نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نبأ" تسلط الضوء على معاناتهم..

القتل والاعتقال.. خطر دائم يهدد حياة الصحفيين في فلسطين

نابلس - نبأ- علا مرشود

يعاني الصحفيون في فلسطين بشكل متواصل من اعتداءات الاحتلال، فهم دائمًا في مرمى الاستهداف، سواء بالقتل او الاعتقال او الاعتداء بالضرب وغير ذلك من انواع الاستهداف التي لا تنتهي.

يعتبر الاحتلال العمل الصحفي جريمة بكل أشكاله، ذلك لأنه يوثق جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ويكشف فضائحه أمام العالم أجمع، فيعتقل الصحفيين ويسجنهم لفترات طويلة بتهمة العمل التحريض او "توثيق وتصوير فعاليات إرهابية" أو يكتفي باحتجاز الصحفيين لشهور او ربما لسنوات رهن الاعتقال الاداري.

ولا يقتصر استهدافهم على الاعتقال فقط بل كثيرا ما عانى الصحفيون من مصادرة كاميراتهم وهواتفهم واجهزة الكومبيوتر المحمولة وبطاقات الذاكرة وكافة الادوات المتعلقة بالعمل الصحفي والتي تصل تكلفتها الى آلاف الدولارات وبلا رجعة، إضافة إلى ما يترتب على ذلك من فقدان للبيانات والأرشيف الخاص بكل صحفي والذي يمثل عنصرًا مهنيًا هامًا، تمامًا كما حدث مع الصحفي محمد عتيق الذي اعتقل 3 مرات صودر في احداها كافة مقتنياتها وادواته المتعلقة بالعمل الصحفي فيقول: "أكثر ما تأثرت به بسبب الاعتقال هو فقدان الأرشيف الخاص بي والذي احتفظ به من عدة سنوات إضافة إلى الخسارة المادية المتمثلة بأجهزة التصوير والكومبيوتر وغيرها".

ويشكل اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لأحداث مخيم جنين في 11 أيار/مايو الماضي دليلًا آخر على استهداف الاحتلال للصحفيين بكافة الطرق حتى القتل ثم تلاها استهداف الصحفية غفران وراسنة برصاص قوات الاحتلال عند مدخل مخيم العروب للاجئين شمالي الخليل، وهي في طريقها إلى عملها في إحدى المحطات الإعلامية.

ومن جهة أخرى فإن الاحتلال يلاحق الصحفيين حتى بعد خروجهم من السجن من خلال فرض عليهم أوقاف التنفيذ التي تقتضي عدم ممارسة نشاطات معينة تحددها محكمة الاحتلال العسكرية لمدة سنوات طويلة والا يتم الاعتقال مجددًا، فمثلًا تخضع الصحفية علا مرشود لوقف تنفيذ لمدة 5 سنوات بتهمة التحريض.

وفي حالة الصحفي تكون هذه التهم تحت مسمى التحريض الذي يطلق على كافة اشكال العمل الصحفي مثل التصوير ونقل الاخبار وغيرها وهو بالضرورة مصطلح فضفاض يمنع الصحفي من العمل نهائيًا ما يؤثر على مستقبله المهني ويفقده مصدر دخله الرئيسي والوحيد، وتعقب مرشود : "المشكلة الأكبر أن مصطلح التحريض فضفاض وغير محدد، فيعتبر الاحتلال كل العمل الصحفي وحتى ما ينشر على مواقع التواصل تحريض، تماما كما اعتبر احد المنشورات التي انعى فيها جدي الذي توفي قبل اعتقالي بشهر منشور تحريضي ووضعه في لائحة اتهامي".

من جهة أخرى فإن عائلة الصحفي تعاني تمامًا كما يعاني الصحفي أحد أفرادها، فالاعتقالات المتكررة والاعتداءات المختلفة من ضرب ومصادرة وتهديد تشكل خطرًا على أمن الأسرة واستقرارها وما حدث أخيرًا من اعتقال الصحفي عامر أبو عرفة ومصادرة مبلغ 23000 شيكل من المنزل هي ملك لزوجته صفا حروب التي كانت ستستلم سيارتها في اليوم التالي مقابله، دمر استقرار هذه الاسرة فاعتقل المعيل وصادر المال وبقيت الام مع اطفالها بلا معيل او مبلغ من المال لتعيل به عائلتها. 

وباعتقال الصحفي "أبو عرفة" يرتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية إلى 18 صحفيًّا، بعضهم يقضي أحكامًا بالسجن والبقية معتقلون إداريا، وهو نمط اعتقال مخالف للقانون، إذ لا يتم الاعتقال على تهم علنية إنما يحتجز تعسفيا بدعوى وجود ملف سري.

وأشارت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان إلى ارتفاع حصيلة الانتهاكات الإسرائيلية ضد حرية الصحافة خلال النصف الأول منذ العام الجاري، والتي بلغت أكثر من (412) انتهاكًا.

ووثق المركز الفلسطيني للحريات والتنمية "مدى" خلال عام 2021 ما يزيد على 368 انتهاكا، من بينها 155 انتهاكا مباشرا بين إصابات وقتل، حيث استشهد 3 صحفيين خلال العدوان على القطاع هم: محمد شاهين، وعبد الحميد الكولك، ويوسف محمد أبو حسين.

وكالة الصحافة الوطنية