نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تقرير تغريدة "أبوعبيدة" عن صحة أسير إسرائيلي لدى المقاومة .. التوقيت والرسالة 

خاص نبأ:
رغم دعوة مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، وزراء حكومته، إلى عدم التعليق على ما أعلنه الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس "أبو عبيدة"، عن تدهور صحّة أحد "أسرى العدو لدى القسام"، إلا أنّ "الحجر الذي ألقي في المياه الراكدة" بملف الأسرى الإسرائيليين، أثار تفاعلاً وتصريحاتٍ "إسرائيلية".

 وقَلَبَ تصريح "أبوعبيدة"، وسائل الاعلام العبرية، حيث يُنتظر أن تكشف كتائب القسام، خلال الساعات القادمة، تفاصيل أكثر عن ما أعلنته في التصريح المقتضب للمتحدث باسمها. 

وبينما كانت قنوات التلفزة العبرية تبث حول تطورات حلّ الكنيست، والانتخابات المقبلة، جاءت تغريدة "أبوعبيدة"، وغيرت الأجندة الإعلامية "الإسرائيلية". 

وجاء الإعلان في توقيتٍ حساس –وفق متابعين- حيث تزامن مع ذكرى عملية "الوهم المتبدد"، التي نفذتها المقاومة وأسرت خلالها الجندي جلعاد شاليط عام 2007، وانتهاء حكومة "بينت" والتوجه الإسرائيلي نحو حلّ الكنيست واجراء انتخابات جديدة في أكتوبر/تشرين اول المقبل . 

واعتبروا أنّ إعلان "أبو عبيدة"، فيه إشارة واضحة إلى كذب حكومة الاحتلال على مدار السنوات الماضية، بشأن أوضاع الأسرى الإسرائيليين، وجاء التصريح ليحرّك الملف من جديد، وإجبار الاحتلال على دفع الثمن الذي لم تقدمه حكومة بينيت. 

إسرائيلياً، من المتوقع أن يشكل هذا التصريح ضغطاً آخر على الداخل الإسرائيلي، وسيثبت أن حكومة الاحتلال لا تملك معلومات حقيقية عن حالة الأسرى الإسرائيليين، ولا تتحرك بشكل جدي لإطلاق سراحهم، عبر صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية .

واعتبر منسق شؤون الأسرى في جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق الجنرال "موشي طال"، إعلان حماس عن تدهور في حالة أحد الأسرى "دعوة للاستيقاظ".

وقال إنه يجب أخذ تصريحات حماس على محمل الجد بخصوص الوضع الصحي لأحد الأسرى، قائلاً إن "هذه فرصة من أجل كشف ادعاء حماس أن أحد الجنديين على قيد الحياة".

من ناحيتها، نقلت الإذاعة 12 العبرية، عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنه "لا توجد معلومات استخباراتية جديدة تدعم تغريده أبو عبيدة".

وأضاف المصدر الأمني الإسرائيلي: "تغريده أبو عبيدة هي محاولة من حماس لتحريك المياه الراكدة في ملف الأسرى، وممارسة ضغوطات على الحكومة الإسرائيلية في قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين".

ومن وجهة نظر تحليلية، قال الخبير بالشؤون العسكرية اللواء المتقاعد واصف عريقات، إنّ توقيت الاعلان مهم ومفيد لقضية الأسرى الفلسطينيين، والتعاطي معها، موضحاً أنّ الوضع الإسرائيلي على مستوى القيادة هشّ وضعيف، وآيلة للتفكك، ويمكن انّ تقدم تنازلات كبيرة في هذه المرحلة.

واعتبر أنّ الإعلان كان فيه ذكاء من جانب المقاومة، بحيث لم تعطِ تفاصيل مباشرة، وإنما معلومات غامضة، متسائلاً عن امكانية أن يكون الوضع الصحي الذي أشار اليه أبوعبيدة لأحد الأسرى الأربعة، قد يؤدي للوفاة.

وأضاف ان الإعلان يؤدي إلى إرباك للجبهة الداخلية الاسرائيلية بشكل عام، والاجهزة السياسية والأمنية خاصةً، وبالتالي هي فرصة مناسبة لتحريك ملف الأسرى. 

وزاد بالقول إن إسرائيل تتهيأ لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المتوقعة منتصف الشهر المقبل، إضافة إلى تداعيات الإتفاق النووي الإيراني، الذي يعتبر بالنسبة لاسرائيل معقداً، بالتالي فغنها بحاجة إلى تهدئة، وعليه فإن الوقت مناسب جداً لطرح موضوع الأسرى، ومن الممكن أن تتنازل القيادة الاسرائيلية فيه الآن أكثر من أي وقت مضى .

من ناحيته، يرى الكاتب حسن لافي أنّ "القنبلة الكبرى" التي ستطيح برؤوس كثير من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، أنّه اذا اتضح أنّ أحد الجنديين الذين أعلن عنهما جيش الاحتلال انهم قتلى على قيد الحياة.

وقال إنّ الضجة ستكون كبيرة "إسرائيلياً" إذا أخرجت "القسام" مقطع فيديو يُظهر أحد الجنديين "هدار جولدن وشاؤول أرون".

وأضاف أن توقيت تصريح "أبو عبيدة"، حساس، وموفق أيضاً، واختياره كان مدروساً بعناية من قبل "القسام".

ورآى أنّ التصريح بالفعل سيحرك المياه الراكدة، ووضع ملف الأسرى الإسرائليين على أجندة الإنتخابات المقبلة .

من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ "إسرائيل" طلبت توضيحا من مصر حول الوضع الصحي لأسراها في قطاع غزة. 

يأتي ذلك، بينما دشّن نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، هاشتاغ "#حكومتكم_تكذب"، وذلك في أعقاب تصريح "أبو عبيدة"  عن تدهور صحّة أحد "أسرى العدو لدى القسام".

وتفاعل النشطاء والمغرّدون عبر الهاشتاغ، معتبرين أنّ إعلان "أبوعبيدة"، ذكاء في استخدام مهارات التفاوض، وإبداع في تحريك المياه الراكدة في ملف أسرى الإحتلال لدى المقاومة.

وكالة الصحافة الوطنية