القدس-نبأ-رنيم:
في ظل الأحداث التي من الممكن أن تقود إلى تصعيد ، فقد أجمع مجموعة من المحللين السياسيين المختصين بالشأن الإسرائيلي، حول السيناريوهات المتوقعة أن تحدث يوم الأحد المقبل، اختلفت الآراء حول ما سيحدث من تعصيدٍ أم سيمضي اليوم كباقي الأيام؟
في حديث عصمت منصور خلال ندوة عن السيناريوهات المحتملة ، فإنه استعبد التصعيد قائلاً: "لا توجد مؤشرات، وإن تصريحات المقاومة ليست بحدة العام الماضي الذي كانت ارضيته ساخنة بوجود أحداث حي الشيخ جراح وباب العامود، بالإضافة إلى المبادرة من المقاومة، اليوم هذه العناصر ليست موجودة وبالتالي استبعد أن يشكل الوضع القائم رداً من قطاع غزة"
ورجّح منصور أن التصعيد من الممكن أن يكون في الضفة والقدس إلا أنه لن يجر إلى تصعيد شامل، مقارنة بالإسرائيليين الذين أصبحوا في مرحلة التمادي وهذا ما يشير إلى الخطأ الذي وقعت به فصائل المقاومة الفلسطينية بأنها رفعت سقف الآمال وحولت المسيرة ليوم امتحانٍ لها.
ونوه، إلى أنه بقي يومين لتعديل هذه الصورة؛ لأنه ليس بالضرورة أن يكون الرد فوري وصاروخي، فَـمن الممكن أن يكون الرد بطرقٍ أخرى.
واتفق معتصم صالح مع منصور، قائلاً: " لن تشهد الساحة تصعيداً، وذلك لأن الطرفين يستبعدون المواجهة لا المقاومة في قطاع غزة ولا حتى حكومة الاحتلال، وإن شهدت الساحة مواجهة ليس شرطاً أن يكون رداً صاروخياً ف طرق المواجهة شاملة وغير محدودة".
وعلى ذات السياق، أشار محمد صادق بأن موضوع مسيرة الأعلام مختلف كلياً عن اقتحامات المسجد الأقصى، فإن بينت قادر على قبض معصم يده في الاقتحامات، بينما مسيرة الأعلام تتحدث عن عاصمة الاحتلال وإلغاء المسيرة اعتراف واضح بأن العاصمة ليست لهم، وهذا ما يعطي فرصة للحديث لدى الاحتلال الإسرائيلي بأن العاصمة أصبحت بيد المقاومة.
وأردف صادق، بأن هذا الأمر يعيد التاريخ لعام 1980 عندما أقر الكنيست الإسرائيلي بأن (القدس عاصمة إسرائيل) وإن التغيير في هذا القانون يصنف بِـ " الخيانة"، وبالتالي بالعودة لليوم إن لم تسير مسيرة الأعلام فإنه يتعتبر تنازل كبير إذا غيّر المسار، فكيف إذا أُلغيت؟
ووصف إلغام مسيرة الأعلام بِـ " حمام من الدم" وإذا خيّر الاحتلال بالإلغاء أو الدخول في حرب مع المقاومة فهو سيختار الحرب، وبالتالي الأحد مقبل على تصعيد للخروج من المآزق التي تقع على عاتق الطرفين، المقاومة في تحذيرها المستمر بالرد، وحكومة الاحتلال على الحافة بين الإلغاء وسقوطها وبين الاستمرار والتصعيد مع المقاومة.
ومن جهته، تساءل عزام عزام بأن هل المقاومة ستتنازل عن قيادة الشعب الفلسطيني؟ بالتحديد أنه وبعد سيف القدس ارتفعت أسهم المقاومة بشكلٍ كبير على منافسيها السياسيين، بالإضافة إلى أن المقاومة لديها محلليين ومقدّرين للمواقف، وهذا ما يصّب بمعرفة التصعيد إن حدث.
أردف عزام، إن حدث التصعيد وواجهنا حرب، فإن المقاومة بتقدريها جاهزة وستكون عامل مربح في الضفة الغربية والدخل المحتل، إذ أن حكومة الاحتلال تعيش حالة توتر، وبالتالي حرب مقل هذه ستكشل عامل تفجير والمقامة بحاجة إلى اشعال انتفاضة في الضفة الغربية.
إلا أن عليان هندي، اعتقد بأنه ما لم تحدث تطورات خارجة عن السياق الذي حددته شرطة الاحتلال فإن المسيرة ستقام كما جرت عليه العادة منذ أن بدأت قبل عشرات السنوات وسوف تمارس فيها شتى أنواع الشتاءم والشعارات المعادية الفلسطينين والعرب.
كذلك اعتقد هندي أن الفلسطينيين من القدس ومن داخل فلسطين المحتلة سيحاولون التصدي لهذه المسيرة لذلك نشرت شرطة الاحتلال أكثر من 3 آلاف شرطي إضافة إلى الموجود للفصل بين الجانبين وقمع الفلسطينيين بسرعة والحفاظ على مسار المسيرة، بحيث لا يتم استفزاز الكثير من الدول مثل الأردن وتركيا التي ترغب بتبادل السفراء بينهما.
واسترسل الحديث، حول موقف الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس،" أنها تخشى التصعيد؛ لأن القطاع أصبح منهكاً ويعاني من أزمات خانقة، إلا أن هناك مخاوف من قيام حركة الجهاد الإسلامي بقصف مدن الاحتلال ببعض الصواريخ في حال حدث أمر لا يمكن توقعه خلال المسيرة.
وأشار، بأن إسرائيل تريد أن تقام المسيرة؛ لاعتبارات متعددة منها ما هو داخلي مثل تثبيت ما يسمى سيادتها على القدس الشرقية، وعدم ترك الساحة اليمينية في اسرائيل لصالح الليكود.
وأكمل الحديث أحمد جرار، قائلاً: " توقعاتي أن الاحتلال سيعدل مسار المسيرة في آخر لحظة تحت أي مبرر، ويمنعها من المرور من باب العامود ويقلل من الأعداد بحجج مختلفة وإلا سيكون هناك رد من غزة، لأن جميع الفصائل في غزة تعهدت بالرد وسيكون لها مؤتمر مشترك الليلة لتحذر الاحتلال، وغدا الجمعة سيكون هناك رسائل من قيادة القسام عبر قناة الجزيرة في برنامج "ما خفي أعظم" .
وعلى نفس الصعيد، قال نواف العامر بأن العسكر صحيح أن محمد الضيف على رأسهم، ولكن؛ من يقود العكسري هو سياسي حتى لا يذهب في قطاره نحو الهاوية، على عكس الاحتلال فإن من يقوده كبار ضباط الجيش إذ أن الحكومة تقف خلف رؤية ضباط الجيش، بدليل أن من أخذ قرار اجتياح جنين واغتيال شيرين أبو عاقلة وداود الزبيدي هم ضبّاط الجيش وتخندقت الحكومة خلف رواية الجيش، وبالتالي فإن الحكومة ضعيفة، والضعيف يسعى بالذهاب نحو الحرب، لأن الحرب توحد المجتمع الإسرائيلي.
وتابع عامر، التصعيد والحرب في إسرائيلي هو للوصول إلى سياسات، وبالتالي يبقى السؤال إن قادت مسيرة الأعلام طريقها ف هل غزة جاهزة للمواجهة؟ وهذا ما يجعلنا نسأل ونجيب في ذات الوقت بأن غزة نعم جاهزة وتملك كامل الاستعدادات، إلا أنه لا أحد يدري إلى أين ستذهب الأمور.
واستطرد بحالة وصفية، بأنه من الممكن أن تجري الأمور كما في "سيارة الجمعية" المسلسل اللبناني الذي كان يبث في منتصف السبعينيات في مقدمته الأغنية التي تقول " سيارة الجمعية في الطلعة زقوا يا شباب وفي النزلة حطوا حجارة"، وبالتالي الحدث القادم لا أحد يعلم أين سينفجر في حوارة أو جنين مدن الضفة، أو في الأقصى إلا أن ما يجب معرفته أن الأمور أقرب إلى الزلزال.
ومن الجدير ذكره، سنويا ينظم نشطاء يهود ومستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس في 29 مايو/ أيار لإحياء يوم "توحيد القدس"، وهو ذكرى ضم إسرائيل الجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967، وتنطلق المسيرة من القدس الغربية بعد التقسيم، بمشاركة آلاف المستوطنين، ومن المقرر أن تمر عبر منطقة باب العامود في القدس المحتلة.