نبأ - رام الله - رنيم علوي
اختتمت جمعية إلعاد الاستيطانية، الحفريات التي قامت بتنفيذها مع ما يسمى بـ"سلطة الآثار" والبلدية في جبل المكبر – سلوان، وقالت إنها حصلت على مصادقة البلدية الإسرائيلية للشروع في بناء مركز سياحي ضخم في أعلى سفوح جبل المكبر، قرب مقر المندوب السامي – الأمم المتحدة.
وبحسب مخطط بلدية الاحتلال وجمعية إلعاد الاستيطانية سيتم بناء مركز سياحي استيطاني مزود بأحدث طرق العرض المدمج وثلاثي الأبعاد يضم قاعات عرض ومعارض فنية وتماثيل ومجسمات وخرائط وشروح وأفلام تعرض ذلك التاريخ الموضوع – الرواية التوراتية المزعومة – التي تخدم المشروع الاستيطاني والتهويد للقدس.
وقالت بلدية الاحتلال في القدس إنها انتهت من الحفريات التي أجريت في عام 2020 – في الطرف الشرقي من – كورنيش هاس شمال قصر المفوض – حيث تم اكتشاف بقايا قصر ملكي رائع من فترة ما يسمى بـ (الهيكل الأول) 750 قبل الميلاد، على حد زعمها.
وبحسب بلدية الاحتلال تم الكشف خلال الحفريات عن (الأعمدة المنمقة، المصنوعة من النحت والمخرطة)، وهذه هي المرة الأولى التي يتم اكتشافها في قصر خاص، وليس فوق بوابات القصور في المباني الملكية نماذج مصغرة للعواصم الإيولية البدائية العملاقة في جنوب القدس أو أجزاء من جنوب الضفة.
زحفٌ عمراني
وعلّق المختص في الشأن الإسرائيلي طارق أبو داود بأن "ما يجري هو بهدف منع الزحف العمراني العربي على غربي القدس مثل جبل المكبر والعيساوية، وبالتالي الاحتلال يسعى إلى توجيه كامل الأنظار للشيخ جراح لكي تُسن لهم فرصة اتمام عملهم بشكلٍ كامل في جبل المكبر دون وجود ضغوطات إعلامية".
وأضاف أبو داود لوكالة " نبأ": "محاولة الاحتلال بالزحف من أجل الوصول إلى ما يسمى " الطوق الآمن" وذلك بإحاطة البلدة القديمة بمستوطنات، وذلك في حال تم الوصول إلى تسوية نهائية، يوجد لهم بيوت ومنازل وهي من حقهم، أما المناطق التي لا يستطيعون السيطرة عليها أمام أنظار العالم يضعوها ضمن مخططات اليساحة منتزهات أو حتى حدائق وفنادق لمنع الزحف".
وأكد أبو داود أن هذا مشروع كامل متكامل، واصفاً: " اليهود معروفين عنهم بستغلوا كل شيء لصالحهم، شافوا الناس انجذبت للشيخ جراح فقررت يكون الطعم الشيخ جراح، وبالتالي الإعلام ملتهي بالشيخ جراح خليهم عليه وتعال إحنا نكمل المشروع.. هذا ما يجري بفكر المحتل".
محاولة لتغيير الواقع
ومن جهته قال الباحث والمختص في شؤون القدس فخري أبو ذياب: "هذا المشروع يشرف عليه جمعية استيطانية معروفة هدفها طمس الآثار في منطقة جنوب المسجد الأقى المبارك، وهذا من محاولة تغيير الواقع في مدينة القدس وفرض وقائع تهويدية عليها، حيث أن هذا المشروع قائم على جلب مزيد من المستوطنين على تلك المنطقة وغسل أدمغة الزائرين".
وأضاف أبو ذياب لـ"نبأ": " هذا المشروع سيتبعه مسارات تلمودية في منطقة سلوان وصولاً إلى باب المغاربة، وما يسمى بمدينة " داهود" وما نراه جزء من محاولة تهويد كل القدس، وبالتحديد في منطقة الجنوب المكبر التابع لمنطقة سلوان، والهدف من كل هذا تهويد تلك المنطقة نظراً للإرث التاريخي لها كونها المنطقة التي وقف عليها عمر بن الخطاب، ولذلك يطلق على الحي " حي الفاروق"، والمكبر لأن عمر بن الخطاب عندما جاء ليتسلم مفتايح القدس كبّر وسمي جبل المكبر، إضافة إلى أنها قطعة من القدس".
وشيد المبنى القديم من قبل عائلة فلسطينية مميزة، القاق، حوالي عام 1930، واستولت عليه قوات الاحتلال وأصبح موقعاً أمامياً إسرائيلياً في المنطقة العازلة مع الأردن حتى حرب الأيام الستة- حزيران 1967.
وفي ذاك العام حولت السلطات الإسرائيلية المنزل الفلسطيني إلى – مبنى شاؤول شاتس-، رسام ومعلم فنون في بتسلئيل، الذي رسم العديد من المناظر الطبيعية في القدس، وفاز حتى بجائزة القدس للرسم في عام 1990، وبعد حوالي 30 عامًا من العيش هناك مع زوجته ميراف وأبنائه السبعة، مشيرةً إلى أنه باع المبنى إلى الجمعية التي قررت بدوها من خلال شركة السياحة الحكومية تجديد بيت شاتز وتوسيعها وتحويلها إلى مركز زوار حديث.
وتزعم "العاد" الاستيطانية وسلطة الآثار الإسرائيلية، أن البناء الأثري – القصر -الذي وجد في فناء ومحيط منزل عائلة القاق -السلوانية – تم بناء القصر الرائع في أيام "حزقيا" ، بعد انتهاء الحصار الآشوري للقدس عام 701 قبل الميلاد – في وقت ساد الهدوء والراحة وكان هناك اعتقاد بأن القدس آمنة.