نبأ – نابلس – شوق منصور
يتعرض الفلسطينيون في مختلف مناطق الضفة المحتلة لاعتداءات ومضايقات مستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
خلة مكحول إحدى التجمعات السكانية التي تتربع في الأغوار الشمالية، والتي تقع شرق طمون على بعد نص كيلو متر غرب مستوطنة حمدات والتي يتعرض سكانها لاعتداءات وملاحقات مستمرة من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال وذلك في خطوة تهدف لتفريغ وتهجير هذه التجمعات لزيادة التوسع الاستيطاني في الأغوار الشمالية.
ويقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة: خلال العشر سنوات الأخيرة بدأ الاحتلال سياسات مختلفة في خلة مكحول، حيث قام ببناء أكثر من ثلاث معسكرات تدريب لجيش الاحتلال، الأمر الذي أدى لترحيل سكانها من خلال عمليات الهدم المستمرة
وأضاف دراغمة في مقابلة مع نبأ: إن خلة مكحول هي خربة فلسطينية دمرت عام 1976، وكان يسكن فيها عشرات العائلات الفلسطينية الذين شردوا أصحابها إلى مناطق طوباس، واليوم يقطن في خلة مكحول فقط خمس عائلات من أصل عشرات العائلات.
وأوضح أن العائلات التي تسكن في خلة مكحول تعيش في ظروف حياتية صعبة، فهم يسكنون في خيم وبركسات مهدد بالهدم بشكل يومي، فهذه المنطقة يعتبرها الاحتلال مناطق عسكرية.
وأشار دراغمة أن قوات الاحتلال ومستوطنيه اصبحوا بشكل يومي يصعدون من ملاحقتهم ومضايقتهم للرعاة في خلة مكحول ومنعهم من رعي أغنامهم وأبقارهم، كما أن هناك اعتداءات شبة يومية على السكن داخل خيامهم، وهذا ما يزيد من معاناة سكانها، حيث يقوموا باستجواب العائلات حول أراضيهم ورعيهم للمواشي وفي بعض الأحيان يقوموا في احتجازهم داخل المعسكرات ولا يخلى سبيلهم حتى دفع غرامات مالية باهظة.
وأضاف أن السكن يعيشون الأمرين في خلة مكحول، فهي لا يوجد فيها أي مقومات الحياة، ويضطر السكان لشراء كوب المياه ب 35 شيكل، كي يصل إليهم بصهاريج المحمولة، رغم أن خط المياه الإسرائيلي يعبر أراضي سكان خلة مكحول، كما تعاني من عدم وجود مدارس قريبة من المنطقة.
ويؤكد دراغمة أن الاحتلال يستهدف جميع مناطق الأغوار، فألان يجري عملية تجريف من أجل بناء بؤرة استيطانية في منطقة الفارسية، واليوم 82% من الأغوار أصبحت تحت سيطرة الاحتلال، ففيها اكثر من 36ل مستوطنة وبؤرة استيطانية وأكثر من 20 تدريب عسكري للاحتلال، ومئات الدنمات مغلقة تحت مسميات للاحتلال.
وأكد دراغمة أن الاحتلال يريد أن يخلي السكان الفلسطينيين الأصلين والشرعيين من الخرب والقرى التي دمرت وخاصة خلة مكحول من اجل السيطرة عليها وضم أراضيها لمناطق تدريب عسكري واستيطاني، وتوسيع المستوطنات والمعسكر القريب من خلة مكحول.
وطالب دراغمة بان يكون هناك وقفات حقيقية وقانونية مع السكان لدعم صمودهم وتثبيت الأرض الفلسطينية وحمايته، ورفع قضايا على الاحتلال في المحاكم الدولية، وتوفير مشاريع بنية تحتية في المنطقة، وإعادة سكان أهالي قرية مكحول إلى الأرض من أجل زراعتها.
ويحاصر الاحتلال خلة مكحول من جميع الاتجاهات بالمستوطنات والمعسكرات حيث تقع خلة مكحول بين مجموعة من المستوطنات ومنها روعي، وحمدات بالإضافة إلى معسكر سعوارة الخاصة بوحدة كفير.
يشار بأن خلة مكحول تعتبر واحدة من اكثر من 26 قرية دمرها الاحتلال في الأغوار الشمالية في نكسة خيزران عام 1967.