نبأ-أنس عدنان-بيت لحم:
تعيش عائلة الأسير نضال أبوعاهور (45 عاما) من مدينة بيت لحم قلقاً على حياة نجلها المريض بالسرطان والفشل الكلوي، وتخشى أن يُستشهد في سجون الاحتلال.
خلال يوليو/تموز الماضي أفرج الاحتلالُ عن "نضال"؛ نظرا لتدهور حالته الصحية، لكن أُعيد اعتقاله (نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، لقضاء حكم بالسجن لمدة عام.
في اعتقاله الحالي وهو الثالث للأسير "نضال"، تمت عملية الاعتقال بعد ثمانية أيام من اجرائه عملية جراحية لإزالة كتلة سرطانية.
اعتقال نضال واسطوانة الأكسجين!
تقول والدة الأسير نضال أبوعاهور لـ"نبأ" إن جيش الاحتلال داهم المنزل ليلة اعتقال نجلها، واعتقل نضال رغم العملية الجراحية التي أجراها، مؤكدةً أنه كان يستخدم اسطوانة أكسجين يتنفّس عبرها بعد الجراحة، وقد اصطحبها الجنود معهم خلال انسحابهم من المنزل.
وللأسير نضال أبوعاهور سبعة أبناء (6 إناث وذكر)، يفتقدون والدهم خلال أيام شهر رمضان، ويعيشون حسرةً وألماً على والدهم الأسير.
خشية من استشهاده
تعبّر والدة الأسير عن خوفها على صحة ابنها، مشيرةً إلى أن الأخبار عنه مقطوعة، ولم تتمكن العائلة من زيارته بسبب منع سلطات الاحتلال زيارات ذوي الأسرى لأبنائهم، بذريعة جائحة كورونا.
وبدموعٍ انهمرت على خدّيها، تقول والدة الأسير نضال إنه تبقى على انتهاء حكم نجلها خمسة شهور، لكنها تخشى من تدهور صحته وأن يعود إليها شهيداً.
6 أشقاء دخلوا السجون
للأسير نضال خمسة أشقاء جميعهم دخلوا سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقضوا أحكاماً متفاوتة.
أحد هؤلاء الأشقاء للأسير نضال هو "رياض" الذي أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 14 عاماً، يقول في حديثه لـ “نبأ" إن الوضع في السجون صعب للغاية وخاصة للأسرى المرضى.
ويؤكد رياض أن إدارة سجون الاحتلال لا تقدم للأسرى العلاج اللازم، وتكتفي بإعطاء المرضى منهم حبة "الأكامول".
ولا يُخفي رياض خشيته على حياة شقيقه، مطالباً كافة الجهات ذات العلاقة بالضغط للإفراج عن شقيقه قبل انتهاء محكوميته، لأنه من المحتمل أن تتدهور صحته في أيّ لحظة.
من جهته، قال محمد عبدربه مدير جمعية الأسرى والمحررين في بيت لحم، إن مرض السرطان أصاب الأسير نضال وهو في السجون، وبعد تدخلات تم الإفراج عنه بكفالة مالية، في وضع صحي صعب، لينقل مباشرة إلى مستشفى بيت جالا الحكومي لمتابعة وضعه الصحي.
يضيف عبدربه لـ “نبأ" بأنهم تفاجأوا بعد شهرين من الإفراج عن نضال بإعادة اعتقاله، وفي تلك الليلة التي سبقت اعتقاله كان الأسير خضع لجلسة غسيل كلى.
ويقول إن الاحتلال سمح لنضال بأخذ اسطوانة الأكسجين التي كانت تساعده على التنفس ليس حرصاً على حياته، بل لإظهار أنهم يوفرون للأسير ما يلزمه، مؤكداً أن ما يحدث العكس تماماً.
ويشير عبدربه إلى أن الأسرى يتعرضون للإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، وفي هذا الأيام خلال شهر رمضان يضيِّق الاحتلال على الأسرى وخاصةً في توفير الطعام المناسب لهم.
ويقبع في سجون الاحتلال 4500 أسيراً بينهم 41 أسيرة، و140 طفلاً، تقل أعمارهم عن 18 عاما، وتتعمد إدارة السجون تعميق انتهاكاتها وسياستها التّنكيلية الممنهجة بحقّهم.
ومن بين الأسرى 700 أسير يعانون أمراضا مختلفة، بينهم 40 يعانون من أمراض صعبة مثل السرطان والفشل الكلوي.