طولكرم-نبأ-شوق منصور:
غالية أحمد (38عاماً) من محافظة طولكرم، والتي قررت بعد 7 سنوات من العمل في مهنة الصيدلة ترك وظيفتها والتفرغ لتربية أطفالها بأساليب وأدوات مبتكرة، وبالتالي تمكنت من إنشاء مشروعها التجاري والمتخصص في إعداد الكتب التفاعلية للأطفال في محاولة لإبعادهم عن الهواتف المحمولة.
تقول غالية في مقابلة لها مع" نبأ" إن ابنتها البكر كانت هي ملهمتها في هذا المشروع، حين طلبت منها منذ سنتين شراء كتاب تفاعلي، كانت قد شاهدته على الهاتف.
وتضيف: "عندما بحثت عن الكتاب في المكاتب ولم اجده، قررت أن أصنعه أنا بنفسي، رغم أنني لا أجيد الرسم والألوان، ولكن الطبيب كان قد منع ابنتي من مشاهدة شاشة التلفزيون والهاتف، لذا قررت أن أصنعه كي أحمي بنتي من شاشة التلفزيون".
وتتابع غالية حديثها: في البداية لم أكن أتوقع أن يُحدث هذا الكتاب صدى عند أبنائي وأقربائي، فاقترح علي ابني لماذا لا تصنعي مثل هذه الكتب للأطفال، وبالفعل قررت أن أخوض هذه التجربة وبدأت أعد الكتب في البداية المحيطي من أقربائي واصدقائي، ووجدت تشجيع كبير منهم لذا قررت أن أتوسع في هذا المشروع وتحويله لمشروع تجاري.
وأوضحت أن الهدف من هذا الكتاب هو إبعاد الطفل عن مدار الإلكترونيات، وبنفس الوقت تعليمه المهارات الأساسية، من ربط الحذاء والشعر، والالعاب ذكاء، تعليمه كيفية الاعتماد على نفسه.
وتشير إلى أنها تسخدم في الكتاب مواد آمنة وخام وذات جودة عالية بحيث أنني أقدم منتج للطفل مميز، ويكون آمن أثناء انشغال الأم عنه، ويكون هذا الكتاب قماشي يستطيع حمله باليد، ويحمل شخصية الطفل، والشخصية المفضل لديه ومكتوب عليه اسمه وصورته ويكون خاص به.
وتضيف أن حب الفضول والتعلم دفعها لمعرفة ما الذي يجعل طفله يتفاعل مع هذه الكتاب وطفل آخر لا يتفاعل رغم أنهم نفس العمر، "فقررت أن أخذ دورة تحليل الشخصيات، وهذا ساعده كثيراً في مشروعه وبتالي إعداد الكتاب الذي يتناسب مع شخصية كل طفل."
واستطردت غالية حديثها بالقول: "لذا أصبحت أجلس مع كل أم وافهم منها شخصية ابنها، قبل أن أبدأ في إعداد الكتاب، هل هو خجول، هل استيعابه قوي أما لا، فمثلا الطفل الحركي صعب أن أعطيه الالعاب ذكاء لأنه لن يكون لديه صبر لحل الكتاب، أما الطفل الخجول ولكنه ذكي، استنتجت أنه يحتاج إلى الألعاب الذكاء لأنه لا يحب أن يلعب مع أحد".
وتبين غالية أن الكتاب يحتوي على عدة مراحل، حسب عمر الطفل، فمن عمر 3 إلى 6 شهور يكون الكتاب لونه أبيض وأسود وأحمر، وتكون عناصره ثابته، أما في المرحلة الثانية من عمر 6 شهور لغاية 11 شهر فيحتوي الكتاب على اللمس، لانه في هذا العمر يحب استكشاف الملمس، وبتالي هذا يحفز الخلايا العصبية لدى الطفل، وبالتالي اكتمال الجهاز العصبي الغير مكتملة في هذه المرحلة".
وتضيف أنها في عمر السنة نبدأ في إدخال الالوان، وكل ما كبر الطفل ونتطور المعلومات وتزيد صعوبة، لزيادة مدى الادراك لدى الاطفال.
وتؤكد غالية أنها تقوم بإعداد الكتاب بعد التشاور مع المختصين، وبعد دراسات علمية ونفسية واجتماعية، كي يتناسب الكتاب مع شخصية الطفل، مضيفة أنه قامت بصنع كتب تلائم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتكون تناسب قدراتهم.
وحول كيفية تسويق كتبها تقول غالية: أسوق الكتب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ففي البداية كنت معروف فقط في طولكرم، ولكن اليوم أنت أسوق كتابي التفاعلي في جميع مدن فلسطين وفي بعض الدول العربية والأجنبية، عن طريق مشاركتي في بعض المعارض، وتسويق أعمال المرأة الريادية.
وتطمح غالية أن يكون لديها ورشة عمل كبيرة، ويكون لديها العديد من النساء العاملات معها، من أجل تطوير هذه الفكرة وتطوير الأفكار الجديدة التي لديها، من أجل الحفاظ على الأطفال من خطر الإلكترونيات، وكي يكون لدينا جيل ناجح، ومثقف ومتعلم ويمتلك مهارات عالية.