نابلس/غزة -نبأ-شوق منصور:
دفع الطفل الفلسطيني ابن مدينة غزة سليم النواتي (16 عاماً) فاتورة الخلاف ما بين الحكومة الفلسطينية ومستشفى النجاح الوطنية، التي أوقفت استقبال التحويلات المرضية نتيجة تراكم الديون على الحكومة، فتوفي منتظراً العلاج بعد رفض مستشفيات الضفة استقباله، لافظاً أنفاسه الأخيرة.
15 يوماً والطفل سليم يدق أبواب المستشفيات عله أحد يستقبله
وفي هذا الإطار يقول عم الطفل جمال النواتي في مقابلة له مع "نبأ": "في بداية شهر نوفمبر تبين إصابة سليم بسرطان الدم، وتمكنا من الحصول على تحويلة طبية من وزارة الصحة للعلاج في مستشفى النجاح، و بعد عناء ومشقة كبيرة للحصول على تصريح لاجتياز حاجز إيرز، وصلنا إلى مستشفى النجاح التي رفضت استقبالنا.
وأضاف النواتي: أن مكتب التحويلات في المستشفى قالوا لي لماذا جئت، لقد أبلغناكم أننا أوقفنا التحويلات لمستشفى النجاح، فطلبت منهم أن يستقبلوني لأنني أصبحت في المستشفى، ولكنهم رفضوا استقبالي، مع العلم أن أطباء الأورام يعلمون جيداً أن مريض السرطان تكون حالته الصحية متقلبة بين القوة والضعف، وتتطور بسرعة، مشيراً إلى أن "سليم" كان رياضياً وهذا السبب الذي جعله يبدو بحالة جيدة.
وأوضح النواتي: أنه وبعد رفض المستشفى استقبالي توجهت إلى مركز التحويلات في رام الله، الذي خاطب مستشفى النجاح لاستقبال الحالة لكنه رفض واخبره انه لا نستطيع فتح ملفات جديدة، بالرغم أنهم بعد حالتين بيومين استقبلوا حالة من جنين
وأضاف النواتي: "بعد رفض مستشفى النجاح استقبالنا تواصلت دائرة العلاج بالخارج مع مستشفى المطلع والمقاصد في القدس، والاستشاري ومجمّع فلسطين الطبي برام الله، ولكنهم أيضاً رفضوا استقبالنا".
واستكمل "النواتي" حديثه: "بعد ذلك توجهت إلى مكتب وزيرة الصحة مي الكيلة وقدمت شكوى خطية لمدير مكتب العلاقات العامة، إلى أن جاء الرد بالموافقة على استقبال "سليم" بمستشفى يخلوف" الإسرائيلي في تل أبيب بموعد 9 كانون ثان/ يناير، ولكن لم نتمكن من الحصول على تصريح من الاحتلال الإسرائيلي، وكان هذا التاريخ المشؤوم هو ذات اليوم الذي توفي فيه الطفل سليم.
وفي اليوم الذي توفي فيه الطفل كنت قد توجهت دائرة العلاج بالخارج، فطلبوا سيارة إسعاف لنقله لمجمع فلسطين الطبي، لاستقباله، لكن بعد دخوله بربع ساعة أعلنوا وفاته، قبل أن يتمكن من العلاج والعودة إلى عائلته التي كانت تنتظره بفارغ الصبر.
وبنبرة تعتصر ألماً وحزناً، يقول عم الطفل لقد جئت إلى الضفة مع سليم للعلاج ورجعت مع سليم ولكن رجعت به جثة هامدة، ولا تزال عائلته تعيش حالة من الصدمة وعدم قدرتها تقبل ما جرى مع ابنها سليم.
في المقابل، قال مدير مستشفى النجاح كمال حجازي في مقابلة له مع وكالة "نبأ": إن وزارة الصحة أصدرت تحويلة للطفل في 11 تشرين ثان/ نوفمبر، لمستشفى النجاح وقد جرى تجديدها ثلاث مرات لكنه لم يتمكن المريض من السفر بسبب الوضع الأمني.
وفي 21 ديسمبر أعلنت مستشفى النجاح عدم قدرتها على استقبال أي حالة جديدة للأورام، نظراً لعدم توفر الأدوية وتم إبلاغ وزارة الصحة ودائرة شراء الخدمة في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة التي تُنسق التحويلات بين الضفة وغزة والتي بدورها أبلغت عائلة الطفل سليم بأن الموعد قد ألغي، وبالتالي خرجت مستشفى النجاح من ملف الطفل سليم.
وأوضح حجازي "أنه في تاريخ 26 ديسمبر وصل سليم ومعه مرافقه عمه إلى المستشفى وتم التحدث معه وأبلغنا أنه على علم بالقرار، ولكن قدم لتجريب حظه، ونحن بدورنا أخبرناه بأن عليه الذهاب إلى دائرة العلاج بالخارج، للاستفادة من التحويلة ونقله إلى مستشفى أخر، ومنذ ذلك اليوم لم نعرف ماذا حدث مع الطفل".
وأشار حجازي أن عم الطفل لم يأتِ إلى المستشفى إلا في ذلك التاريخ بعكس ما أعلن في وسائل الإعلام، وكان عم الطفل في حينه متفهماً قرارنا، وسبب عدم قدرتنا على استقبال سليم.
وحمل حجازي النظام الصحي الذي تديره وزارة الصحة ما جرى مع الطفل سليم، بسبب عدم دفع مستحقاته المستشفيات الخاصة وأصبحت غير قادرة على تكملة البرنامج الصحي الذي غير متوفر بوزارة الصحة.
مؤكداً على عدم حصولهم على أي رد من وزارة المالية لحل الأزمة منذ أن أعلنوا عن وقف استقبال حالات الأورام ولغاية الان.
وكانت وزيرة الصحة قد شكلت لجنة تحقيق أول أمس، في ملف وفاة الطفل المرحوم سليم النواتي، للوقوف على جميع حيثياته، وما زالت اللجنة تُباشر عملها.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة اليوم الخميس، إنه لا علاقة ما بين قرارات التنقل الداخلي التي أجريت في وزارة الصحة وبين وفاة الطفل المرحوم سليم النواتي.
وأكدت الكيلة في بيان صحفي، أن قرارات التنقل التي اتخذت تأتي في سياق التدوير الروتيني التي تهدف لتطوير العمل والأداء، وتبادل التجارب والخبرات، وأن منهج التدوير مهم في جميع المؤسسات، ويصب في صالح تطوير مؤسسات الدولة.
وأهابت بجمهور المواطنين والصحفيين والنشطاء، تحري الدقة قبل نشر أي معلومات أو تصريحات.