بيت لحم – خاصّ نبأ:
لا تزال أزمة جامعة بيت لحم ترواح مكانها، في ظلّ استمرار اضراب الطلبة عن الدراسة منذ أكثر من أسبوعين وتجميد الجامعة عمل مجلس اتحاد الطلبة.
وأعلنت الجامعة اليوم، عن تحويل الدراسة افتراضيًا "أونلاين" ابتداء من يوم غد الأربعاء، مؤكدة انّها ستطبق القوانين الأكاديمية في الحضور والغياب.
وقالت إنّ استمرار منع الطلاب من الدخول للحرم الجامعي من قبل مجموعة من الطلبة، هو تقويض وتعطيل للعملية التعليمية، وضياع وهدر للوقت، وانتهاك لحق الطلاب في التعليم وقتل للديموقراطية.
وأضافت أنّ قرار الجامعة وإجراءاتها التربوية هو حق للجامعة، ولن تتهاون الجامعة في حال تم انتهاك قوانينها، والتعدي عليها، وبالأخص إذا تم ذلك بشكل متكرر كما حدث مؤخراً، مثل الاهانات، والدخول عنوة للجامعة بالرغم من عطلة عيد الفصح، وتخريب للممتلكات.
ولفتت إلى أنّ جميع مكونات الجامعة وبكامل طواقمها ترفض ما حدث وتوافق على التوجه التربوي.
واعتبرت أن الخروج بجملة أفكار أو مطالب من قبل المجلس، يعني التعنت بعدم حل الأزمة وعدم قبول أخطاءهم.
وبدأت الأزمة في أعقاب اتخاذ ادارة الجامعة قراراً "انضباطياً" بفصل طالب هو ممثل كتلة القطب الطلابي في الجامعة، لارتكابه –كما تقول الجامعة- عدّة مخالفات، كان من أبرزها رفض تنفيذ أوامر منسقة النشاطات الطلابية في الجامعة، والتنازع معها على أغراض موجودة في مسرح الجامعة.
واعترضت الكتل الطلابية على قرار الإجراء الانضباطي بحق زميلهم، لكنّ موقف الجامعة كان واضحاً بأنّ أي إجراء يُتخذ بحق أي طالب يجب تنفيذه.
وترافقت التطورات الأخيرة مع انتخابات مجلس اتحاد طلبة جامعة بيت لحم، والتي فازت فيها كتلة القطب الطلابي – ممثلة الجبهة الشعبية- على حركة الشبيبة الفتحاوية، لأوّل مرة منذ سنوات .
وتدخلت لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم، لاحتواء الأزمة، ووعدت الجامعة أن الطالب المتخذ بحقه الإجراء الانضباطي في حال التزامه، من الممكن أن تعيد النظر في قرارها بحقّه، وهو الأمر الذي رفضه الطلاب وقرروا التصعيد وخوض الإضراب المفتوح.
من جانبه قال رئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيت لحم مجد رمضان لـ"نبأ" إنّ فصل الطالب كان تحت مسمى "اعتداء لفظي وجسدي" منه على موظفة الجامعة في المسرح الداخلي للجامعة .
لكنّ "رمضان" أكد أنّه كان متواجداً لحظة الواقعة، نافياً تعرض الموظفة للاعتداء اللفظي أو الجسدي، مطالباً الجامعة بتقديم أي دليل حقيقي وملموس على ذلك .
واعتبر "رمضان" القرار الذي اتخذته إدارة الجامعة بحق الطالب "يفتقد للحكمة".على حدّ وصفه
وقررت جامعة بيت لحم، "في ظل ما حدث، من فوضى وضرر خطير في العملية الأكاديمية ومن عدم الالتزام بقوانين وسياسات الجامعة، محاسبة الأفراد وتجميد أنشطة المجلس حتى نهاية السنة الأكاديمية الحالية حيث أن المجلس كان المسؤول المباشر عن هذه المخالفات".
وقالت إن" تجميد أنشطة مجلس اتحاد الطلبة هو قرار مؤقت وهو قرار تربوي، وهو حماية للديمقراطية الحقيقية والصحيحة، وحتى نعيد تركيز العمل وتوجيه البوصلة للهدف الأول للجامعة وهو المسيرة الأكاديمية والإنسانية الناضجة والمسؤولة بعيدًا عن تضييع الوقت والجهد".
غير أنّ رئيس المجلس اعتبر أنّ القرار غير حكيم، وتضرب بعرض الحائط العملية الديمقراطية التي حدثت قبل أسابيع في الجامعة، وبالتالي لم تأخذ الجامعة بعين الاعتبار آراء الطلبة جميعاً.
وعن التدخلات التي تقوم بها لجنة التنسيق الفصائلي، والمطران عطا الله حنا مطران الروم الأرثوكسن وشخصيات اعتبارية أخرى، قال "رمضان" إن الجامعة لا زالت مصرة على موقفها، ولا تتعاطى مع مبادرات الحل، مشيراً إلى أنّ الجامعة هي التي أوصلت الطلبة لقرار الإضراب بتعتنها في إيجاد حلّ للأزمة .