رام الله - نبأ - رنيم علوي
شطبت الولايات المتحددة الأمريكية 5 منظمات متطرفة من قائمتها للمنظمات الإرهابية وفي مقدمتها حركة "كهانا حي" اليهودية المتطرفة، على الرغم من الانتقادات والتحذيرات الكبيرة من خطورة هذه الخطوة وتنكرها لتاريخ من الجرائم بحق الفلسطينيين.
ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة خطورتها تكمن بالفائدة الأمريكية التي تسعى للحفاظ على قاعدتها الأمنية والسياسية.
وفي هذا الخصوص، وصف السياسي صلاح خواجا الشطب الأمريكي "بالوقاحة"، وقال لِوكالة "نبأ" إن شطب إحدى المنظمات الإرهابية التي قامت بارتكاب مجازر سواء في الحرم الإبراهيمي في الخليل أو في عدد من مناطق الضفة الفلسطينية وقاحة أمريكية".
وأضاف خواجا: "بحسب القوانين الإسرائيلية فإنه تم حجب الثقة عن تلك منظمة "كهانا حي" ومنعها من المشاركة في الكنيست، وبالتالي هناك مطالبة من بعض الجهات اليمينية المتطرفة لاستعادتها، وذلك من خلال أن تكون الولايات المتحدة هي من تقدم على ذلك، برفع اسمها من قائمة الإرهاب".
وأشار إلى أنه "في اللحظة التي تُمنع منظمة التحرير من فتح مقرات دائمة لها والاعتراف بها، يأتي هذا الشطب، على رغم احتضان الولايات المتحدة المفاوضات بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي".
وأكد أن واشنطن تتبع سياسة "الكيل بمكياليين مما يعبر عن مدى وقاحة الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع تنظيم عمليات الارهاب وتجنيد كامل الإمكانيات لاحتضانها السياسي، من خلال مؤسسات يهودية وإن أكثر من 4000 مؤسسة تعمل في الأمريكيتين لدعم المجموعات الصهيونية في مناطق الضفة الفلسطينية".
وبدوره، قال المختص السياسي أنس أبو عرقوب لِـوكالة " نبأ" إن شطب منظمة " كهانا حي" من قائمة المنظمات الإرهابية يجري بحجة أنها لم تعد قائمة، إلا أنها في الواقع انتقلت من صورة إلى صورة أخرى، فمعظم قيادات هذا التنظيم الإرهابي الآن وصلوا في " إسرائيل" إلى بؤر التأثير.
وأشار أبو عرقوب، إلى واجهة التأثير والتنظيم السياسي بن غفير أحد عناصر منظمة "كهانا حي" يقوم على ممارسة هجمات عنصرية ضد الفلسطيني في الداخل والقدس، وغيره من الذين انتقلوا من العمل تحت مسمى المنظمة إلى إدارة نشاطات تؤهل تنظيم جباية الثمن الإرهابي لتنفيذ هجماتهم.
ومن جهته، قال مسؤول الهيئة المقدسية لشؤون التهويد ناصر الهدمي لِـوكالة " نبأ" إن دلّ فإنه يدل على مدى التغلغل اللوبي الصهويني وتأثيره على المستوى الأخلاقي والقانوني حتى في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأردف الهدمي، شطب منظمة متطرفة مثل "كهانا حي" معروف عنها أفكارها الإرهابية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني خاصة، والشعوب الأخرى عامة، وبالتالي هذا يعبر عن مدى سيطرة اللوبي الصهيوني على المجتمع الأمريكي وبالتحديد على متخذي القرار.
ومن الجدير ذكره، أن منظمة "كاهانا حي" تعد تنظيماً صغيراً نسبيّاً، أنشئت بعد قتل الحاخام مائير كاهانا في نيويورك، ويتولى رئاستها نجل كاهانا (بنيامين)؛ وقد أنشأها بعد انشقاقه على حركة "كاخ"، وإن كان يقوم بنفس النشاطات الإرهابية العلنية والسرية، ورفض الانصياع إلى توجيهات زعمائها؛ ويساعده بصورة رئيسية دافيد أكسلرود، وهو يهودي متعصب ولد في أمريكا، ثم هاجر إلى فلسطين المحتلة عام 1980؛ ويعد من غلاة المتعصبين الداعين لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم في موقعه.
وتنشط جماعة "كاهانا حي" لتحقيق الأفكار العنصرية لكاهانا الأب، وتواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين وعلى أملاكهم، وتهدد علناً بالاقتصاص منهم وإبادتهم، ويقع مركزها في مغتصبة "كفار تبواح" في جنوب نابلس.
وقد حظرت حكومة الاحتلال الصهيوني إثر مذبحة الخليل نشاط التنظيمين (كاخ وكاهانا حي).