الفلتان الأمني أرجاء الضفة وانتشر المسلحون في كل مكان، هو ما حدث في 22 يوليو الجاري مع د.ناصر الشاعر.
على غرار ذلك، اعترضت سيارة فيها ملثمون طريق د.ناصر الشاعر واطلقت عليه وابلًا من الرصاص وطلبوا منه النزول من السيارة ورفض ذلك ولاحقهم ثم اعترضته مجددًا على الطريق الرئيسي وعندها ادخل المسلح مسدسه داخل السيارة واطلق الرصاص على ارجل د.ناصر من مسافة صفر.
كان الشاعر نائبًا لرئيس الوزراء في حكومة حماس المنتخبة عام 2006 ووزيرًا للتربية والتعليم وهو الآن بروفيسور في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس وهو أحد الوجهاء، وتواجد في قرية كفر قليل في ذلك اليوم تلبية لطلب خطبة وجاهة أحد الأسرى المحررين الذي قضى 19 عامًا في سجون الاحتلال حيث قال الشاعر: "انا لا استطيع رد الكرماء"
وأشار د.نصرالله الشاعر شقيق د.ناصر في حديثه لنبأ أن د.ناصر أينما وجد خلاف أو مشكلة يحاول التدخل والإصلاح ويُطلب منه ذلك أيضًا ومشهود له بذلك في كل الضفة.
وذكر أن العائلة ليس لها اي مشكلة مع أحد وكذلك د.ناصر ليس له أي مشكلة مع أحدًا إنما المشكلة هي مع النهج الذي يمثله د. ناصر، وعقب: "ليس لنا أي توجه للانتقام ولكن رسالتنا للسلطة بمختلف مؤسساتها أن تأخذ دورها وخاصة على مستوى السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية التي من المفترض أن تتعقب من قام بهذه الجريمة وتقدمهم للقضاء".
وقال د.ناصر.الشاعر في حواره مع نبأ: "أقبل أن يكون دمي وقود للوحدة الوطنية ولن أقبل بأي فعل أو ردات فعل لها علاقة بالفلتان الأمني"
وأضاف: "انت اذا سكت اليوم فلن تعرف من هي الضحية القادمة اليوم د.ناصر الشاعر وغدًا فلان وفلان وكلنا بشر نستحق العيش بحياة مستقرة يكفينا تغول الاحتلال.
وشدد الشاعر على أن ما يحدث ما هو الا نتيجة سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لتشغل الشعب بمشاكل بينية تستهدف المصالحة وتعزيز الانقسام وعقب: "الان العالم غير جاهز ليعطينا شيء من حقوقنا والاحتلال لن يتنازل قيد أنملة ليعطينا أي حق سياسي والحل عندهم هو أن يشغلونا بمشاكل بينية تارة عائلية وأخرى على خلفية شرف ومرة على قطعة أرض واستهداف المصالحة الوطنية وتعزيز الانقسام هو المقصود".
وذكر د.نصرالله الشاعر أن د.ناصر عنده رسالة واضحة من بندين الأول هو أن الوحدة الوطنية هي الأولوية ولن يسمح بأن يكون الاعتداء عليه مفتاح للفتنة بل العكس، والثاني هو أن هؤلاء الناس الذين يعيثون في البلد فسادًا يجب أن يعاقبوا لأن من أمن العقاب أساء الأدب.
وأكد الشاعر على ضرورة محاسبة المعتدين للحفاظ على الوحدة الوطنية وقال: "ما الذي يمنع هؤلاء من اغتيال د. ناصر أو أي شخص غيره،الأمر ليس خلاف على قطعة أرض أو غيره بل هو ناجم عن أشخاص لا يريدون النفس الوحدوي في البلد ومتضررين منه".
وأشار نصر الله إلى ضرورة وقوف السلطة على وعودها وتحقيق ذلك على أرض الواقع لضمان عدم حدوث أي ردات فعل من أفراد العائلة ف قال: "نحن كعائلة ننتظر اجراء القانون إلا أنني لا أضمن تصرفات أبناء العائلة خاصة اذا لم يكن هناك أي تحرك لتحقيق مصلحتنا نحن وعدناهم بأن السلطة ستأخذ اجراءتها ولكن نحن نريد رؤية ذلك على أرض الواقع ".
أما عن الوضع الصحي للدكتور ناصر فأوضح الاعلامي نواف العامر الذي كان يرافق د.ناصر لحظة الاعتداء أنه لا خطورة على حياة د.ناصر الشاعر الا ان الاصابة بليغة جدًا في الركبتين وعظم الفخذ والساقين مما سبب تهتك في العظيم ومما يستدعي رحلة علاج طويلة جدًا.
وذكرت الإعلامية أبرار الشاعر ابنة الدكتور ناصر أن الأمل والقلق الخوف حاليًا يدور حول أن يتمكن والدها من المشي مرة أخرى بعد الخضوع لعلاج مكثف.