نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

وتؤكد استمراريتها في الرباط بالأقصى

عائلة الرجبي المقدسية تصنع فرحا من رحم وجعها

القدس - نبأ - إسلام عمارنة 
 
كأي فتاة اقترب زواجها، كانت تحلم بتفاصيل خروجها من بيت أهلها، واحتفالهم بها، لكنّ جرافات الاحتلال، هدمت منزل عائلتها فوق أغراضها، لتترك نقمة في قلبها لن تنساها مهما حيت، لكنها أصرت على الفرح رغم كل شيء!
 
المقدسية ربيحة الرجبي 22 عاماً، زفت لعريسها من بين ركام بيت أهلها المهدوم، في حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، في الحادي عشر من الشهر الحالي، في رسالة تحدٍ للاحتلال أنه مهما حاول اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، إلا أنهم يخرجون رافعي الرأس من بين ركام المنازل المدمرة.
 
وعلى أنغام الأناشيد الوطنية، والأعلام الفلسطينية المرفوعة، زفت عائلة الرجبي ابنتهم الوحيدة، على ركام بيتهم المهدوم، في إعلان للاحتلال على صبرهم وتحديهم، في وجه طغيانه وجبروته، حتى لو افترشوا أرضها والتحفوا سماءها دون مأوى.
 
يقول فارس الرجبي شقيق ربيحة خلال حديثه مع "نبأ": "كل صبية تحب أن تخرج يوم زفافها من بيت أهلها التي سكنت فيه.. وبأوضاع أفضل من التي مرت فيها.. ورغم ما قام به الاحتلال نريد أن نفرح، بنفس المنطق الذي هدوا فيه بكل شراسة وبكل عنجهية، نثبت لكم أننا نقدر على صنع الفرح، وسنظل صامدون في أرضنا مهما فعلوا".
 
وأوضح أنهم يريدون إيصال رسالة للعالم أن الاحتلال هدفه تشريدهم من بيوتهم وطردهم من أرضهم، مضيفاً: "لكن احنا ما بدنا نطلع وأكبر إثبات أنه احنا رح نضل موجودين حتى لو فوق الركام".
 
ونوه الى أن هدف الاحتلال أن يصبح في القدس أقلية عربية، "عشان هيك بحاربونا في أرزاقنا وأملاكنا ومساكننا ومبانينا، عدا عن المخالفات وضرائب الأرنونا.. بكل الطرق بحاولوا يطلعونا من أرضنا.. احنا صامدين وما بنترك أرضنا، ومرابطين في أرض الرباط رغم كل شيء".
 
أما والدة العروس فأكدت أنه ورغم الضيق والقهر الذي واجهته العائلة بعد هدم منزلها، إلا أنها ذلك لن يثنيها عن الرباط في الأقصى أو الخضوع لإجراءات الاحتلال.
 
وأضافت: "الموضوع بيقهر ولكن الإرادة أقوى من القهر، الحمدلله زُفّت ابنتي من بيتها الذي أرادت أن تزف منه، رغم هدمه، بمعنويات قوية وروح جميلة، وتيسرت الأمور بحمدلله كما نريد.. ولو هدموا "العريشة" مش رح نترك أرضنا أرض الرباط".
 
وأكدت أنه ورغم قيام جرافات الاحتلال بهدم البيت فوق أغراض العروس وجهازها، وعدم السماح للعائلة بإخرجها قبل الهدم، إلا أن العائلة تكاتفت لتعويض تلك التكاليف وشراء حاجيات العروس مرة أخرى لإدخال الفرح على قلبها، "كان الأمر صعب علينا لكن استطعنا أن نتخطاه بفضل من الله".
 
وكانت قوات الاحتلال هدمت ظهر الثلاثاء، العاشر من مايو الماضي، منزل عائلة الرجبي في حي عين اللوزة بسلوان، وذلك بعد أن طردت الأهالي منه.
 

وكالة الصحافة الوطنية