نابلس - نبأ - نواف العامر:
أجمع محللون وكتاب على وصف مشاركة فلسطينيي الداخل في الدفاع عن الأقصى والمظاهرات المتضامنة مع القدس وغزة بأنها فشل ذريع لسياسات الأسرلة الطويلة للمجتمع العربي تحت الاحتلال في الوقت الذي عبرت وسائل إعلام الاحتلال عن ذلك بتشبيهات يائسة وقالت إن الأمور زادت تعقيدا وفاق الواقع.
ويرى الكاتب والإعلامي توفيق محمد من أم الفحم في حديث لوكالة نبأ أن المؤسسة الإسرائيلية مست بأقدس مقدسات المسلمين وهو المسجد الأقصى والمدينة المقدسة ، وبالتالي كجزء من الشعب العربي الفلسطيني وليس من المريخ كان حضور العربي في الداخل.
ويصف محمد المساس الإسرائيلي بأنه مساس بالثوابت الوطنية التي تهم حتى المسيحي الفلسطيني ورموزها القومية في الوقت الذي لم يتغيب فلسطيني الداخل عن حماية الاقصى.
وانتقلت المظاهرات للمدن التاريخية في الداخل مثل يافا واللد والرملة وامتدت للبلدات والقرى وقتلت المؤسسة الإسرائيلية فلسطينيا في الرملة وهو من شأنه تصعيد الأوضاع .
على ذات الصعيد يقول الكاتب في الشأن الإسرائيلي المحلل عماد ابو عواد أن المشاركة يمكن تسميتها بالهبة المؤقتة المتعاطفة مع الحالة الفلسطينية .
ويعتقد أبو عواد في حديث خص به وكالة نبأ أن ذلك تعبير عن فشل سياسات الأسرلة التي استهدفت فلسطينيي الداخل وإنتماؤهم لمجتمعهم .
ويضيف : شكلت مشاركتهم صدمة جعلت رئيس كيان الاحتلال يبادر لتهدئة الخواطر بإتصاله برؤوساء الهيئٱت المحلية العربية وأعضاء كنيسيت عرب ويعبر عن صدمته خاصة في مقتل الفلسطيني بالرملة برصاص الاحتلال .
ورغم التقسيمات الإدارية والسياسية بين مكونات الشعب الفلسطيني وتواجده الجغرافي إلا أن المسجد الأقصى يمثل لهم جميعا الخيط الناظم لفسيفساء الفلسطينيين ومضخة كريات دمهم ما إستدعى عدم تأخرهم عن النصرة .يقول الكاتب سري سمور.
ويتابع سمور لوكالة نبأ من مدينة جنين : النضج السياسي لفلسطيني الداخل تزامن مع صحوة ووعي ديني كانت أهم علاماته قوافل الحافلات المجانية ووجبات الطعام والرباط في الاقصى ورفض تدنيسه من قطعان المستوطنين.
ونمى شعور فلسطيني الداخل المحتل وفق سمور وعيا سياسيا متقدما عنوانه أن كيان الاحتلال ليس دولتهم رغم أنهم يحملون هوية إسرائيلية وأنهم هم أهل الأرض وليسوا غرباء أو أقليات محدودة الحضور والتأثير وندافع عن كينونتنا ونواجه سياسات التهميش والاحتقار.
من جهته وفي لغة الإلتحام قال الكاتب والمحلل سري سمور لنبأ أن عرب الداخل إلتحموا بهبة الأقصى من خلال تحشيد القوافل للأقصى والاندماج مع المحتشدين للدفاع عن الحرم وهو ما يمكن اعتباره إلتحام عضوي ومشاركات المظاهرات مع الأقصى وغزة .
ويضيف عرابي : جاء هذا الالتحام ليلتحق بالاحتجاجات في ساحات ام الفحم ويافا ضد سياسات الهدم والتهجير وسياسات رعاية الجريمة وتغذيتها .
ويلتقي عرابي مع أقرانه في تأكيد فشل سياسات الدمج والأسرلة رافقها حالة من التجدد الوطني والكفاحي والنضالي وتجدد للذاكرة الوطنية ببعدها العام .
ويشدد عرابي على أن هذا الفشل مهم على المدى المتوسط والبعيد ما يعني إمكانية دمج الكل الفلسطيني في مشروع تحرري واحد وهو ما يعني إعادة القضية الوطنية لموقعها الصحيح والعودة للدور التاريخي والطبيعي والطليعي بعد إخراج فلسطيني الداخل والشتات من دائرتهم الحقيقية من خلال المنظمة وعبر اتفاقيات التسوية وعبث التفاوض.
وكان الباحت والكاتب سعيد بشارات ترجم نشرات الإعلام الصهيوني الذي وصف حضور فلسطينيي الداخل بأنه حدث استثنائي وغير عادي ،وان هذا الدخول اهل الداخل المحتل على خط المواجهات يعقد الامور على كيان العدو.
ويضيف : اليوم الداخل المحتل- إضافة للقدس غزة، وبعض مدن الضفة، كان مشتعلاً جداً ، فمع انطلاق الصواريخ من غزة، اجتاحت مدن وبلدات الداخل المحتل (عرب 48) موجة من الاحتجاجات والمسيرات الحاشدة والعنيفة، والتي شملت مهاجمة مقرات الشرطة الاسرائيلية وحرق الاعلام الاسرائيلية، ورشق الشرطة بالحجارة.
ويتابع : المواجهات اندلعت في ام الفحم، يافا، حيفا ، كفر مندا ، اللد ، الناصرة.
لكن ما لفت انتباه مراسل إذاعة جيش الاحتلال هو خروج سكان شقيب السلام البدوية في ما وصفه اعلام الاحتلال بمظاهرة عنيفة شملت مهاجمة من أسماهم حرس الحدود.
المراسل قال للإذاعة إن ما يحدث في شقيب السلام البدوية غير عادي ونادر الحدوث، أن يخرج الناس ضد الشرطة، وهم في معظمهم يخدمون في الجيش.