الخليل – خاصّ نبأ:
يشهد دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل، انتشاراً امنياً كثيفاً، للأجهزة الأمنية، وذلك بعد اعتقال عدد من نشطاء حراك "بدنا نعيش" الرافض للغلاء، خلال تواجدهم عند الدوار، وإزالة الخيام التي نصبوها امس في المكان.
وقال المحامي ظافر صعايدة، من مجموعة محامون من اجل العدالة إنّ عدد النشطاء الذين تم توقيفهم على خلفية الإعتصام السلمي في الخليل ضد الغلاء ثمانية، وتم نقلهم إلى مقر اللجنة الأمنية في أريحا، وإعادتهم إلى نيابة الخليل.
وأضاف المحامي صعايدة لــ"نبأ" إنه تم تمديد توقيف المعتقلين 24 ساعة، مشيراً إلى أنّ التحقيق يدور معهم حول تهمة التجمهر غير المشروع واثارة النعرات العنصرية.
ويدور الحديث عن عدد من النشطاء باتوا مطلوبين وتلاحقهم الأجهزة الامنية، لنشاطهم في حراك "بدنا نعيش".
من ناحيته، قال الناشط الحقوقي هشام الشرباتي إن التجمع السلمي مكفول بالقانون والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية بما يضمن السلامة العامة وعدم تدمير الممتلكات العامة، داعياً لإتاحة الفرصة أمام الناس للتعبير عن رأيهم بحرية.
من جهته، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة لـ"نبأ" إنّ حراك "بدنا نعيش" سلمي ومرخص قانونياً، وإنّ المحتجين لا يريدون سوى خفض الأسعار، وإنهاء حالة الغلاء، مضيفاً: "نحن مع حرية التعبير والتظاهر السلمي ضمن القانون والاصول، دون الاعتداء على حقوق الناس، وإغلاق الشوارع وغيرها".
وأضاف: "نحن ضد ملاحقة أيّ كان على أساسا مطالبه ورأيه، لأننا ضد الاعتقال السياسي بالمطلق، ولا يمكن القبول بتغول السلطة الأمنية على المواطنين وحرياتهم".
وقال إنّ هذا التغول هو الذي يفت بعضد الوضع الفلسطيني، ويؤثر على عطائه، مؤكداً: "لن نكون في يوم من الايام مع التعامل مع الناس من منطلق أمني، ويجب ان يكون التعامل معهم من منطلق حواري وحضاري حتى الوصول لحلول معقولة لكلّ شيء".
من جانبه، دعا المتحدث باسم الحراك أمجد الأطرش، إلى إضراب شامل، غداً الثلاثاء، في كافة محافظات الضفة.
وأكد أن اعتصام الحراك في دوار ابن رشد وسط الخليل، سيبقى مفتوحا أمام الجميع للانضمام إليه.
وكان حراك "بدنا نعيش" بدأ أمس، الاعتصام المفتوح على دوار ابن رشد وسط المدينة، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وتنصل الحكومة من وعودها.
وشارك في الاعتصام نشطاء ووجهاء عشائر الخليل، مطالبين الحكومة بتنفيذ وعودها في الاتفاقية الموقعة قبل أشهر برعاية غرفة تجارة الخليل.
وتزامن الاعتصام مع مسيرة للشاحنات الثقيلة التي جابت شوارع الخليل، وإغلاق شارع عين سارة الأكثر حيوية في المدينة، وسط تهديدات بالتصعيد في حال لم تستجب الحكومة لمطالب المعتصمين.
ويعيش المواطنون في مدن الضفة الغريبة، ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، خاصة السلع الأساسية، إضافة الى المحروقات التي جرى زيادة أسعارها هذا الشهر، وسط حالة غضب كبيرة، تُقابل بتبريرات حكومية ووعودات يراها كثيرون بمثابة "إبر تخدير". حسب رأيهم