نبأ-نابلس-شوق منصور:
تعالت أصوات إعلاميين من قناة الجزيرة القطرية، بعد حادثة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة القناة، مطالبين بوقف استضافة مسؤولين وشخصيات "إسرائيلية" على شاشتها.
و طالبت مذيعة قناة "الجزيرة" خديجة بن قنة في صفحتها بـ"مقاطعة الضيوف الإسرائيليين على الشاشة، ومحاكمة المجرمين مطلب أساسي".
وشارك المذيع البارز في القناة أحمد منصور تغريدة زميلته بن قنة، وعلق قائلاً: "أضم صوتي لصوت الزميلة خديجة بن قنة، وأطالب الجزيرة بوقف استضافة القتلة الإسرائيليين على شاشتها أو من يمثلهم".
وأضاف: "لقد شاهدناهم يقتلون شيرين أبو عاقلة بدم بارد، واغتيال متعمد لواحدة من أهم الشهود على جرائمهم طيلة أكثر ما يقرب من ثلاثة عقود".
من جانبه علق دكتور العلوم السياسية إياد أبو زنيط قائلاً: اعتقد أن استضافة الصحفيين والمحللين الإسرائيليين على الشاشة يعطي فرصة لأن يعبر الاحتلال عن رأي مبرمج وليس رأي آخر، فالاحتلال يروج عن فكرته من خلال الظهور على قناة الجزيرة وهذا يشكل للفلسطينيين إشكالية.
وتابع أبو زنيط في تصريح له مع نبأ: "الاحتلال يمتلك خطة واضحة و مبرمجة ضمن خططه الإعلامية، وبالتالي يروجها من خلال منابر عربية، ومن خلال هذه المنابر العربية يمكن الاعتياد على ظهور هذا العدو على شاشات التلفزة، وهذا يكسر الحاجز النمطي باعتبار هذا الاحتلال عدو، وظهوره فيه إشكالية دون وفاة شيرين أبو عاقلة".
وأوضح أبو زنيط: أن استضافة الإسرائيليين هو نوع من التطبيع وليس حرية الصحافة، فحرية الصحافة تختلف كلياً عن استضافة الصحفيين والمحللين "الإسرائيليين" على الشاشة، فقضية أن يعتلي الإسرائيل منبراً عربياً لترويج رأيه وروايته وهو محتل أصلاً، يُشكّل نوعا ًمن التطبيع.
وأشار أبو زنيط إلى أنه أيضاَ من ناحية أكاديمية لا يجوز استضافتهم، لأنه لدينا حتى مقاطعة أكاديمية، وبالتالي استضافة شخصيات "إسرائيلية" فيها إشكالية.
ويعتقد أبو زنيط أن المطالبات تضغط لوقف الاستضافات في الفترة الحالية، ولكن لا يعتقد أن يكون التوقف دائم، لأن هناك موقفا متخذا ضمن سياسيات باستضافة الصحفيين والمحللين الإسرائيليين.
من جانبه علق الدكتور الإعلام في جامعة النجاح الوطنية فريد أبو ضهير: أن الإعلام لا يعمل في بيئة مجردة بعيداً عن التجاذبات السياسية والحرب النفسية، والدعاية الإعلامية، بل يخضع أحيانا، كما هو الواقع الفلسطيني، لمعركة شرسة مع احتلال شرس.
وأوضح أبو ضهير في حديث مع نبأ: أن قضية استضافة الرأي والرأي الآخر تختلف هنا أمام استهداف الاحتلال الإسرائيلي للوجود الفلسطيني والعربي والإسلامي من قبل هذا الاحتلال، ولذلك المسالة ليست عادلة.
وتابع أبو ضهير حديثه: عندما نعطي مجالاً للخصم ان يتحدث عبر شاشاتنا فنحن نعطيه مساحة كي يؤثر على المشاهد والمواطن العربي، وبالتالي في هذه الحالة نحن نخسر ونعطيه مزيدا من المكاسب للتأثير على المواطن.
وأشار إلى أنه في المقابل إلى أي درجة يستضيف الإعلام الإسرائيلي شخصيات فلسطينية وعربية أو شخصيات من المقاومة، وتساءل لماذا نعطيه هذه المساحة، وهو لا يعطينا هذه المساحة.
وأضاف اليوم الإعلام يعيش حرب طاحنة تخوضها دول محاور وتحالفات، ولذا اعتقد التزاماً بالقضية الفلسطينية وأهدافه والتزاماً بالشهادة و الأسرى وحقوقهم والوفاء لهم، لا يجوز أن تظهر شخصيات من الاحتلال على الشاشات العربية، وهذا أقل ما نستطيع فعله، لما حصل مع الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وبحسب أبو ضهير فإن الجزيرة بين موقفين صعبين، الموقف الأول هو مطالبة الموظفين والجمهور وحتى الشعب في عدم استضافة شخصيات من الاحتلال شخصيات تبث السموم عبر هذه الفضائية الرائدة في الوطن العربي وبين خيار ثاني هو محاولة إثبات حضوره ووجوده العالمي، واحترام الوسائل الاعلامية الاخرى وبخاصة الوسائل الغربية وليست الوسائل بل الانظمة حكومات غربية التي يتم استرضاه من خلال استضافة شخصيات إسرائيلية.
وختم حديثه: الكل يدرك أن استضافة شخصيات إسرائيلية على قناة الجزيرة هدفه واضح، وأن الجزيرة تعسى لإثبات توازنها رغم انحيازها للحق العربي، ولكن تقول نحن أيضا نستضيف الرأي والرأي الآخر وهذا الالتزام يرفع من رصيدها وحضورها على الساحة الدولية.