نبأ – رام الله – رنيم علوي
يَركُضُ بينَ زِقاقِ الحي هُنا وهُناك، يَقفز ويلعب، يركل الكرة لتُعاد من أجل يُمارسَ الصدَّ عَليها، يَقضّي يَومَه بينَ أصدِقائه، ثُمّ يَعود في المَساءِ إلى أحضانِ عائِلتَه لِينعَمَ بِدِفئِ العائِلة، إلا أنَّ المُحتل سَلَبَ مِنهُ الحَياة والفَرح واللهو بينَ الأصدِقاءِ ودِفئَ العائِلة.
محمد مطور
محمد مطور، ابنُ السابِعةَ عَشر خَسِرَ هذا الطفل إحدى عَينَيه على إثر إصابَته بِرَصاصَةٍ أطلقها جنود الاحتلالِ الاسرائيلي خلال اعتِدائِهم على شُبان فلسطينيين في بَلدةِ الرام شمالَ القُدسِ المحتلة.
يَقول عم محمد مطور، زِياد مطور: " محمد هو الكبير في عائلته، كان يحب يضل مع أصحابه ويضل مرتب حاله، كثير بحب يهتم بحاله، هو ترك المدرسة على بكير وطلع ياخد صنعة يبني فيها مستقبله ويقدر يوقف على رجليه لحاله".
زياد مطور، تابع حديثه لِـوكالة " نبأ" بنبرة الصدمة التي ما زالت تُخيّم عليه، وهو يَقول بِأنًّ تَلَقي خَبر إِصابةِ ابن أخيه كان صَدمة كبيرة، بِأنَ طفلاً عُمره سَبعةَ عَشر تّذهَب عَينّه " مُصيبة" بحسب وَصفِ عَمّ محمد، وتابع يقول: " وعندما تلقت أمه الخبر أغمي عليها، إذ اضطررنا إلى إسعافها".
منعٌ أمني
والدة محمد أغمي عليها، وعمّه وعائِلته صُدمت، أما محمد فَقد رَفضت الاحتلال إجراءَ عَمليَته بِالقدس المحتلة؛ وذلك لأن محمد يقع عليه " المنع الأمني" من الدخول إلى الأراضي المحتلة منذ عام 1948، وهذا ما دفع بأن يحوّل محمد إلى مستشفى نابلس مع إعلامهم بأن السلطة الفلسطينية تكفّلت في تكاليف عِلاجه بِشكلٍ كامل.
وقدّ وضّح زياد حَدَث المنع الأمني، قائِلاً: " كانت عملية محمد في مستشفى العيون، وفي تلك اللحظة وصلتنا رسالة من الارتباط الفلسطيني أن محمد مرفوض مخابرات " شباك" ممنوع عليه دخول القدس، وبقيت مطاطة الاحتلال في عينه إلى ثاني يوم الساعة الواحدة، ثمّ حولناه إلى مستشفى نابلس، وهناك تم إزالة المطاطة".
وانتقالاً إلى محمد عندما عَلِمَ بإصابتِه وفقدانِ عينه، يَصف عمّه دخولَ الأطبّاءِ إلى محمد لإخباره بالأمر، فَـبعد أن عَلم أُغميَ عليه لِمُدةِ ربعَ ساعة، وهو الآن تحتَ الصدّمة.
وفي النهايةِ، أكّدَ زِياد مطور، بِأن الاحتلال غاشم يَتعمّد إصابَة الأطفال لإضاعَةِ مسّتقبلهم، كما حدث مع محمد، كي لا يُعطيهم فرصةَ النجاحِ والتغلبِ عليهم مستقبلاً إن بقوا إلى يومهم هذا.
استمرار الاحتلال في انتهاك الأطفال
ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون للكثير من سُبل التعذيب والانتهاكات، وكما وذكرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بأنّ أطفال فلسطين يتعرضون خلال لتنكيلٍ مُستمر ومتواصل على أيدي قوات، من بينها "الإعتداءات الجسدية واللفظية، والركل بالأرجل، والضرب بأعقاب البنادق".
وكذلك، أوضح التقرير أنّ الأطفال يعتقلون خلال مداهمة منازل عائلاتهم في ساعات متأخرة من الليل. وأثناء اعتقالهم والتحقيق معهم، "يتعرضون "للشبح" (الجلوس على كرسي لساعات طويلة)، ولإيذاء نفسي وجسدي، وحرمان من الطعام والنوم وقضاء الحاجة".