نبأ – القدس
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، أن حركته قدمت الكثير من أجل إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني ضمن خارطة الطريق المتفق عليها في اسطنبول والقاهرة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقدس والقضية.
وقال هنية، مساء اليوم الجمعة في كلمة تعقيبًا على قرار الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات، "بدأنا مسار الوحدة الوطنية منذ شهور من خلال رؤية وفلسفة، والانتخابات العامة كانت جزء من هذه الرؤية والفلسفة".
وأشار إلى أن "الحركة تحركت وأجرت اتصالاتها مع فتح وجميع الفصائل للبدء في خطوات توحيد الشعب في مواجهة الأخطار"، مشيرا إلى أن "حماس سعت لطي صفحة الانقسام والاتفاق على رؤية وطنية لمواجهة الأخطار".
وأضاف: "تحلينا بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وقبلنا بما طالب به إخواننا في فتح، أن تكون الانتخابات أولًا قبل الحوار لإنهاء مشاكل الانقسام وآثاره وتداعياته، ووافقنا على قانون التمثيل النسبي رغم أن هذا يتعارض مع اتفاق القاهرة، وتنازلنا عن شرط التزامن في الانتخابات وقبلنا بالتوالي".
وأكمل: "أردنا دائمًا أن نذلل الصعاب لكي نصل إلى هذه المحطة (الانتخابات التشريعية) ضمن خارطة الطريق التي اتفقنا عليها في اسطنبول أو القاهرة، بحيث تنتهي العملية الانتخابية في غضون 6 أشهر".
واستكمل: "كنا نأمل أن تمضي العملية الانتخابية حتى منتهاها، ولكن للأسف الشديد أنها لم تكتمل لأسباب غير مقنعة إطلاقًا"، مردفًا: "خلال حوارات القاهرة، كنا نعلم وندرك أن الاحتلال ربما لا يسمح بإجراء الانتخابات في القدس، ومع ذلك كل الفصائل والمشاركين في الحوار أكدوا أننا سنمضي في هذه المعركة، وأن القدس معركة وطنية واشتباك سياسي، وأننا سنجري الانتخابات في القدس مهما كانت التحديات والعقبات".
وزاد: "نحن في حماس نؤكد بأنه يجب أن تجرى الانتخابات في القدس، وبالنسبة لنا لا شيء بدون القدس، ولا دولة فلسطينية بدون القدس، ولا معنى للتحرير بدون القدس، فهي مرتبطة بأبعاد كثيرة سياسيًا ودينيًا واجتماعيًا ووطنيًا وفكريًا".
واستدرك هنية: "أخبرت أبو مازن في آخر اتصال جرى بيننا أننا جميعاً موحدون في معركة القدس، وجميعنا متمسكون وملتزمون بضرورة إجراء الانتخابات في القدس".
وأوضح: "أخبرت أبو مازن أنه إذا رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، فنحن سنضع صناديق الاقتراع في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومؤسساتنا الفلسطينية، وإذا قرر الاحتلال استخدام همجيته فليكن اشتباكًا سياسيًا، ولنري العالم بلطجة الاحتلال السياسية وتعديه على حرية شعبنا".
واسترسل: "كنا وما زلنا نرى ضرورة إنهاء الانقسام، وطي صفحته وبناء شراكة في المؤسسات الفلسطينية (منظمة التحرير، والمجلس التشريعي، والحكومة، والرئاسة) والاتفاق على رؤية وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا".
وجاء في كلمته: "أحيي شعبنا ونحن نتظلل في شهر رمضان المبارك، وأخص بالتحية أهل القدس الذين جمعوا بين فضائل الشهر والدفاع عن الأقصى والمرابطة فيه، ووقفوا بكل إباء وشموخ ينوبون عن أمتنا وشعبنا في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "المرابطين في القدس أعادوا القدس مجددًا إلى واجهة الأحداث وأعادوا القضية الفلسطينية إلى واقعها الحقيقي، وأكدوا بأن هذا الشعب لا يمكن أن يفرط بالقدس مهما كانت التضحيات".
وتابع: "تحية لأهلنا في الضفة وال48 وفي الشتات الذين هبوا إلى جانب إخوانهم في القدس وإلى أهلنا في غزة المحاصرة البعدية بالجغرافيا ولكنها في قلب المشهد بمسيراتها وتظاهراتها وبصواريخها في الدفاع عن القدس".
ونوّه بأن "تحرُك أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده وأبناء الأمة العربية والإسلامية يؤكد على حقيقة واضحة أن معركة القدس هي معركة الجميع، ومعركة شعب وأمة".