نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

ضمن خطة ممنهجة تشارك فيها أذرع الاحتلال

أسرلة التعليم في القدس.. ماذا عن دور السلطة الفلسطينية؟

القدس - نبأ – إسلام عمارنة:

لم يسأم الاحتلال بعد من محاولاته الحثيثة بدسّ السُمّ بالعسل لتهويد العملية التعليمية في مدينة القدس المحتلة، خطة ممنهجة تشارك فيها أذرع الاحتلال المدنية والأمنية، 15 لجنة تتدخل في قضايا التعليم بالمدينة وفيما يتعلق بالمنهاج الفلسطيني.

الأستاذ راسم عبيدات الباحث في شؤون القدس، قال إن مكتب رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" والشرطة الإسرائيلية ومكتب ما يسمى وزير القدس، كلهم على علاقة بقضية التعليم في القدس، ومحاولة أسرلة العملية التعليمية بشكل كامل في المدينة.

وأضاف أن ضمن هذه الرؤية، قدموا مبلغ 875 مليون شيكل من الخطة الحكومية التي قدرها 2 مليار شيكل، لدمج المقدسيين في المجتمع والاقتصاد "الإسرائيلي".

"وبالتالي هذا مبلغ ضخم جداً، يعمل الاحتلال على بناء مدارس تعلم المنهاج الإسرائيلي بشكل كامل، وتحارب المؤسسات التي تدرّس المنهاج الفلسطيني، بمعنى أن الذي يدرّس المنهاج الإسرائيلي يغدقوا عليه ميزانيات، عدا عن القيام بأعمال الترميم والبنية التحتية، أما المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني فيتم التضييق عليها ليس فقط في الميزانيات، ولكن من ناحية عدم إصدار تصاريح دخول للمدينة للطلبة والمعلمين مثلاً، وهي عملية تفريغ للمدارس الفلسطينية".

ويرى عبيدات أن هذه الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال تهدف لإزاحة المنهاج الفلسطيني بشكل كامل عن مدينة القدس، وإحلال المنهاج الإسرائيلي بدلا منه.

دور السلطة

زياد شمالي رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس قال إن هناك تقصير من السلطة الفلسطينية، لأنه عادة ما يكون هناك حلول! "ولكن الجميع يعلم أن أي نشاط للسلطة في القدس هو معرض للملاحقة، حتى الأفراد المقدسيين الذين يمارسوا أي نشاط يتبع للسلطة يتم اعتقالهم، ووصل الحد لإيقاف مباراة كرة قدم بين أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، لأن القائم على البطولة هو الاتحاد الفلسطيني".

وأردف أنه وبالرغم من ذلك هناك حلول بالنسبة للتعليم في القدس، "عن طريق تمويل مؤسسات خاصة مثلاً لفتح وبناء مدارس، أو استئجار أبنية، أو الكثير من الحيل التي ممكن أن تقوم بها السلطة دون معارضة الجانب الإسرائيلي، حتى يتم فتح سوق إضافية لتدريس المنهاج الفلسطيني".

وطالب راسم عبيدات السلطة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم بالتحرك الجدي من أجل تحريك هذا الملف، من خلال تقديم ميزانيات وصناديق خاصة للمدارس التي تدرّس المنهاج الفلسطيني.

وأشار الى أنه لا يوجد حوافز ولا رواتب منافسة للرواتب الاسرائيلية، لا سيما جودة التعليم والبنية التحتية لمدارس السلطة، التي لا تقاس بالمدارس التي يعمل الاحتلال من خلالها على تدريس المنهاج الإسرائيلي.

"الشيء الأخطر من ذلك، قناعة بعض الأهالي المقدسيين بأن تدريس المنهاج الإسرائيلي قد يسهل عملية التوظيف في المؤسسات الاسرائيلية كبلدية الاحتلال وغيرها من المؤسسات التابعة لها".

وأوضح أن هناك بعض السماسرة ورجال الأعمال من يعمل على ترويج "البجروت" وهو نظام الشهادة الثانوية الإسرائيلي، لاستهداف وعي الطالب.

 وأكد أنهم يريدون توجيه وعطي الطلبة بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وأن المسجد الأقصى هو "جبل الهيكل" حسب ما يدرّسوه، وأن جبال الضفة الغربية هي جبال "يهودا والسامرة".

 وتابع: "ما يريدونه هو استهداف الوجود الفلسطيني من خلال هذا المنهاج، الذي يحذف كل من له علاقة بالمواضيع الوطنية، أو التطرق للحركة الصهيونية أو الاستعمار الغربي، أو الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، أو المواضيع التي لها علاقة بالأسرى أو الشهداء أو غيرها".

ونوه عبيدات الى خطورة هذا الأمر الذي "يحتاج الى رؤية استراتيجية لكيفية حماية المنهاج الفلسطيني في القدس".

مواجهة التهويد

أما الأستاذ زياد شمالي فقال: "نحن في القدس متمسكين بالمنهاج الفلسطيني، مطالبنا دائما بتطوير المناهج لكي تتكيف مع الأيام والأحداث الجارية، ونرفض توجه الأهالي لتدريس أبنائهم المنهاج الإسرائيلي، ونشد على أيادي كل من يدرّس أبناءه المنهاج الفلسطيني".

وأكد على أن التهويد في القدس الذي يجري على قدم وساق خطير جداً.

معيقات تعليم المنهاج الفلسطيني

ولفت شمالي أن المعوقات التي يواجهها تعليم المنهاج الفلسطيني اليوم، هي قلة الصفوف الدراسية الموجودة في المدارس الفلسطينية مع تزايد العدد السكاني، "فالمدارس التي تبنى تابعة لبلدية الإحتلال، وبالمقابل تُمنَع وزارة الأوقاف والسلطة الفلسطينية من بناء المدارس من خلال منع التراخيص بحجج واهية، وبالتالي يقع الأهالي في مطبّ عدم وجود متسع لأبنائهم في مدارس السلطة، التي تعد على الأيادي، عدا أنها صغيرة وضيقة جداً".

وأردف قائلاً: "نحن نتحدث عن قرابة عشرة آلاف طالب وطالبة من الروضة حتى الصف الثاني عشر موجودين في القدس، والكم الأكبر من الطلاب تحت مظلة بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الاسرائيلية".

وأكد أن المدارس الأهلية والخاصة كلها تتقاضى تمويل من الجانب الإسرائيلي، "وبالتالي فإن الخبر القادم من هذه المدارس أنها ستدخل المنهاج الإسرائيلي في التعليم، كما حصل مع مدرسة راهبات الوردية، التي ستبدأ به بداية العام المقبل، وبذلك ستقل المدارس التي تعلّم المنهاج الفلسطيني، وتزيد المدارس التي تدرّس المنهاج الإسرائيلي".

وختم بقوله: "رسالتنا الأولى والأخيرة للأهالي المقدسيين، هو التمسك بالمنهاج الفلسطيني بجميع محاسنه وسيئاته، لأنه الحامي للتاريخ الفلسطيني، ولأن من يدرس المنهاج الإسرائيلي يعلم كيف يتم دس معلومات خاطئة وكاذبة، وما يقوم به الاحتلال من تضليل للأهالي بإشاعة أن من يدرس المنهاج الإسرائيلي سيكون له امتيازات، كله كذب وافتراءات من أجل تهويد التعليم، هناك اختلاف كلي ما بين ما يتم تعليمه للطلاب الإسرائيليين في مدارسهم، وما يتم دسه لطلابنا الفلسطينيين في مدارس بلدية الاحتلال، والهدف هو تقليل جودة التعليم مدينة القدس".

وكالة الصحافة الوطنية