الخليل – خاص نبأ:
بعصاهُ التي يحملها بيده اليمنى ويرتكزُ عليها، وبشماله التي يرفع بها علم فلسطين، انطبعت صورة الشيخ سليمان الهذالين من يطا جنوب الخليل في أذهان الفلسطينيين، حتّى بات أيقونة للمقاومة الشعبية في منطقة مسافر يطا المهددة من قبل الاحتلال والمستوطنين.
ورغم تجاوز الشيخ سليمان الهذالين السبعين من العمر، إلا أنّه كان حريصاً على مقارعة جنود الاحتلال في مسافر يطا، ومن جانب آخر كان لا يفوّت فرصةً على نفسه لمساندة الأسرى في سجون الاحتلال ضمن فعاليات التضامن معهم.
صور الشيخ الهذالين وهو يشتبك مع المستوطنين وجنود الاحتلال تمثل رمزية للصمود والتحدي الفلسطيني، في وجه آلة القمع والاقتلاع الإسرائيلية، مؤكدةً أن الشيخ قبل الصغير مستعد للدفاع عن أرضه وحمايتها.
اعتقل الشيخ الهذالين على يد جنود الاحتلال مرات عديدة، ولأكثر من مرة اعتُديَ عليه بوحشيه، غير أن ما حدث عصر يوم الأربعاء الماضي، كان دليلا واضحا على نية مبينة للتخلص منه وقتله.
كما يقول شقيقه إبراهيم الهذالين وتعرض الشيخ الهذالين للدهس من قبل شاحنة يقودها مستوطن خلال عملية مصادرة مركبات غير قانونية في مسافر يطا، ما أدى لإصابته بجروح وكسور حرجة في أنحاء متفرقة بجسده، أكثرها خطورة في الرأس والحوض والرقبة.
ومنذ ذلك الحين يرقد الشيخ الهذالين على سرير الشفاء في مستشفى الميزان بالخليل ، فيما نجح الأطباء في السيطرة على النزيف داخل البطن.
ويؤكد شقيقه الشيخ سليمان الهذالين، أنه شقيقه رجل وطني بامتياز، لا ينتمي لأي جهة سياسية، ونشاطه في مقاومة الاحتلال بدافع وطني بحت.
وحمّل إبراهيم الهذالين في حديثٍ لــ"نبأ" شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، المسؤولية الكاملة عن ما حدث مع شقيقه سليمان، مؤكداً أن شرطة الاحتلال تركت الشيخ سليمان ينزف دون أن تقدم أيّ علاج له.
من جهته، قال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل، راتب الجبور لــ"نبأ"، إنّ الشيخ سليمان الهذالين هو أحد ركائز المقاومة الشعبية في مناطق جبال الخليل، وكان يشارك في كل الفعاليات الوطنية التي تخصّ الشعب الفلسطيني.
وشدد على أنّه كان هناك إشارات من قبل المستوطنين لجيش الاحتلال في كل الفعاليات أن يتم قتل الشيخ سليمان، على اعتبار أنه يمثل رأس حربة في مواجهتم.
وقال "الجبور" إنه تم الاعتداء علىالشيخ سليمان أمام مرآى عناصر شرطة الاحتلال، في منطقة أ الخير، بدهسه، بعدما اخذ سائقالشاحنة إشارة من أحد عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنه تم سحب الشيخ سليمان تحت الشاحنة لأكثر من 30 متراً، ونزف من مختلف أنحاء جسده، وهو لا يزال في غرفة العناية المكثفة يتلقى العلاج .
وبينّ أن الشعب الفلسطيني ينظر إلى الشيخ سليمان الهذالين على أنّه تمثل حالة وطينة مميزة، وهو رجل وحدوي يعمل على مقاومة الاحتلال بالسبل المتاحة.