نبأ- نابلس- نواف العامر
يطلق كبير المزارعين في سهل سميط بوابة نابلس الشرقية الحج سمير الحمود صيحات التحذير من ظاهرة انتشار الشاليهات السياحية على حساب الإنتاج الزراعي الحيوي كرئة إنتاجية في مجال الخضروات في الضفة الغربية.
ويخشى الحمود من ضياع المنطقة لصالح ما أسماه حيتان الشاليهات التي ابتلعت ثلث الأراضي الزراعية الخصبة في الحد الأدنى كمقدمة لفقدان الزخم الإنتاجي المميز الذي يغذي أسواق الضفة الغربية بأصناف عدة من الخضروات الطازجة .
وتنتشر مظاهر أعمال التشييد والبناء على مدار الساعة لمسابقة الزمن، لتهيئة المزيد من الشاليهات في استقبال فصل الصيف للاستجمام، حيث يجني مالكو الشاليهات مبالغ مالية باهظة من الزبائن الذين يستأجرونها لليلة كاملة أو ليوم كامل .
ويتساءل الحمود بحدة وغضب عن مصير الأراضي الزراعية التي تتناقص سريعة خلال الأعوام الأربعة المنصرمة، قائلاً أين يمكن أن يجد المستهلك بضاعة وطنية معروفة المصدر وبأسعار مقبولة بينما تنهب مشاريع البناء أراض زراعية تضخ كميات كبيرة من الخضار للسوق المحلي.
ويعتقد الحمود أن البديل هو الشراء من السوق "الإسرائيلية" بسعر مرتفع، يتحكم فيه المزارع الإسرائيلي بنوعية بضاعة أقل جودة من مثيلاتها المحلية .
"سهل سميط" كان مسرحا لعمليات تدريب قوات الاحتلال التي زرعت معسكرا لتدريب الجيش ومحضنا للدبابات قبل أن تنسحب منه قبل أكثر من 15عاما مع معسكرات ومستوطنات بشمال الضفة تم إخلاؤها آنذاك.
وعلى مرمى البصر تجاه الشرق القريب، تنتصب الشاليهات يمينا وشمالا في أغوار وتلال بلدات النصارية والعقربانية وبيت حسن في منافسة واضحة لمساكن الأهالي وبساتين الحمضيات والزيتون والجوافة.
ولا يقتصر انتشار الشاليهات لمشاريع الزراعات الفردية والتجارية ويتعداها في نهب المياه الزراعية لصالح ضخها في برك السباحة بينما تعاني الأراضي الفلسطينية والاغوار من أزمة مياه شديدة تؤثر في تفاصيلها وتفصيلاتها على حيوية الزراعة الفلسطينية.
ويزرع الحمود زهاء 700دونم بالخيار الربيعي المسمى الفرعاوي الذي يحتاج المياه أكثر من أي محصول آخر إضافة لمحصول البطاطا.
وتسيطر قوات الاحتلال وما تُسمى شركة المياه الإسرائيلية ميكوروت على كبريات أحواض المياه الجوفية فيما يعرف بالحوض الشرقي ومركزه الأغوار الفلسطينية المحاذية على طول الحدود الفلسطينية الأردنية.
ويشعر العديد من الأهالي في المنطقة بالمخاطر المحدقة والناشئة عن ظاهرة الشاليهات معتمدين على تصريحات محافظ اريحا مؤخرا والتي حذر فيها من انهيار الأخلاقيات في المساكن السياحية واعتقال الأمن الفلسطيني لفتيات إسرائيليات يمتهنن الدعارة وطردن من المنطقة .
وتوسع الاهتمام مؤخرا بظاهرة الشاليهات عقب ظهور كورونا وتقييد السفر السياحي للخارج ما ساهم في رفع أسعار الأراضي الزراعية التي يجري بيعها في المنطقة.
وتعتبر الأغوار الوسطى موئلا ومقصدا للمتنزهين والزوار خلال فصلي الربيع والصيف نظرا للأجواء الغورية فيما بدأ مستثمرون بشراء مساحات واسعة من الأراضي وبيعها بالتجزئة لصالح المواطنين الراغبين بالتملك وبأسعار باهظة .