القدس -نبأ -إسلام عمارنة
كأيّ طفلٍ فلسطيني، يحلم الشبل المقدسيّ صهيب أبو ناب 14 عاماً، باللعب في شوراع القدس وحاراتها، والذهاب الى المسجد الأقصى كما اعتاد، فهو من سكان حي باب حطة بالبلدة القديمة في القدس، ولكن قوات الاحتلال، سرقت طفولته وأبعدته عن ذويه، بقرارٍ جائر، بالحكم عليه بالإبعاد عن القدس، والحبسٍ المنزلي لمدة مفتوحة.
والدة صهيب، الحزينة على بعده عنها، قالت إن قصة صهيب بدأت عندما تم اعتقاله لدى قوات الاحتلال في 24/4/2022، ومكث في السجن لمدة أسبوعين تقريباً بتهمة ضرب الحجارة، بعدها، أفرج عنه بشرط السجن البيتي لمدة 7 أيام.
وأضافت أنه بعد انتهاء مدة الحبس المنزلي، استدعى الاحتلال صهيب للتحقيق مرة أخرى، وأمضى شهرا آخر داخل السجن، كان الاحتلال يماطل خلاله بتأجيل محكمته مرة تلو الأخرى، حتى قرر تحويله للحبس المنزلي لمدة مفتوحة، دون تاريخ محدد لانتهائه في 25 من شهر مايو الماضي.
وتحدثت الوالدة عن شدة تعلّقهم بصهيب وحبه لهم، "نحن أمه وأبوه وعائلته، وهو طفل ذو 14 سنة فقط، نهتم به ونساعده في قضاء جميع احتياجاته، ويعتمد علينا بصورة كبيرة، ولا يستطيع العيش بدوننا".
وناشدت أي جهة يمكن أن تساعد ابنها أن لا تتوانى عن ذلك، "ابعاده أثر علينا كثير، أنا لا أقدر على العيش من دونه، صهيب كان يساعدني في تعزيل البيت، وفي تربية أخيه الصغير، ويشتري لي حاجات المنزل، أنا متأثرة جدا من الإبعاد".
ولفتت أم صهيب إلى أن ابنها مبعد الى مدينة طمرة بالداخل المحتل – تبعد أكثر من 150 كم عن القدس - حيث منزل شقيقته، "هذا خفف عنه، ربنا رزقه بأناس طيبين للاعتناء به، ولكنه متأثر ومقهور بسبب اعتقال أخيه الأكبر حمزة، يرى صوره ويبكي، يتصل بي ويقول اشتقتلك تعالي عنا".
وأضافتأن نجلها الأصغر عبدالرحمن كان الأكثر تأثراً ببعد صهيب عنه، حيث كان مسؤولاً عنه أثناء انشغالها، وكان يحن عليه ويعامله بلطف، "إبعاد صهيب أفقده حناناً كبيراً، ولكن عندما رآه وزاره ارتاح واطمأن".
وأوضحت أن أكثر ما أثر في العائلة هو اعتقال أبنائها الاثنين معاً، "لو اعتقلوا واحد كان ما تأثرنا هيك، رضينا بإبعاد صهيب مع سجن بيتي عشان نفسيتنا ترتاح شوي، نفسية أخاه الأكبر ارتاحت أكثر لخروج الأصغر من السجن، كله على حساب صحتنا ونفسيتنا ولكن نسأل الله الأجر والثواب".
فالأسير حمزة أبو ناب 19 عاماً، اعتقل في 19 من شهر نيسان الماضي، مكث 45 يوم في زنازين الاحتلال، وهو يواجه مزاعمه في تقديم لائحة اتهام، تضمّنت التخطيط لتنفيذ عمليات، ويمكث حالياً في سجن ريمون.
وأكدت شقيقته إسراء أبو ناب أن كل ما تحدث به الاحتلال عن حمزة هو كذب وافتراء.
آية أبو ناب شقيقة صهيب قالت إن صهيب مخنوق جداً من قرار الإبعاد، خاصة بسبب بعده عن مدرسته وعن أهله، وهو ممنوع من الخروج الى أي مكان، وحتى من التنقل في العمارة ذاتها!
وأضافت: "اذا علم الاحتلال بخروجه ولو الى باب البيت، سيتم مخالفتنا أنا وزوجي مبلغا قدره 50 ألف شيكل! ويجب عليّ أن أبقى معه داخل البيت.. يكفي حرمانه من مدرسته وهو طفل صغير، يجب عليه تقديم امتحانات آخر السنة للصف التاسع الإعدادي، في حال لم يقدم ستضيع عليه السنة الدراسية كلها".
وأكدت أن صهيب يستغل وقته بحفظ وتلاوة القرآن الكريم، واللعب مع أهل البيت، والدراسة، عدا عن المساعدة في أعمال المنزل، والالتزام بصلاته.
وأخيرا، قالت أن لديه محكمة في شهر أغسطس القادم، ويمكن أن تقضي المحكمة بحبسه لسنة كاملة!.