رام الله - نبأ - رنيم علوي
أصغرهم سنّاً، يُحبُ الحياة، ويَكره الظلم، يَفخر بِنفسه وعائِلته، لـديه زوجة تُحبه، وأبٌ و4 إخوة، والأخ الخامسِ يَقَبعُ خلفَ سجون الاحتلالِ مَحكوماً بمؤبدين ومدى الحياة،اختطفته رصاصات الاحتلال من بين أحضان عائلته، لِيذهب تاركاً أباه وأخوته وزوجته وأقاربه خلفه، قُتل الحلم، لحق بوالدته التي فارقتهم قبل 3 سنوات، صاحب مقولة: " أجمل ما في حيآتي إني فلسطيني ومن جنين تحديدآ".
شأس كممجي، الشقيق الأصغر لبطل نَفق الحرية أيهم كمنجي، حبّه لأرضه دفعه لأن يَخرج صباح اليوم الخميس مِن مَنزله لِـمواجهة الاحتلال الذي اقتحم بلدَته جنين، في الوقت الذي اعتقلت فيه قوات الاحتلال مجد وعماد ومحرم أشقاء شأس.
مجد في حديثه عن شقيقه شأس
مجد كمنجي الأخ الأكبر لشأس: " شأس إنسان طبيعي، يحب الحياة والعيش، الخروج مع الرفاق، إلا أن كانت روحه للوطن، لم تصدف أن حدثت مواجهات إلا وشأس موجود، رحل الأخ وهو في حبٍ وشوقٍ للقاء أيهم".
يقول مجد: " اتزوجت أنا وشأس في نفس اليوم، عرسي وعرسه بيوم واحد، خلينا نتخيل الفرحة اللي اتقاسمتها أنا وإياه، والله يرحمه يا رب".
يسرد مجد تفاصيل تلقيهم خبر استشهاد اخيهم، قائلاً: " تقريباً الساعة 7 ونص الصبح اقتحم الجيش دارنا وطالبين أخوي شق التوأم عهد، فتشوا الدار بحثاً عن عهد، وبعدين حقق معي عن مكان أخوي عهد، وأنا جاوبته إنه عند أبوي، وبعدين حكولي إنه هرب، ف اضطر جيش يعتقلني انا وأخوتي لوقت ما عهد يسلم نفسه".
وتابع مجد لِـوكالة " نبأ": " تم اعتقالنا واخذونا على سالم من الساعة 8ونصف لل 12ونصف، وإحنا على قعدة مش متحركين، وفي لحظة كنا قاعدين بلش جنود الاحتلال يتفرجوا على فيديو تكبير لحظة استشهاد شأس، عادوا الفيديو أكثر من مرة وهما يضحكوا، وبعدين اتفاجأت إنه هذا الفيديو هو نفسه لحظة استشهاد شأس الله يرحمه".
واستمر بالقول: " كانوا بدهم أخوي شأس يندفن بدون ما نودعه بس سبحان الله، الله أكبر من مكرهم، قاموا اخدونا على منطقة سهل مقطوعة وبعيدة عن البلد 3كم، وقفونا ساعة في هاي المنقطة ليتأكدوا إنه ما في مجال نوصل جنازة شأس ونودعه، بعدين مشونا 5 دقائق بعد ما فتحوا الطريق وحكولنا ما حدا يلف ظهره، اعطونا تلفوناتنا".
في صدمة الخبر، يقول مجد: " كالعادة رنينا على أبوي يركب ويوصل ياخدنا، فجأة شفت أخوي بضرب على وجها، ولما أصريت اعرف حكالي شأس استشهد، بعد الصدمة صرنا نركض بالسهل بدنا نلحق نودع شأس".
وفي لحظة اللقاء، التي وصفها مجد قائلاً: " سبحان الله اللهم صلي على سيدنا محمد على البسمة اللي على وجها، صائم مرابط، صلى الفجر جماعة ثم شهيد".
واستطرد مجد القول: " كان في المواجهات 30 شخص، الوحيد اللي ربنا اصطفاه شهيد شأس، كل رصاصات الاحتلال احتمت في جسده هو لا غيره".
عضنفر كمنجي يتحدث عن ابن عمه شأس
ومن جهته، قال ابن عم شأس، غضنفر كمنجي:" شأس الطفل الصغير، الشاب المقتبل في حياته، خيّاط، يحب عمله، ويتقنه على أكمل وجه؛ إذ ينعكس ذلك عليه فهو يحب الاهتمام بِمظهره " متكتك مرسوم رسم" يكره الظلم، وهو شاب مثل باقي شباب الوطن يحلم بإستقرار في حياته بأن يكون مستقبله وأسرته". بحسب ما قاله ابن عم شأس غضنفر كمنجي لِـوكالة " نبأ".
يقول غضنفر، بسبب فارق العمر بيننا ما زالت أراه صغيراً، ودائماً ما كانت اناديه بإسم أسمريكا من وهو طفل صغير ولغاية يوم شهادته.
وهكذا فقد رحل الشهيد شأس كمنجي وفي قلبه لوعة الشوق لأخيه أيهم الذي حرمه الاحتلال من زِيارة عائلته، وبذلك يُصبح ألم أيهم اثنين قبر والدته الذي خاطر وهز جلبوع بخروجه من أجل رؤيته وقبر أخيه الأصغر آخر العنقود شأس، هذه هي حياة الأسر الفلسطينية التي تعيش تحت ظلم الاحتلال منذ سنين طويلة.