نبأ – رام الله – رنيم علوي
في عملية فريدة من نوعها بدأت في تاسعة البهاء لتنتهي في فجر أول جمعة من رمضان، رعد حازم من مخيم جنين، انطلق إلى شوارع تل أبيب وبالتحديد ديزنغوف ليطلق بعدها رصاصات بندقيته هنا وهناك فأوقع قتلى وجرحى ومنع التجول، ونزلت قوات الاحتلال الخاصة "سييريت متكال'" إلى شوارع تل أبيب، إذا كانت هذه المرة الثانية التي تمشي بالشوارع، وأولها كانت عام ١٩٧٨ لتتصدي لعملية دلال المغربي.
فيما انتشرت الفرحة قلوب الفلسطينيين فرحة بهذه العملية، فمنهم من وزع الحلوى، ومنهم من كبّر ونادى بالجهاد، ومنهم من نعى هذه العملية، وقلة قليلة أدانتها، فجاءت الردود على النحو التالي:
علّق المواطن يوسف زيدان على هذه العملية، قائلاً: " قد تبدو الأمور من بعيد مجرد عمليات فردية هنا وهناك مثل انتفاضة القدس 2015م وما تلاها، لكن المتفحص يجد أن هنالك حاضنة شعبية قوية ونشطة تفرز هذه العمليات. سابقًا كان أحمد جرار وأشرف نعالوه وعاصم وصالح البرغوثي وغيرهم يعملون لوحدهم مع حلقة ضيقة تقدم لهم المساعدة".
وأردف زيدان: " واليوم نتكلم عن مناطق لا يستطيع الاحتلال دخولها بدون اشتباكات عنيفة مثل جنين والبلدة القديمة في نابلس، وعدد لا يحصى من المطاردين وعمليات إطلاق نار يومية في الضفة، رغم التصفيات والاعتقالات إلا أن هنالك المقاومة أصبحت قادرة على إعادة إنتاج نفسها، فالحفاظ على الاستمرارية هو أهم شيء".
وجاء أيضاً : " منع التجوال في البلاد لا يفرضه إلا أصحاب البلاد وكاتم الصوت الذي لا يزال يزغرد حتى هذه اللحظة".
وقال الناشط علاء شعث: " "الذئب المنفرد" ينفذ عمليته منفردًا، وينسحب منفردًا، وله نقطة انطلاق لا يعلمها إلا هو، وله خطة جاهزة للانسحاب لا يعرفها غيره، ويهيئ الظروف المناسبة لتطويل مدى عمليته وإفشال أجهزة المخابرات لإيجاد أثر له".
أما الناشطة رولا حسنين، قالت: " الفرح في دين الله، عبادة، فلا يكاد جماعة ولا حتى اثنين أن يختلفوا على معادلة الفلسطيني صاحب الأرض كيف يُقبل بلا تيه وريبة مستقبلاً الموت وهي في عقيدته تراتيل الشهادة، وكيف يُدبر الصهيوني هرعاً محاولاً النجاة من الموت الذي يراه "الهلاك".. في كل حادثة نوعية يبدأ الاحتلال بنشر مقاطع فيديو الحادثة كنوع من إظهار إرهاب الفلسطيني بأنه قتل مدنيين، نظراً لصورته أمام العالم.
وأردفت حسنين: "باعتقادي مَن يهمه نظرة العالم "غبي"، لأن العالم مع القوي دائماً.. فيكون مفعول هذه المقاطع على الجيل الثائر المولود حديثاً بالتحديد -بأعمار العشرينات-، دافعة واستمرار وثأر، بأن الذي نفذ ليس بأقدر مني وأنا أيضاً قادر، فيستلّ أبسط الأدوات ويبدع فبعزيمته هو قادر.. عاقب الاحتلال أهالي منفذي العمليات بعقوبات صعبة؛ ولكن الثأر لم يتوقف! لا يُبالي صاحب الأرض المسلوبة بمنزل مبنيّ في مخيم وهو يمتلك اليقين أن "بيتي على أرض" لا في مخيم لجوء! فليفنى البيت واللجوء وليتحرر وطني بسواعدي".
وأضاف الكوميدي علاء أبو ذياب: " بجانب كل أمن الاحتلال، مبارح نزلت أكثر فرقه نخبة، سيريت متكال، اللي ما نزلت على تل أبيب منذ عملية دلال المغربي بال 78.. كل الناس المفروض ببيوتها حسب تعليمات الأمن، كل أذرع الأمن بالشوارع، كل كاميرات وتكنولوجيا أعتى دول الهايتك بتدور عليه، ومن حجم فعله بالبداية فكروه خمس أشخاص مش واحد! تحت كل هذه الظروف، كزدر رعد من تل أبيب الى يافا.. أكيد ما ركض، والا كان شكوا فيه.. رعد كزدر وتفرج شو عمل، وشاف الدنيا وهي مقلوبة، كزدر رعد وشم هوا يافا.. مشي اكتر من 5كيلومتر بحسب أقصر الطرق.. ساعة كاملة اذا مش أكتر وهو بكزدر بكل هدوء في عروس ساحل فلسطين اللي انحرم منه كل عمره.. خمسة كيلو متر.. ساعة بالقليلة مشي.. شوارع فاضية.. كاميرات وأمن وشرطة ويمام وسيريت متكال.. ورعد بكزدر بيافا.. لمن البلاد اليوم؟".
الرئيس يدين
ومن جهته، فقد عبر الرئيس محمود عباس عن إدانته لمقتل مدنيين إسرائيليين، وأكد أن قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا لمزيد من تدهور الأوضاع، حيث نسعى جميعا إلى تحقيق الاستقرار، خصوصا خلال شهر رمضان الفضيل والأعياد المسيحية واليهودية المقبلة.
وأشار إلى أن دوامة العنف تؤكد أن السلام الدائم والشامل والعادل هو الطريق الأقصر والسليم لتوفير الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة.
ورداً على ذلك، فقد كانت تعليقات المواطنين على النحو التالي: " وأحمد مناصرة؟ وأهل غزة !!ولا حلال علينا الموت إحنا"
" كل يوم الصهاينة يجتاحونا وبعتقلو وبغتالو، هاد ما بدهور الأوضاع برايك؟ حسبنا الله ونعم الوكيل ".
"من بيت الرجال يخرج الرجال ولا يخرج الشبل إلا من صلب أسد، رحم الله شهيدنا وتقبله الله قبول حسن وربط علي قلوب والديه وجزاءهم الله جزاء الصابرين".