نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

قتله الاحتلال في بيت لحم

الشهيد الطفل محمد صلاح.. إعدام عن سبق إصرار وشواهد الجريمة حاضرة

الشهيد محمد صلاح

بيت لحم – خاص نبأ:

بات مقعدُ الطفل محمد رزق صلاح (14 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، في مدرسته خالياً، وانتقل إلى مقعدٍ تمنّاه رغم حداثة سنّه، فقد أنهت رصاصات قناص "إسرائيلي"، حياته ليل الثلاثاء، في جريمةٍ اسرائيلية تؤكد كلّ الشواهد على أنّها متعمدة وعن سابق إصرار وترصّد.

ووسط صيحات الغضب، ودّع الآلاف الشهيد "صلاح" في موكبٍ مهيب ببلدة الخضر، بعدما تسلّمت طواقم الاسعاف الفلسطيني جثمانه على حاجز ""مزموريا" قريب بيت لحم، بعد ظهر اليوم.

والد الشهيد، ورغم مصابه الجلل، إلا أنّه بدا مُتماسكاً، وقال إنّ الإحتلال أعدم ابنه بدمٍ بارد، وروايته أن الشهيد حاول إلقاء حجارة أو زجاجات حارقة، صوب مركبات المستوطنين، تُكذّبها الوقائع على الأرض.

ويضيف أنّ ابنه سقط على يده قبل يوم من استشهاد، ولديه تقرير طبي يثبت أنه لا يستطيع تحريكها، وبالتالي لا يمكنه تسلق جدار الفصل العنصري المقام على أراضي البلدة لتنفيذ ما يزعم الاحتلال انّه هجوم بالحجارة أو الزجاجات الحارقة.

وأشار إلى أنّ محمد أصيب بخمس رصاصات في البطن من قبل قوات الاحتلال عندما كان يحاول الوصول إلى بوابة الجدار على مدخل قرية الخضر.

ويؤكد والد الشهيد أن الاحتلال ليس بحاجة إلى ذرائع؛ لأنّ في غريزته قتل الاطفال. مضيفاً أنّه امضى عدة سنوات في سجون الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، واليوم يفخر بتقديم نجله "محمد" شهيداً.

ويصف والد الشهيد محمد، نجله بأنّه ذو شخصية قوية، وبشوش الوجه، ومحبوب لدى أبناء جيله.

المشاهد المصورة للجريمة، أظهرت قناصة من جيش الاحتلال يرتدون ملابس تمويه، وهم حول جثمان الطفل الشهيد، بعد ثوانٍ من إطلاقهم النار عليه وإصابته.

يقول علاء محمد، وهو أحد سكان المنزل الذي ارتقى أمامه الطفل، إنّه سمع صوت إطلاق النار، فسارع لمعرفة ما يحدث، ليتفاجأ بجثة طفل ملقى أرضاً، وحوله عدد كبير من الجنود بينهم قنّاصة.

وأكد أنّ اطلاق النار على الطفل كان بهدف القتل لا الإصابة، مشيراً إلى أن رصاصة أصابته في صدره وأُخرى في بطنه أدّت لخروج أحشائه.

من جهته، قال النشاط في بلدة الخضر أحمد صلاح لـ"نبأ" إنّ ما حدث مع الطفل محمد صلاح جريمة اغتيال مدبرة، والدليل أن الجنود الذين أطلقوا النار عليه ووصلوا إليه بعد إصابته، كان معهم الكيس الذي يوضع فيه الموتى، وهو ما يثبت أن قتله كان مدبراً .

ويشير الناشط إلى انّه لو افترضنا جدلاً أن الطفل كان يريد إلقاء زجاجات حارقة، فإنّ منطقة الجدار تبعد عن الشارع الاستيطاني أكثر من 30 متراً، بمعنى أن من يحاول إلقاء أي شيء نحو مركبات المستوطنين فلن تصل إليها.

وقال إنّه كان بإمكان الجنود أن يعتقلوا أو يصيبوا الطفل، لكن كان قرار قتله مُتخذ مسبقاً.

وعمّ إضرابٌ شامل محافظة بيت لحم اليوم حداداً على روح الشهيد الطفل محمد صلاح، فيما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في أكثر من منطقة، غضباً بعد الجريمة .

وكالة الصحافة الوطنية