نبأ-القدس-رنيم علوي:
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية في عددها الصادر أول أمس الاثنين، أن حكومة الاحتلال أعلنت عن كتلة استيطانية جديدة ستتمدد بين مدينة القدس والبحر الميت بهدف إقامة حديقة (منتزه وطني) على مساحة تبلغ مليون دونم مدعية أن المشروع الاستيطاني الجديد هدفه تحويل الضفة إلى وجهة سياحية.
وبحسب الصحيفة (الإسرائيلية)، فإن الحديقة التي يتم العمل عليها تبدأ من الغرب في منطقة "كوخاف هشاحر" وتصل إلى منطقة "الهيروديون" شرقي "غوش عتصيون".
هذه الحديقة التي يقول المخطط أنها ستأكل مليون دونم ستشمل حوالي نصف المساحة المتاخمة للبحر الميت، التي تسمى "قصر اليهود" إلى منطقة وادي الدرجة ووادي حصاصة.
قال المختص في مقاومة التهويد ناصر الهدمي هذه الخطة توضع في إطار المشروع المركزي لدولة الاحتلال من أجل تهويد الأراضي الفلسطينية وإنهاء أي تكامل من الممكن أن يقود إلى تواصل مع الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى تغلل المشاريع الاستيطانية التهويدية بين المدن الفلسطينية من أجل قطع التواصل.
وأردف الهدمي لِـوكالة " نبأ" يكمل البعض منع بناء دولة فلسطينية ثنائية وفق مشروع "حل الدولتين"، ولكن هذا المشروع ليس من ضمن أيديولوجية الاحتلال وإنما يسعى بأن يكون لديهم كيان موحد يمثّلهم ويعمل على مصالحهم.
وأضاف، بالتركيز على مشروع الحديقة، فإن الهدف الأساسي منه التغلغل في الأرض الفلسطينية لتفتيتها ومنع الفلسطيني من التواصل فيما ما بينهم بحيث يجبر الفلسطيني عند التنقل من منطقة إلى أخرى أن يمر بمنطقة غالبيتها يهود بالإضافة إلى الحواجز الاحتلالية، وبالتالي فإن هذا المشروع قائم وفق رؤية القدس الكبرى.
ويتوقع أن تتطور هذه المشاريع إلى أكبر من ذلك وربما أن تحتوي جوانب الحديقة على مستوطنات وطرق للوصول إليها بعيداً عن المدن والقرى الفلسطينية بحيث تؤمن تنقل المستوطنين دون الاعتداء عليهم.
ومن الجدير ذكره، أنه منذ عقود يطالب اليمين الإسرائيلي بالبناء في المنطقة "E1 "بالقرب من معاليه أدوميم لسد الفجوة بين المنطقتين (شمال وجنوب الضفة وفصلهما عن بعض)، لكنها خطوة لم يتم تنفيذها، حيث ووجهت مساعي الاحتلال بمعارضة من الاتحاد الأوروبي نظراً لما يشكله ذلك من إنهاء لفكرة إقامة دولة فلسطينية متصلة في الضفة.
وأكدت الصحيفة بأنهم في الكتلة الاستيطانية في الضفة الغربية "يتخطون السؤال السياسي ويركزون على الممارسة".
وقالت المديرة العامة للكتلة، كيرين جيفين: "نريد إنشاء حديقة وطنية ضخمة لا مثيل لها في يهودا والسامرة، وإنشاء شبكة واحدة، ومنتج واحد".
وتشير الصحيفة العبرية إلى وجود العديد من "المواقع المهمة للديانات الثلاث، بما في ذلك دير مار سابا، وقصر اليهود، ومسجد النبي موسى وقصور الحشمونائيم".
ومن جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي صلاح خواجا لِـوكالة " نبأ" بأن هذا يعتبر تطور جديد في محاولة منهم لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية وخاصة في منطقة القدس، وبالتالي فإن الحديقة جزء من مخطط إسرائيلي لخلق بيئة مناسبة لما تسمى بالقدس الكبرى والتي ستقام على 12 بالمئة من الأرض الفلسطينية وربطها بالواقع الإسرائيلي، وتحتوي أيضاً على أكبر منطقة صناعية " الخان الأحمر" بالإضافة إلى المطار الإقتصادي؛ وبالتالي، الفلسطيني أمام موجة جديدة من الاستيطان والذي سيكشل اصبع متواصل لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها.
واسترسل خواجا، بأن هذه العملية بدأت تطبّق في خطوات متسارعة وبالتحديد في زمن حكومة بينيت والتي تقوم سياسته على البناء الأوسع المتسارع في مناطق الضفة الغربية، لتحقيق الحلم الاستيطاني بأن الضفة الفلسطينية ليست أراضي محتلة بل متنازع عليها