خاصّ نبأ:
جاءت عملية شارع ديزنغوف وسط مدينة تل أبيب مساء أمس الخميس، في ذروة الإستنفار الأمني الذي أعلنته أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيليّ خشية وقوع عمليات على غرار التي وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأدت لمقتل 11 مستوطناً وإصابة آخرين .
وأعلنت وسائل إعلام عبرية مقتل مستوطنين اثنين وإصابة 16 آخرين جراء عملية إطلاق نار، وقعت في شارع ديزنغوف، والتي انتهت باستشهاد المنفذ رعد حازم بعد 9 ساعات من المطاردة بقرب أحد مساجد يافا.
وتزيد هذه العملية من الضغوط على حكومة رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، المهددة بالسقوط، وتؤكد ان الإجراءات التي اتخذتها أجهزة الاحتلال الأمنية قد فشلت.
واعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن العملية كبيرة وخطيرة، ووقعت في قلب مدينة تل أبيب وسط حالة استنفار أمني غير مسبوقة، وستفاقم أزمة الحكومة أمام جمهورها، في ظل عدم تمكنها من توفير الأمن لهم، وأيضا ستفاقم أزمتها مع السلطة التي اقامت علاقتها معها على التسهيلات وتدبير الشؤون الحياتية للفلسطينيين.
ورآى أن إمكانية منع هذه العمليات بات شبه مستحيلاً، مع الإنتشار الأمني الإسرائيلي في مدن الداخل، وعلى فتحات الجدار لمنع أي عمليات تسلل، ومع ذلك نجح منفذو العملية في تنفيذها .
وبحسب "منصور" فقد ساد خلال الايام الاخيرة انطباع أنّ موجة العمليات قد هدأت، بالتزامن مع اعلان الاحتلال عن ما يصفها بـ"تسهيلات" للفلسطينيين للحد من تلك الهجمات، ليتضح أن الأمر غير صحيح، وجاءت هذه العملية لتنسف كل الجهود الأمنية لمنع وقوع عمليات.
وشدد على أن العملية في تل أبيب تحد أمني كبير للحكومة المتأرجحة والآيلة للسقوط، وأظهرت عجز الاحتلال عن اعادة الأمن للاسرائيليين، خاصة وأن الحديث عن عملية وقعت في شارع مزدحم وسط تل أبيب.
وعن تداعيات العملية توقع المختص أن يكون هناك مراجعة لكل الاجراءات الامنية التي اتخذتها سلطات الاحتلال، وهي الان امام معضلة حقيقية، فهي اذا خففت إجراءاتها الأمنية، فسيحملها الجمهور الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع، واذا شددت تلك الاجراءات سيزيد ذلك من دائرة الراغبين في تنفيذ عمليات.
وقال إنّ الاحتلال يعتبر ان هذه الموجة غير موجهة من خلال بنية تحتية وتنظيمية واضحة، وهي موجة تتم من خلال أجواء تصعيد، واعتقدت سلطات الاحتلال أنه من خلال تنفيذ الاعتقالات والاغتيالات قد تكسر هذه الموجة، ليحدث العكس.
وهذه العملية الرابعة في غضون أسابيع قليلة، وتأتي وسط خشية إسرائيلية من تصاعد العمليات الفدائية في شهر رمضان .
وكان الشهيد ضياء حمارشة نفذ عملية إطلاق نار جريئة في مدينة بني براك شرق تل أبيب قبل أيام، أدت لمقتل 5 مستوطنين، وإصابة آخرين.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اسم "كاسر الأمواج" على العملية الأمنية التي يخوضها لمواجهة التصعيد الحالي، بعد سلسلة عمليات نفذها فلسطينيون في مدن اسرائيلية.