نبأ – القدس

قبل يوم من عزم الاحتلال على تنفيذ تهديداته بحق أهالي حي الشيخ جراح وتهجيرهم من منازلهم اعتبارا من صباح يوم غدٍ الأحد، شارك المئات من المواطنين في مسيرات عدة للتنديد والاحتجاج.

وانطلقت عدة فعاليات بالداخل المحتل وفي مدينة القدس، للتضامن مع أهالي الشيخ جراح واستنكارًا لسياسة الاحتلال التهجيرية.

ورفع المشاركون، الأعلام الفلسطينية وطالبوا المجتمع الدولي وقادة الأمتين العربية والإسلامية إلى نصرة أهالي حي الشيخ جراح الذين يدافعون بصدورهم العارية عن منازلهم وحقهم التاريخي في السكن بمدينة القدس المحتلة.

وتأتي خطوات الاحتلال بتهجير أهالي الشيخ جراح امتدادا لعمليات تهويد المدينة وإحاطة المسجد الأقصى المبارك بالتكتلات الاستيطانية تمهيدا لبناء "الهيكل" المزعوم.

وتصر قوات الاحتلال على تهجير الأهالي من منازلهم على الرغم من إعلان وزارة الخارجية الأردنية، مصادقتها على 14 اتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية سابقا وأهالي حي الشيخ جراح والتي تثبت أحقيتهم في امتلاك منازلهم.

وتزعم قوات الاحتلال أن ملكية تلك المنازل تعود لمستوطنين اشتروها قبل احتلال القدس الشرقية عام 1967؛ والحقيقة أن الحي استوعب 28 عائلة فلسطينية مهجرة، وعاشت لسنوات حتى بلغ عدد سكان الحي الآن ما يزيد عن 500 نسمة سيصبحون مشرّدين بلا مأوى على أنظار عالم يدّعي قيمًا ليست فيه ومبادئ تطبق على الضعيف ولا تبالي بالقوي.

ويقضي الاتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية التي كانت في حينه المسؤولة عن القدس والضفة الغربية، بدفع إيجارات لمدة ثلاثة أعوام وتصبح المنازل بعدها ملكًا لسكان الحي؛ لكن العقود انتهت وجاءت النكسة وسيطر الاحتلال على ما تبقى من فلسطين.

ومنعت الحرب متابعة تفويض الأراضي وتسجيلها بأسماء العائلات، لتنقلب الأحوال رأسا على عقب، بعد قيام جمعيات استيطانية بتزوير وتسجيل ملكيتها لهذه الأراضي عام 1972، لتبدأ بعد ذلك المحاكم عام 1982.

وناشد الأهالي، الأردن والمجتمع الدولي ووكالة الغوث (الأونروا) للضغط على حكومة الاحتلال لمنع التطهير العرقي الذي يتعرضون له، خصوصًا بعد تسليم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الوثائق التي تبيّن قيام وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية سابقا، بإبرام عقود تأجير وحدات سكنية لعدد من أهالي الشيخ جراح في العام 1956.