نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

رغم مرور أكثر من أسبوعين على دهسه الذي أدى لاستشهاده

سلطات الاحتلال تمتنع عن التحقيق مع المستوطن قاتل الشيخ الهذالين

سليمان الهذالين

رام الله-نبأ- رنيم علوي:

سيطرت حادثة استشهاد أيقونة المقاومة الشعبية الشيخ سليمان الهذالين (63 عاماً)، بعد دهسه خلال فعالية في جنوب جبال الخليل قبل نحو أسبوعين مِن قبل مستوطن، على المشهد الفلسطيني، الذي عبّر عن غضبه من الحادثة، وسط مطالبات بمحاكمة ومحاسبة القتلة، إلا أن الاحتلال يمتنع عن التحقيق مع المستوطن، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس العبرية".

وقالت الصحيفة إن الشرطة "الإسرائيلية" لم تحقق مع سائق " الشاحنة" الذي تسبب بقتل الشيخ سليمان الهذالين، على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على دهسه ووفاته أول أمس.

وأضافت الصحيفة أن شهود العيان لم يتم استدعاؤهم للإدلاء بإفاداتهم حول عملية الدهس، مع العلم أن نجل الشهيد وصل إلى مركز شرطة " كريات أربع " لتقديم شكوى، إلا أن الشرطي رفض استقباله بادعاء أن عليه التوجه إلى قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء، علما بأن السائق ليس شرطيا وإنما مدني يعمل مع الشرطة.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من المواطنين الفلسطينيين الذين تواجدوا في منطقة الحادث، التقطوا قبل الحادث بدقائق صورة لأحد أفراد شرطة الاحتلال وبحوزته كاميرا، ومع ذلك نفت الشرطة ذلك، وأكدت أنه ليس لديها أي كاميرات.

وظهر فيديو عبر حساب السائق في "فيسبوك" وهو يقود الشاحنة وتبين أنه مأخوذ من كاميرا مثبتة على لوحة القيادة في المركبة، إلا أن شرطة الاحتلال لم ترد على سؤال وجهته الصحيفة بشأن ذلك، ولم ترد حتى الآن فيما إذا تم استجواب ضباط الشرطة الذين كانوا في المكان.

من جهته علق المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور على الحادثة بقوله: " سِجل (إسرائيل) وشرطتها حافل بالتستر على الجرائم التي تستهدف الفلسطينيين وهذا لأنه لا يوجد أجهزة رقابة ولا أي نوافذ من الموضوعية في التعامل ممارسات الجيش وأجهزة الاحتلال ضد الفلسطينيين، والجهة الوحيدة التي تحقق هي " الماحش" وهي وحدة التحقيق مع الشرطة وهي معروفة في تاريخها الطويل بالتستر على هذه الجرائم".

وأضاف: " التستر هذا يساعد شرطة الاحتلال ويشرعن عمليات القتل بالرسالة التي تصلهم أنه يمكنهم التغاضي عن عمليات القتل، وهذا أمر غير طبيعي وإن دولة الاحتلال متواطئة بكل أجهزتها بالتستر على جرائم جنودها".

وأردف: "المحاسبة يجب أن تكون من خلال مؤسسات وهيئات دولية مستقلة، ومحاكم الجنيات الدولية، لأن هذه المنظومة لا ترى أنه جُرم وتتواطئ مع القاتل المجرم".

ومن الجدير بالذكر سليمان الهذالين، وُلد بعد أربع سنوات من تهجير عائلته من بلدة عراد في النقب المحتل عام 1948، وعاش الشيخ سليمان وعائلته في صراع مع الاحتلال الذي كان يحاول السيطرة على هذه الأرض بالكامل لصالح مخططاته الاستيطانية، وكان في مقدمة المقاومين لهذه المحاولات، في منطقة حُرمت من كل مقومات الحياة العادية؛ فكان بيته من الصفيح الذي تهدِّده جرافات الاحتلال يوميا بالهدم.

ويقول الفلسطينيون عبر وسائل الإعلام: إن الشيخ سليمان شارك مع لجنة الحماية في 60 فعالية نظمتها خلال العام 2021، ولم يتأخر عن أي نداء لها، ورغم حجم العنف الكبير الذي كانت تتعمد سلطات الاحتلال القيام به ضد السكان العزل، إلا أنه كان مرددا: "الله أكبر ولله الحمد حسبي الله ونعم الوكيل.. اللهم حرِّر الأسرى والمسرَى واعطيني الشهادة، وادحر الاحتلال عن هذه الأرض".

وكالة الصحافة الوطنية