نبأ - القدس:
أكد عدد من قناصل دول أوروبية على أن ما يجري في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى في مدينة القدس من إخلاء عدد من العائلات الفلسطينية "يثير القلق الشديد، وهي أعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوتر على الأرض".
ودعوا في بيان صدر عنهم عقب زيارتهم لحي الشيخ جراح، صباح اليوم الثلاثاء، للتعرف على أوضاع الأسر الفلسطينية المهددة بالإخلاء، السلطات الإسرائيلية إلى التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوتر الحالي في القدس، وتجنب أعمال التحريض حول المسجد الأقصى واحترام الوضع الراهن.
واستمع القناصل الى شرح تفصيلي من الأهالي في الحي عن اجراءات الاحتلال لتهويده، والتنكيل والاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال.
وأكد الأهالي حقهم في البقاء في منازلهم، وعدم الرضوخ لجرائم الاحتلال التي ترتكب بحقهم وترتقي لجرائم الحرب، مشددين على أنهم لن يعترفوا بأي قرار يقضي بإخلائهم من منازلهم.
ميدانياً، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها العاملة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تعاملت مع 714 إصابة، من بينها 520 إصابة في القدس المحتلة.
وكانت مواجهات عنيفة في عدة محافظات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، الذي استخدم ضد المواطنين الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوردت مصادر محلية إصابة عدد من المواطنين، بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة تقوع شرق بيت لحم.
وأفاد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح، بأن مواجهات اندلعت في الحي الغربي من البلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز والصوت، باتجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق .
وأضاف أن قوات الاحتلال داهمت عدة منازل في حي العمور، وأغلقت المدخلين الشمالي والغربي للبلدة بالبوابات الحديدية .
وأوردت صحيفة معاريف العبرية أن حوالي 40 حريقا اندلع الليلة الماضية في عدة مناطق بالضفة الغربية، نتيجة إلقاء الزجاجات الحارقة وإشعال إطارات السيارات، ضمن التظاهرات التضامنية مع القدس.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية اعتقال 31 من فلسطينيي الداخل، من مناطق السبع ورهط وشجيب السلام جنوب فلسطين المحتلة، بزعم الإخلال بالنظام وإلقاء الحجارة على الشرطة.
إلى ذلك فقد أدى آلاف المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، صلاة الفجر في باحاته بعد انسحاب قوات الاحتلال منه وإخلائه بالكامل أمام صمود المصلّين وثباتهم والهبّات الشعبية في مختلف محافظات الوطن نصرة ودعمًا للمقدسيين في وجه الاقتحامات والمستوطنين.
ودخل عشرات المصلين قبيل اذان فجر الثلاثاء إلى المسجد الاقصى عبر باب حطة، مكبرين ومهللين عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من ساحات المسجد بعد أن جددت اقتحامه وحاصرت أكثر من 2000 معتكف داخل المصلى القبلي بالمسجد الأقصى المبارك، وسط مناشدات من المحاصرين لأهالي القدس للنفير إليهم لفك حصارهم.
وانسحبت قوات الاحتلال بعد وقت قصير من تهديد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، برد قوي في حال لم ينسحب الاحتلال من الأقصى ويفك حصار المعتكفين داخل مصلياته، وذلك تحت ضربات المقاومة التي استهدفت صواريخها عمق الكيان الإسرائيلي، وأمام الصمود الذي أبداه أهالي القدس الذين حوصروا لساعات طويلة في المصلى القبلي على وقع القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع.
وتزامن ذلك، مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي ارتقى فيه 22 شهيدًا بينهم 9 أطفال وأصيب نحو 106 مواطنين معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن استشهاد مواطن في مدينة اللد برصاص أحد المستوطنين خلال تظاهرات منددة باعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى.
وكثفت فصائل المقاومة الفلسطينية، قصفها على البلدات المحاذية لقطاع غزة ردًا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة وانتهاكاته المستمرة، وذلك بعد ساعات من إطلاق رشقة من الصواريخ على مدينة القدس المحتلة لإجبار الاحتلال على الانسحاب من المسجد الأقصى ومنع مستوطنيه من اقتحامه في مسيرات "احتلال القدس".وتجدر الإشارة، إلى أن الأحداث تصاعدت مع إصرار الاحتلال على تهجير أهالي حي الشيخ جراح واعتداءات مستوطنيه على المصلين في المسجد الأقصى المبارك منذ بداية شهر رمضان.
وتوعّدت المقاومة الاحتلال برسالة من رئيس أركان كتائب القسام محمد الضيف بعنوان "التحذير الأخير" وهو ما لم يعيه الاحتلال إلا بعد إطلاق الناطق باسم القسام أبوعبيدة تحذير "الساعة السادسة" والذي أمهلت فيه المقاومة الاحتلال حتى الساعة السادسة مساء يوم الـ28 من رمضان لسحب مستوطنيه من محيط المسجد الأقصى.
وعليه أطلقت المقاومة رشقات صاروخية أجبرت المستوطنين على الفرار والانسحاب بعيدا عن المسجد؛ لتلغي بذلك مسيراتها الاستفزازية.