نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

حماية من جرم المحتل

الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى.. أعظم عبادات الوقت!

القدس -نبأ – إسلام عمارنة

حشد يتلوه آخر لأولى القبلتين، حماية للمقدسات من جرم المحتل، ومن مخططاته الاستيطانية المتسارعة، دعوات انطلقت للرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، في العشر الأوائل من ذي الحجة، ابتداءً من اليوم الخميس 30 يونيو 2022، لإفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه ضد المسجد.

انطلقت عدة دعوات للحشد في المسجد الأقصى، للاعتكاف فيه بدءا من أولى الليالي العشر، بعبارات مثل: "اعقد العزم"، "وشد الرحال لمسرى رسول الله"، "لا تتأخر عن نصرة الأقصى"، "رباطك عبادة".

الأستاذ محمد الجلاد الباحث في شؤون بيت المقدس قال بالنسبة للهدف من الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، ينقسم الى عدة أهداف:

وأوضح أن الهدف الأول والأمر الطبيعي هو وجوب فتح المسجد في كل الأوقات!

"المسجد الأقصى مثله مثل الحرم المكيّ، ثاني مسجد وجد في الأرض، وثالث مسجد تشد إليه الرحال، وأقدس مساجد فلسطين، فالوضع الطبيعي أن لا تكون هذه المساجد مغلقة بتاتاً، سواء في رمضان أو في ذي الحجة أو في سائر أيام السنة، سواء كان موسم عبادة أو بدون، وأن تفتح خلال الأربع والعشرين ساعة".

وأضاف أنه بالرغم من أن هناك تقصير من الأوقاف ومنع من الاحتلال، ولكن وجدت دعوات للاعتكاف ضمن خطوة صغيرة ومتواضعة، لإرجاع المسجد الأقصى ضمن وضعه الطبيعيّ.

وتابع أن موسم أيام عشرة ذي الحجة، مفتوح لجميع الأعمال الصالحة، ولا يقل أهمية عن رمضان، سواء من حيث الصيام، وقراءة القرآن وطلب العلم، "النبي عليه الصلاة والسلام دعا للإكثار من العبادة في هذا الموسم، ومن ضمن هذه العبادات هو الاعتكاف، والمفروض من الجهات الرسمية كالأوقاف أن تهيئ الظروف للقيام بالعبادات الخاصة بهذا الموسم على أكمل وجه، والتي على رأسها عبادة الاعتكاف، والرباط والصلاة ..الخ، وهو الهدف الثاني".

الرباط حارس المسجد والشعائر الدينية فيه

وأردف جلاد أن المسجد الأقصى يتعرض باستمرار لمحاولات التدنيس والتقسيم والاقتحامات وأداء الصلوات التلمودية، "فوجود الاعتكاف يوفر وسيلة فعالة لديمومة الرباط في المسجد الأقصى المبارك، على مدار السنوات الفائتة الجميع يعلم أن خط الدفاع الوحيد الذي يحمي الأقصى من التدنيس والتقسيم الزماني والمكاني هو الرباط".

وأشار أنه ملاحَظ دائما، عندما يكون هناك اعتكاف يكون الرباط أكثر جدوى وأكثر نفعاً وقوة، فأقوى ما يكون الرباط في رمضان، بسبب وجود الاعتكاف، "وهنا يحرص الاحتلال على محاربة ومنع الاعتكاف، لأنه يعلم أنه الأرضية الخصبة للرباط، من منطلق أن المسجد يبقى مفتوحاً، وبالتالي يظل الرباط على مدار الساعة، فبذلك الهدف من الاعتكاف تسهيل عملية الرباط، وهي عبادة بالنسبة للمسلم، من حقه أن يقوم فيها، فالاعتكاف أصبح وسيلة لتطبيق هذه العبادة، والرباط مرتبط الى حد كبير بالاعتكاف ومرتبط بمواسم العبادة الخاصة بالمسلمين".

وأوضح بأن الاحتلال ينظر إليه أو يحاول أن يشيع من خلال اعلامه أو إعلام الجهات المطبعة، بأن هذا الرباط يهدف للتخريب وما شابه ذلك، "وهذا تعودنا عليه من قبل الاحتلال، أن كل عمل فيه خدمة ونصرة للمسجد يلقي عليه تهم زور وبهتان".

وأشار الى أن الرباط أصبح هو الجدار الحامي الذي يحرس جميع حقوق المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، لأن حق المسلمين فيه يقضم قضمة قضمة! وينتهك خطوة خطوة، ويُؤكل من حق المسلمين فيه وهو حقهم وحدهم!

ونوه أن كل هذا الانتهاك حصل في ظل غياب الرباط، فهو لحماية حق المسلمين في الصلاة أيضا وليس فقط لوقف العدوان، "هناك قاعدة في الدين الإسلامي تقول: ما لا يكون الواجب الا به فهو واجب! واذا غاب الرباط غياباً تاماً عن المسجد المبارك فما هي فترة قليلة وسنلاحظ أن بعض الشعائر قد تغيب عن المسجد ويتغول الاحتلال على المسجد ويأكله بالكامل! أو يقضم حقنا فيه بالكامل".

وختم بقوله أن الهدف الرابع استغلال هذا الموسم لإرجاع المسجد لوضعه الطبيعي.

وتابع: "كما أن المستوطنين يحرصون على احراز تقدماً لتطبيق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، كل ما يمر ذكرى خراب الهيكل أو أعيادهم التي يتغنون بها، يحاولون تسخيرها لفرض وقائع جديدة في تدنيس وتقسيم المسجد الأقصى".

"نحن أصحاب الأرض والحق وأهل المسجد، من باب أولى أن نستغل هذه المواسم الدينية بما شرعت لأجله، فنستغل هذا الموسم لإرجاع المسجد الأقصى ضمن وضعه الطبيعي الى ملاكه وأهله الأصليين".

أجر الرباط في المسجد الأقصى كأجر الحاج الى بيت الله!

الشيخ الدكتور أمجد الأشقر، المحاضر في كلية الشريعة في جامعة الخليل قال: "هناك عمل صالح خاص فينا أهل فلسطين، نحن في أرض مقدسة مباركة ومكرمة من الله، وأكرمنا معها، وجعل لنا فيها الصالحات، واليوم من أعظم الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة هو الرباط في المسجد الأقصى المبارك".

ودعا الأشقر كل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى بوجوب الرباط فيه كما في رمضان، "لمنع اعتداءات الصهاينة على بيت الله".

وأضاف أن "من يرابط في المسجد الأقصى بنية الرباط والدفاع والمراغمة قد يكون في منزل يغيظ الكفار ينال أجر حجاج بيت الله الحرام، وأعظم".

واستدل بحديث: "رباطُ يَوْمٍ فِي سبيلِ اللَّه خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ فِيمَا سواهُ مِنَ المَنازلِ”، و"موقِفٌ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجرِ الأسود".

وأردف: "فما بالكم بالعشر الأوائل من ذي الحجة، ونحن في زمن تخلى فيه الكثير عن فلسطين، وترك فيه المسجد الأقصى وحيدا، لا يدافع عنه إلا أهله، فنحن أهل فلسطين يجب أن لا نتخلى عنه، وبما أن المسؤولية على عاتقنا، يجب أن يرى منا الله رباطا وخدمة لهذا البيت حتى نبرئ ذمتنا من هذا المكان الذي اصطفانا الله فيه".

وأشار الى تعدد الأعمال الصالحة في الذهاب للمسجد فقط بقوله: "ما أجمل أن يكون الإنسان صائم في هذه العشر، يذهب للمسجد الأقصى ويفطر فيه، ويقرأ القرآن ويذكر الله تعالى ويصلي، انظر مدى اتساع الأعمال الصالحة فيه، بنية الرباط طبعا، ونية الصلاة فيه ويأخذ الأجر المضاعف بمئة صلاة".

وأكد أيضاً أن الرباط في الأقصى، يساهم في الدفاع عن المسجد، "طالما المرابطين في المسجد متواجدين فيه على الدوام، يحافظون عليه من المعتدين الصهاينة".

وختم بدعاءه بالتضرع الى الله بحفظ المسجد الأقصى المبارك، وأن يرزق سائر المسلمين الصلاة فيه محرراً.

وتستعد الجماهير الفلسطينية للزحف نحو المسجد الأقصى المبارك بدءاً من اليوم الخميس للاعتكاف فيه، وإحياء أيام العشر الأوائل من ذي الحجة بالصلاة والرباط في الأقصى حتى عيد الأضحى.

بالتزامن مع ذلك دعا نشطاء للحشد في صلاتي الفجر والجمعة القادمة بالمسجد الأقصى بعنوان "سيجناك قلوبنا"، رفضًا لمخططات الاحتلال.

وكالة الصحافة الوطنية