نبأ:
حين يبذل الشهيد روحه طواعية، ويثبت في مواجهة الموت، حين يضحي بأغلى ما يملك، لينال أفضل المراتب، التي تضمن له الجنة، تتولد لدينا شخصية الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه ومقدساته، وينتصر لآهات الأسرى داخل معتقلات الاحتلال.
ضياء حمارشة( 27عاماً) من بلدة جبع بجنين ارتقى برصاص قوات الاحتلال بعد تمكنه من قتل 5 إسرائيليين، في عملية إطلاق نار نفّذها في مدينتي "بني براك" و"رمات غان" بتل أبيب.
وتجنب الشهيد حمارشة قتل النساء والأطفال حيث أن مستوطنة إسرائيلية، كانت في المنطقة التي وقعت فيها العملية كشفت أن الشهيد حمارشة رفض قتل النساء والأطفال وقالت" أنها كانت تهم بقطع الطريق مع امرأة أخرى وطفلتها، لكنها فوجئت بشخصين مسلحين يترجّلان من سيارة (مرسيدس) سوداء، ويطلب أحدهما منهن الابتعاد عن المكان.
والشهيد حمارشة هو أسير سابق كان قد اعتقلته قوات الاحتلال عام 2013، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 أعوام بتهمة تجارة السلاح، وبعد إطلاق سراحه منعه الاحتلال من دخول أراضي الداخل المحتل.
عرف الشهيد حمارشة بالقوة والرجولة منذ صغره، يتصرف بجديّة، ولديه ثقة كبيرة بنفسه، وكانت لديه علاقات واسعة وجيدة مع الآخرين، وكان مقبولة ومحبوباً من قبل الجميع بحسب والد الشهيد أحمد حمارشة.
يقول والد الشهيد حمارشة في مقابلة له مع "نبأ": مشاعرنا كعائلة مختلطة، من جهة أن الفراق صعب ولا يطاق، ومن جهة أن ابننا ارتقى شهيدا".
وأوضح أنه في نفس اليوم الذي ارتقى فيه ضياء تناول وجبة الغداء مع عائلته ولم يكن يظهر عليه أي شيء أو أن لديه نية للقيام بأي عمل فدائي، وممارسة يومه بشكل طبيعي.
وتابع حمارشة حديثة: عندما تلقينا الخبر وشاهدنا صوره والفيديوهات على شاشة التلفاز تفاجئنا كثيراً، وكان صدمة بالنسبة لنا، لأنه لم يظهر لنا اي مقدمات أنه سيكون بهذا العمل، فيبدو أنه كان يعمل من تلقاء نفسه ودون أن يشعر أحد به مطلقاً.
ويعتقد حمارشة أن نجله بقي يُخفي في نفسه شوقه لرد فعل على ما يتعرض له داخل الأسرى السجن من تعذيب وقمع وإهانة للكرامة، فالسجين بمجرد أن يسجن يشعر أن كرامته انتهكت، مضيفاً أن أيضا ما يشاهده الشباب اليوم من تعذيب واعتقالات وقتل يعمل احتقان عند اي انسان طبيعي وابني انسان طبيعي، وهذا ما أوصله لهذه النقطة.
وبين أن قوات الاحتلال داهمت المنزل مرتين بعد العملية المرة الأولى صباح يوم الأربعاء، وأجرت تحقيقاً ميدانياً، وعاثت بالمنزل خراباً وتكسيراً وقامت باعتقال شقيق ضياء نجلي يزن بعد تعذيبه.
وتابع حمارشة: "اليوم أيضاً قاموا باقتحام المنزل وقاموا بالتحقيق معنا وبطريقة استفزازية، حيث أن أحد الجنود قال لابنتي من انتي هل انتي محامية، وأجابته أنني شقيقة الشهيد ضياء، هذه الكلمات أغضبته، جعلته يكسر أواني المطبخ والأطباق.
ووفقا للتحقيقات الأولية التي ذكرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد قاد حمارشة مركبة "إسرائيلية" واستخدم سلاحا رشاشا من طراز "إم 16" (M16) لا يعود للجيش "الإسرائيلي".
ورجّحت الصحيفة أن البندقية مهربة من الأردن أو مصر عبر تجار السلاح من (إسرائيل) أو من مناطق السلطة.