نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

شعار نتنياهو في الانتخابات التشريعة القادمة "العرب يستولون على البلاد"

بقلم : راسم عبيدات


من الواضح أنه حتى بعد عدول عضو الكنيست غيداء ريناوي الزعبي من حركة "ميرتس" ما يعرف باليسار الصهيوني عن استقالتها،فإن أوضاع الحكومة الإسرائيلية الحالية غير مستقرة سياسيا،وهي معرضة للسقوط في أي لحظة او هزة قد تتعرض لها،ليس فقط بسبب عمق أزمتها السياسية وضعفها،بل بسبب التطورات الأمنية وعمليات التصعيد الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة،وتحديداً في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني -48-،حيث الإتهامات تتصاعد للحكومة الإسرائيلية بعدم قدرتها على استعادة هيبة الردع،وتحقيق الأمن والأمان للمجتمع الإسرائيلي،في ظل ارتفاع وتصاعد وتائر العمل المقاوم،والذي أثبت بأن منظومة الأمن الإسرائيلي التي يجري التباهي بها،وبقدراتها على تصفية واجتثاث بؤر وحلقات العمل المقاوم،وخاصة من بعد العمليات الفلسطينية الأربع،وتحديداً في شهر أذار من العام الحالي،في قلب دولة الاحتلال،بئر السبع والخضيرة وتل ابيب،بأن هذه المنظومة أصيبت بعطب في عصبها المركزي،وانه من السهل اختراقها والحاق الهزيمة بها.

الحكومة الإسرائيلية الحالية،باتت أسيرة " الداعشية" اليهودية التي يتنامى دورها ووجودها في المجتمع والقيادة الإسرائيلية،وخاصة بعد تفكك وتفتت الأحزاب الإسرائيلية الكبرى،وهذه " الداعشية" باتت المتحكم في مصير الحكومات الإسرائيلية بقاءً وسقوطاً،ولذلك بينت القادم من جبهة الصهيونية الدينية،يحرص على استرضاء تلك الجماعات التلمودية والتوراتية،والتي تشكل رصيدا انتخابيا له، في أي انتخابات تشريعية قادمة.

المعطيات والدلائل تقول بأن هذه الحكومة المفتقرة للشرعية في " الكنيست" البرلمان الإسرائيلي،غير قادرة على اتخاذ قرارات ذات بعد استراتيجي في القضايا السياسية،والعودة للتفاوض والمسار السياسي مع السلطة الفلسطينية وكذلك إقرار ميزانية دولة الاحتلال لعم 2023 ،وهي تتكىء في وجودها واستمراريتها مرة على القائمة العربية الموحدة ،منصور عباس-الشق الجنوبي للحركة الإسلامية،ومرة أخرى على القائمة العربية المشتركة ، ولا ننسى بأن هذه الحكومة في تشكلها وخروجها للنور بضوء اخضر أمريكي جمعت المتناقضات في حزيران من العام الماضي،من "اليسار الصهيوني" الى "الوسط" و"اليمين المتطرف" والقائمة الموحدة - منصور عباس،الشق الجنوبي للحركة الإسلامية،هذه المتناقضات ما جمعها عقائدياً وجوهرياً ووحدها،رغم خلافاتها وتبايناتها البرنامجية السياسية والإقتصادية والإجتماعية،هو الرغبة في اقصاء نتنياهو عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية،ولذلك من المرجح بشكل كبير انفراط عقدها،والذهاب الى انتخابات برلمانية تبكيرية خامسة،....نتنياهو رغم أنه يحاكم بثلاث تهم منها خيانة الإمانة والرشوة وسوء الإئتمان وتهم فساد اخرى،تلك التهم اذا ما جرى ادانته فيها، فإن مصيره سيكون السجن لسنوات طويلة وبما ينهي مستقبله السياسي...ولكن نتنياهو حتى اللحظة يعتبر ملك " اسرائيل" فهو حكم دولة الإحتلال الفترة الأطول وبشكل متواصل من عام 2009 وحتى عام 2021، متفوقا على بن غوريون مؤسس الحركة الصهيونية واول رئيس وزراء لها ...وما زال يتمتع بشعبية كبيرة في دولة الإحتلال،وبين قوى اليمين و"الداعشية" اليهودية المتنامية في المجتمع الإسرائيلي ،واستطلاعات الرأي تعطي حزب الليكود 36 مقعداً ،ويليه حزب " يش عتيد" يوجد مستقبل برئاسة " يائير لبيد ب 18 مقعداً اذا ما جرت انتخابات خامسة.

نتنياهو سيلعب على وتر ما يشهده المجتمع الإسرائيلي من تنامي ل" الداعشية اليهودية " في داخله،وما يشهده هذا المجتمع من حالة لفقدان الثقة بقياداته السياسية والأمنية،وتراجع الشعور بالأمن والأمان،بعد معركة "سيف القدس" في أيار من العام الماضي،والتي "هشمت" دولة الإحتلال عسكريا وسياسياً،وأظهرت المكانة والدور الكبيرين لعرب الداخل الفلسطيني- 48- في أي هبة او انتفاضة او مواجهة عسكرية قادمة ،ولذلك سيعمل نتنياهو على توظيف مشاعر الخوف والقلق وفقدان الأمن والأمان الإسرائيلي في الإنتخابات القادمة،بإستخدام شعارات اكثر عنصرية وتطرفا ضد شعبنا الفلسطيني وبالذات،عرب الداخل الفلسطيني - 48- ،ونتنياهو على سبيل المثال استخدم في الإنتخابات للكنيست الإسرائيلي التي جرت في عام 2015 شعار" "سيادة اليمين بخطر، الناخبون العرب يأتون بأعدادٍ كبيرةٍ إلى صناديق الاقتراع".

نتنياهو في الانتخابات القادمة سيستخدم شعارات اكثر عنصرية وتطرفا ضد المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني- 48- ومدينة القدس،وسيعمل على سن قوانين وتشريعات تفرض عليهم عقوبات قاسية،ولذلك سيكون شعاره الإنتخابي القادم العنصري" العرب يستولون على البلاد"،وهو يخاطب في هذه الشعار قوى اليمين المتطرف وخاصة جمهور القوة اليهودية الذي يقوده المتطرفون ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهم من غلاة المتطرفين،وما يخطط له نتنياهو بخصوص شعبنا في الداخل الفلسطيني- 48 – والقدس يتلخص في تجريم من يقوم برفع العلم الفلسطيني وفرض عقوبة السجن عليه لفترة طويلة،وتجريم رفع العلم الفلسطيني والتظاهر أيام الحرب وكذلك تجريم من يدوس على علم دولة الإحتلال،وبما يشمل سحب الجنسية من المتظاهرين،ومن يتورط على حد زعيمه في عمل مقاوم وتنفيذ عمليات ضد دولة الاحتلال، فهذا يعني طرد المتورطين وعائلاتهم الى قطاع غزة او لبنان وسوريا ،مثل العمليتان اللتان نفذهما مواطنون من الداخل الفلسطيني -48 -،عملية أبو القيعان في بئر السبع 23/اذار/2022،وعملية الخضيرة 27/3/2022،والتي نفذها الشابان إبراهيم وايمن اغبارية من مدينة ام الفحم.وأيضاً سيجري استهداف سكان مدينة القدس العرب بمثل تلك العقوبات،وخاصة بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة في جنازتي الشهيدة شيرين أبو عاقلة والشهيد وليد الشريف،والتي شاركت فيها حشود جماهيرية شعبية كبيرة،متحدية ورافضة لقرارات وتعليمات قادة الشرطة الإحتلال،ومتحدية لها في إطار السيادة على المدينة، سواء من حيث تحديد اعداد المشاركين في الجنازتين وعدم رفع الأعلام الفلسطينية ومسارات التشييع للجثمانين،وكذلك عدم ترديد الأغاني والشعارات الوطنية،حيث خرجت الجماهير بالألآف رافعة الأعلام الفلسطينية ومرددة الهتافات والشعارات الوطنية.

يدرك نتنياهو أنّه إذا لم يفز في الانتخابات القادمة ولم يتمكن من تشكيل حكومة، فسيخسر حتى أكثر مؤيديه حماسة في الليكود ولن يحصل على فرصة أخرى لقيادة الحزب. لذلك، لا يحاول نتنياهو إسقاط الحكومة فعليًا، مع استمرار محاكمته في قضايا فساد وفي وسط مفاوضات على صفقة ادعاء محتملة.نتنياهو يدرك بأن مستقبله السياسي على المحك،ولذلك لن يتورع عن استخدام كل الطرق والوسائل التي تمكن من تخليص عنقه من سيف العقوبات التي قد تفرض عليه بسبب القضايا المنظورة ضده أمام القضاء الإسرائيلي،الرشوة وخيانة الأمانة وسوء الإئتمان،وسيسعى لإيجاد مخرج قانوني وقضائي لذلك،وسيوظف كل انصار اليمين والتطرف و" الداعشية" اليهودية، لخدمة تحرره من ربق تلك المحاكمة وفرض عقوبة عليه تقوده للسجن وعدم الترشح وتنهي مستقبله السياسي،وسيكون التحريض على العرب في الداخل الفلسطيني -48- وسكان مدينة القدس مادته الأساسية من أجل إستقطاب أوسع طيف سياسي ومجتمعي وديني ، في حملته الانتخابية القادمة.

تقديراتي بأن الأزمة السياسية العميقة المتصاعدة التي يعيشها النظام السياسي الإسرائيلي،وتعمق حالة الحصار الخارجي من عدة جبهات تشكل تهديدا مباشرا لأمن ووجود ومستقبل دولة الإحتلال، ستدفع ببينت للهروب الى الأمام،واستخدام التصعيد كطوق نجاة لحكومته،أو توظيفها لخدمة مستقبله السياسي في الانتخابات المبكرة الخامسة ،في حال جرى التصويت على حل " الكنيست" الإسرائيلي في المستقبل القريب،وتحديد موعد للإنتخابات المبكرة الخامسة.

Quds.45@gmail.com

وكالة الصحافة الوطنية