الخليل – خاصّ نبأ: 

لم يتوقّع المسنّ عبد الكريم الجعبري (64 عاماً)، النّجاة من هجوم وحشي شنّه المستوطنون عليه مساء الجمعة، خلال عمله في أرضه الواقعة بالبلدة القديمة بمدينة الخليل.

يروي المسن الجعبري، وهو مضمّد الرأس، حيث أصيب بجروح خطيرة، فيما وضع الأطباء جبيرة على يده اليسرى التي كسرت جراء الإعتداء، كيف هاجمه المستوطنون بالقضبان الحديدية والحجارة، بهدف قتله.

يقول الجعبري، إنّه كان يتواجد في أرضه القريبة من منزله المحاط بمستوطنة "كريات أربع" ذات الأغلبية المتطرفة ومستوطنة "جعبرة"، مشيراً إلى أنّ مستوطناً من مجموعة مستوطنين لا يقل عددهم عن 15 مستوطِناً، غافله وهو يعمل في الأرض، بضربه بقضيب حديدي على رأسه، وحينما نهض ألقى المستوطن عليه حجراً كبيراً، أدّى لكسر يده اليُسرى .

ويؤكد المسن أنّ المستوطنين لم يكتفوا بالاعتداء الوحشيّ عليه، بل هاجموا منزله بالحجارة والزجاجات الفارغة، وحطّموا نوافذه، وأشاعوا حالةً من الرعب والذعر بين ساكنيه، علماً أنّ هذا الإعتداء ليس الأول الذي يتعرض له منزل "الجعبري" من قِبَل المستوطنين .

وتجدد الإعتداء على المنزل، مساء السبت، خلال كتابة "نبأ" لهذا التقرير، حيث  هاجموه بالحجارة دون أن يبلغ عن إصابات جديدة.

ويُمثل تواجد المسن الجعبري وعائلته في منزله، رغم كل التضييقات والانتهاكات الاحتلالية بحقهم، قصّة تحدٍّ وصمود في وجه الحملة الاستيطانية التي تستهدفهم لاخراجه من أرضهم. 

الناشط ضد الإستيطان في الخليل عارف جابر، قال لـ"نبأ" إنّ المسنّ "الجعبري" بعدما تعرّض للاعتداء بقي ينزف 45 دقيقة، ثمّ حضرت مركبة اسعاف اسرائيلية، لكنّها لم تُقدّم له أي إسعافات أوليّة، إلى أنّ وصل الإسعاف الفلسطيني ونقل المُصاب الى مستشفى عالية الحكومي. 

يؤكد "جابر" أنّ وتيرة الإعتداءات من قبل المستوطنين بشكلٍ غير مسبوق في الفترة الأخيرة، في الخليل وتحديداً البلدة القديمة، دون أيّ رادع من قبل شرطة الاحتلال، بل على العكس هي التي تقوم بتأمين وحماية المستوطنين خلال اعتداءاتهم على الأهالي، مشيراً إلى انّ كاميرات مراقبة الاحتلال توثق اعتداءات المستوطنين.  

ويوضح أن المستوطنين يحاولون استباحة كل الأراضي والشوارع المغلقة في البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيم الشريف، لإرهاب السكان، وإجبارهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم بُغية وضع يدهم عليها.