نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تأتي في سياق طبيعي للدفاع عن النفس

مختصان يتحدثان لــ"نبأ" عن دلالات عملية الخضيرة وتزامنها مع "قمة النقب"

بيت لحم – خاصّ نبأ:

أجمع مختصان في الشأن الإسرائيلي، على أنّ عملية الخضيرة، التي وقعت مساء أمس الأحد، وأدت لمقتل شرطيين من عناصر شرطة الاحتلال الاسرائيلي، وإصابة آخرين، تأتي في إطار الدفاع عن النفس، مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال.

ومنفذا العملية هما أيمن اغبارية وإبراهيم اغبارية من مدينة أم الفحم وهما أبناء عمومة، حيث اعتقلت شرطة الاحتلال، 5 أشخاص من مدينة أم الفحم بينهم شقيق أحد منفذي العملية، بعد مداهمات واسعة.

وادعت الشرطة أنها "ضبطت مسدسا وسلاحا أوتوماتيكيا، هواتف خليوية، مستندات وحواسيب وخواتم وكتب لها علاقة بتنظيم داعش".

وتحقق شرطة الاحتلال فيما إذا كان المشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم "داعش" الذي أعلن عن تبنيه للعملية.

وأوضح نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم، إن “إسرائيل” تواجه تهديدًا جديدًا بعد العمليتين الأخيرتين في الخضيرة وبئر السبع وأدت لمقتل 6 إسرائيليين.

وأضاف “هذا الهجوم الثاني لأنصار داعش داخل إسرائيل .. ويجب أن تتكيف قوات الأمن بسرعة مع التهديد الجديد وتعمل على تحييده”.

وقال الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات لــ"نبأ" إن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل ما يُفرض عليه من جرائم إسرائيلية، فجاءت عملية الخضيرة رداً على ذلك، سواء لما يحدث في الضفة أو الداخل المحتل، حيث ارتقى خلال أسبوعين عشرة شهداء، فكان لا بد من الرّد على هذه الجرائم .

وفيما يخص توقيت العملية، بالتزامن وخشية الأوساط الأمنية الإسرائيلية من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، اعتبر "عريقات" أنّ ممارسات الاحتلال هي بحدّ ذاتها التوقيت والعامل المسبب للرد الفلسطيني.

وقال الخبير العسكري إنّ هذه العمليات مرتبطة بوجود الاحتلال وممارساته، فكلما زاد في قتله للفلسطينيين وانتهاك حقوقهم، كان هناك ردود طبيعية من الشباب الفلسطيني.

ولفت إلى ما يجري الآن في المنطقة والعالم، من تهميش دولة الاحتلال للقضية الفلسطينية، وبالتالي فإنّ الفلسطيني يعتبر أن المسّ بهذه القضية هو مساس بكلّ فلسطيني، ويرى ان الظروف كلها اجتمعت وهي ملائمة لهذه العمليات.

ويتفق المحلل والباحث في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة مع ما ذهب إليه "عريقات"، ويرى أنّ العملية في الخضيرة "خطيرة"، حيث تأتي بعد خمسة أيام من عملية بئر السبع التي نفذها الشهيد محمد أبو القيعان، وأدت الى مقتل 4 اسرائيليين. 

وأضاف أنّ الجديد في الموضوع ان الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، يتحدثون عن تنظيم "داعش" معنى أن هناك تحدياً جديداً قد يواجه الأجهزة الأمنية الاسرائيلية خلال الأشهر القادمة .

وقال إن ما يزيد الخطورة هو الظرف السياسي الذي نفذت فيه عملية الخطيرة، حيث تجري "قمة النقب"، بحضور وزراء خارجية عرب وأمريكا.

وحول تلويح الاحتلال بتنفيذ اعتقالات إدارية لمن يشتبه في تأييدهم لتنظيم "داعش" من فلسطينيي الداخل المحتل، قال "رمانة" إنها قضية معقدة من الناحية القانونية وقد تحتاج الى موافقة من المستشار القانوني لحكومة الاحتلال . 

ورأى أنّه من المحتمل أن يكون هناك توجه جديد لدى مقاتلي تنظيم داعش لفتح جبهة مع الاحتلال الإسرائيلي، لكنّه استدر بالقول: "يجب أن لا نتعجل في الحكم على هذا الأمر سريعاً، والتحقيقات الإسرائيلية كفيلة بتأكيد أو نفي ذلك". 

وتأتي عملية الخضيرة وبئر السبع وسط خشية إسرائيليّة من تفجّر الأوضاع الأمنية خلال شهر رمضان المبارك، خاصةً في مدينة القدس المحتلة، وسط مساعٍ إسرائيلية وإقليمية لمنع تدهور الأوضاع.

وكالة الصحافة الوطنية