نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بيتٌ تحت الركام.. وهمم عالية تصرّ على الثبات في القدس

الرجبي

القدس - نبأ - إسلام عمارنة

منذ خمسة عشر يوما، يعيش ثلاثون فرداً من عائلة الرجبي بلا مأوى، العائلة كانت تسكن مبنىً مكوّنًا من طابقين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وفي لمح البصر حوّلته آليات الاحتلال إلى ركام، واليوم تفترش العائلة أرض القدس وتلتحف سماءها دون مأوى يأويها.

في مقابلة خاصة مع فارس الرجبي ابن العائلة قال: "احنا عايشين داخل "زينكو" في جزء من البيت المهدوم، نعاني من الحرارة العالية.. لا نستطيع النوم بسببها.. لدي خمسة أطفال لا أعلم كيف أهتم بهم في هذه الأجواء".

أما جمالات الرجبي أم فارس قالت إن العائلة لديها أحد عشر طفلاً أكبرهم 11 سنة وأصغرهم 4 شهور، "نعاني كثيراً، الوضع صعب، أغراضنا كلها مبعثرة، هدموا المنزل فوق غرف النوم، لا يوجد لدينا حالياً لا ستائر ولا غسالة ولا ثلاجة ولا شي، كله ذهب تحت الردم، انتشلنا ملابسنا من تحت الركام، وفرشات للنوم عليها، بالرغم من حالتها المزرية".

وأكملت جمالات: "نعاني من الكلاب والقطط وركام البيت المهدوم المليء بالكثير من الأوساخ، وننتظر إزالته خلال هذا الأسبوع من قبل أناس تطوعوا لإزالته.. احنا شبه عايشين في الشارع".

وأوضح فارس والأسى في عينيه "أنا بنام تحت الزينكو.. حمّ كثير، فرفطت روحي مش قادر أتنفس، بنضل قاعدين برة بالشمس ما بنقدر ندخل جوا".

ورغم المعاناة التي تعاني منها العائلة، إلا أنها تؤكد على الصمود في القدس، "باقون في أرضنا، ولا يمكن أن نغادرها مهما كان الثمن".

ونوه فارس الى أنهم ممنوعين من ترميم الزينكو أو البناء عليه بحجة عدم وجود ترخيص، "احنا ما بنقدر نطلع من البيت لأنه بيتنا والأرض أرضنا، واذا الواحد بده يستأجر بيت أقل شيء يحتاج ثلاثة الى أربعة آلاف شيكل".

وأضافت جمالات على كلام ابنها: "لا بيوت تقريبا للسكن في القدس لأنها تحتاج تراخيص من الاحتلال، ولا يقدر الكثير من الناس على دفع الأجار الباهظ ولا على البناء، "احنا هون برغم الصعوبات وبرغم الألم احنا ضايلين عايشين بهاي الأرض، كلشي بأجره وثوابه".

وأكدت على استعداد العائلة لثمن الرباط في القدس،  "احنا قاعدين هون ومش رح نتركها لأي سبب من الأسباب، لأنه احنا عشنا فيها وكل ذكرياتنا فيها، الحمدلله نفسيتنا ممتازة ولا مأثر فينا إشي.. بس الدمار اللي جنبي".

ولفتت إلى ضرورة الثبات في أرض الرباط، "بدنا نصبر وبدنا نعرف ندبر أمورنا، لأنه احنا هون ببيت المقدس ومش تاركينها، واحنا بنعرف إنه هدمولنا هون لأنه احنا بأرض رباط فيها تضحية.. العيشة فيها مش سهلة، صح دمروا بيتنا بس ما بقدروا على تدمير معنوياتنا ولا نفسيتنا".

وختمت بقولها: "نحن ننتظر الفرج من الله فقط، ولا نطلب العون من أحد".

ثلاثون فرداً مشرداً، وغيرهم الكثير من العائلات المقدسية التي هدم الاحتلال منازلها، يعانون الكثير نتيجة إجراءات الاحتلال، لكن صمودهم وعزيمتهم لن يتمكن الاحتلال منها مهما كان.

وكالة الصحافة الوطنية