نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

عذّبوه حتّى أغمي عليه بين أيديهم

الطفل العازِف آثال العزة يروي وحشية اعتقاله من قبل الاحتلال

بيت لحم – خاصّ نبأ:

أفرجت سلطات الإحتلال الاسرائيلي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عن الأسير الطفل آثال العزة (14 عاماً) من مخيم عايدة شمال بيت لحم بعد أسبوعين من الاعتقال.

وتصدّرت قضية اعتقال الطفل آثال حديث النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ونظموا حملات تضامنية معه، للمطالبة بالافراج عنه من سجون الاحتلال.

والطفل آثال العزة، عضو في مركز شباب عايدة، وموسيقي يعزف على آلة الكمان، وعضو نشط في مشروع "المواطن الشاب".

وروى الطفل "العزة" لحظات اعتقاله الأولى، وقال لــ"نبأ" إنّ جنود الاحتلال اعتدوا عليه بوحشية عند اعتقالهم له، وأدّى ذلك لتعرضه للإغماء بين أيديهم، مشيرا إلى أنهم شتموه خلال ذلك بألفاظ نابية.

وقال إنه احتجز في زنازين قذرة، وعاش خلال فترة اعتقاله على مدار أسبوعين أصناف العذاب.

ورغم انّه طفل لم يتجاوز الـ15 من عمره، قال "آثال" إن اعتقاله لا يُذكر أمام الأسرى الذين يمضون عشرات السنين في سجون الاحتلال.

وقال "آثال" إن ما رآه من عنف المحققين معه، في سجون الاحتلال، لن يثنيه عن تطلعاته، وسيعود ليكمل موهبته في العزف على الكمان .

ونظمت الثلاثاء، وقفة أمام معتقل "عوفر" غرب رام الله اليوم للمطالبة بالإفراج عن الطفل آثال، شارك فيها أطفال واصدقاء آثال، وأحضروا معهم آلات العزف الموسيقية التي كانوا يشاركون صديقهم العزف عليها في مركز شباب عايدة.

من جانبه، قال والد الطفل "آثال" إن ابنه كان ذاهباً إلى بيت جدته التي تعيش في مخيم العزة ببيت لحم، لدعوتها مع عمته إلى طعام الإفطار، وفي الطريق تفاجأ عند أحد مداخل المخيم بقوة عسكرية وهم يمسكون به ويختطفونه.

وروى والد "آثال" أن عناصر الاحتلال سحلوا ابنه لمسافة حوالي 300 م حتى وصلوا به إلى الحاجز العسكري شمال المدينة ما يعرف بـ"قبر راحيل"، دون أن يتوقفوا عن ضربه وإهانته، ثم نقلوه عبر دورية عسكرية إلى مركز غوش عصيون الاستيطاني جنوب بيت لحم للتحقيق معه.

وقال إنه رأى آثار الكدمات على وجه وجسد ورقبة ابنه في محكمة عوفر، بعد اعتقاله بثلاثة أيام.

وكشف والد "آثال" أن أحد المحققين اتصل به وقال له ان ابنه موقوف لدى سلطات الاحتلال وفيما إذا كان يريد توكيل محام له.

وتابع أن المحامي الذي أوصى به المحقق اتصل بابنه وأعطاه استشارة قانونية وهو أمر يخالف الأعراف الإنسانية فالطفل -كما يقول- كان في حالة نفسية سيئة ولا يمكنه استيعاب ما يقال/ وكان بأمس الحاجة للشعور بالأمان وليس تقديم استشارة قانونية. 

وأكد  الوالد أن "آثال" عرض على 3 محاكم إلى جانب التحقيق مع أمه التي طلبوها بعد أسبوع من اعتقاله ورفض القضاة في البداية إخلاء سبيل ابنه بالكفالة أو الغرامة حتى يكتمل الملف التحقيقي.

ولفت إلى أن ابنه موهوب تعلم العزف على آلة الكمان قبل أن يكمل السنوات الخمس من عمره، واعتقل دون أن يكون مشاركاً في أي فعالية وطنية أو حالة تصدِ لقوات الاحتلال بل تصادف وجوده مع وجود قوات جيش الاحتلال على كل طفل فلسطيني وربما استفزتهم فلسطينيته أو ابتسامته.

وكشف أن رأى "آثال" في محكمة عوفر وكانت يداه وقدماه مقيدتين بالسلاسل ولكن معنوياته كانت عالية.

وقال إن قوات الاحتلال انتهكت حقوق ابنه في الحياة والتعبير عن رأيه وفي أن يكون مغنياً موسيقياً أو طبيباً كما كان يحلم ليتم وصمه بـ "الإرهابي المنتظر" رغم أن الفلسطينيين ليسوا إرهابيين بل يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلاً.

وكالة الصحافة الوطنية