نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"فشل في تطبيق ذلك على الأقصى"

المسجد الإبراهيمي .. التهويد "عينك عينك" والمستوطنون يسرحون ويمرحون!

الخليل – خاصّ نبأ:

خلال الآونة الأخيرة، تضاعفت الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بشكلٍ كبير، تزامناً والاستهداف المباشر للمسجد الأقصى المبارك، وكأن الاحتلال يريد للمسجد ما أرداه للحرم الإبراهيم في أعقاب المجزرة التي ارتكبها الإرهابي باروخ جولدشتاين.

وتتجاوز سلطات الاحتلال كل الخطوط الحمراء في المسجد، آخرها كان في ما يُسمى بـ"عيد الاستقلال" المزعوم، حيث تم رفع الاعلام الإسرائيلية على سطح الحرم وجدرانه، إضافة لإضاءة الحرم مساءً بالأعلام اليهودية، وإطلاق الألعاب النارية من فوق سطح الحرم، وأيضاً المسيرات الحاشدة التي نظمت في محيط الحرم .

ورداً على تصاعد الانتهاكات بحق الحرم، أكدّ غسان الرجبي، مدير الحرم الإبراهيمي في حديثٍ لــ"نبأ" على أهمية التواجد الفلسطيني في المسجد الإبراهيمي، لتوصيل رسائل للاحتلال الاسرائيلي أنّ هذا المكان هو مكان إسلامي مقدس، لا يقبل القسمة على اثنين، كما لا يحق لأحد أن يُشارك المسلمين فيه.

وقال في شهر رمضان تكون الاعداد كبيرة من المصلين في الحرم، لكنّها بعد الشهر الفضيل تقلّ، لذا لا بد من تكثيف التواجد في البلدة القديمة بالخليل وكذلك في الحرم الإبراهيمي .

وأشار يمنع الآذان بشكلٍ متواصل في الحرم الإبراهيمي، وقد رصدت وزارة الأوقاف في شهر نيسان / أبريل الماضي، منع سلطات الاحتلال رفع الآذان في الحرم 52 وقتاً.

واستطاع الاحتلال عزل البلدة القديمة والحرم الابراهيمي، عبر الحواجز والبوابات الإلكترونية، وهو ما حاول الاحتلال فرضه في المسجد الأقصى المبارك، لكنّه فشل في ذلك، بفضل رباط المصلين والمعتكفين.

وتفرض سلطات الاحتلال التقسيم الزماني والمكاني في الحرم الإبراهيم الشريف، حيث يُغلق عشرة أيام بكامل أروقته وساحاته، بوجه المسلمين، ويُفتح أمام المستوطنين.

من جانبه، يرى الناشط في تجمع شباب ضد الإستيطان مراد دويك لـ"نبأ"، ان الحرم يتعرض لهجمة غير مسبوقة، من عمليات التهويد، وتغيير المعالم في الحرم.

ويشير " دويك " إلى قيام الاحتلال بعمل مصعد إلكتروني في الحرم، وهو أمر مخالف للقانون الدولي، على اعتبار ان الحرم مسجل على قائمة التراث العالمي في منظمة "اليونسكو"، ويمنع القانون تغيير أي معلم أثري، وهو ما لا تلقي له سلطات الاحتلال بالاً .

بالتزامن مع ذلك، يوضح الناشط أنّ الاحتلال يعرقل عمليات الإعمار في الحرم الإبراهيمي، ويمنع إدخال المواد والعمال إليه.

ولا يقتصر الاستهداف للحرم الإبراهيمي الشريف، إنما للبلدة القديمة في الخليل عموماً، حيث أعلن الاحتلال عن إقامة مستوطنة في منطقة الحسبة القديمة، إضافة الى نشر حواجز ذكية، يضيق بها الخناق على الأهالي .

ويضيف "دويك" أن على المواطن الفلسطيني مسؤولية كبيرة في حماية الحرم والبلدة القديمة، من خلال التوافد باستمرار إليهما، كما أنّ السكان الذين يقطنون البلدة ومحيط الحرم يتحملون عبئاً كبيراً ويصمدون في منازلهم رغم كل المضايقات والتهديدات التي تلاحقهم من المستوطنين وقوات الاحتلال.

من ناحيته، يقول المواطن جمال الجعبة في سؤال "نبأ" عن ما يحدث في الحرم: "للأسف طبق الاحتلال التقسيم الزماني والمكان في المسجد الإبراهيمي، مستغلا الجريمة التي ارتكبها جولدشتاين ولجنة شمغار التي أعقبت المجزرة والتي كان من أهم توصياتها تقسيم المسجد، هذا عن إغلاقه بشكل كامل مرات عديدة بحجة الاعياد اليهودية وغيرها".

وأضاف:" للأسف أكثر لا يوجد قرار لا رسمي ولا فصائلي يسعى لوقف ما يحصل وإجبار الاحتلال على فتحه بشكل كامل وتخفيف القيود التي تطبق على كل زواره".

فيما يرى محمد النتشة وهو من سكان البلدة القديمة في الخليل أن اجراءات الاحتلال نحو تهويد الحرم تزيد يوما بعد اخر، في ظل تجاهل حكومي تام، بل بالعكس فإن سياسة السلطة الفلسطينية تجاه الخليل والحرم الابراهيمي تساعد الاحتلال على تنفيذ مخططاته في تهويد الحرم . حسب قوله

وتابع: في الوقت ذاته فان المواطن الفلسطيني غارق في اموره الحياتية اليومية والتي اصبحت شغله الشاغل وبالتالي فان تهويد الحرم غدا امرا عاديا بالنسبة له، سيأتي اليوم الذي يمنع فيه المسلمون من دخول الحرم وللأبد ". كما قال

وكالة الصحافة الوطنية